يجب فتح الحدود لموسيقى المالوف لأنها تستحق العالمية
دعا الفنان أمين خطاط إلى فتح الحدود لموسيقى المالوف، و الخروج بها إلى العالمية حيث يرى أنها تستحق هذه المكانة ، فرغم اعتبارها من التراث الموسيقي السماعي العالمي، إلا أنها بقيت محصورة في أقاليم جغرافية معينة، و لم تتعد حدود المغرب العربي الكبير.
وأوضح فنان المالوف المقيم فرنسا ،بأن الموسيقى القسنطينية لديها كل المؤهلات التي تمكنها من الوصول إلى الأذن الموسيقية الذواقة، وهذا ما لاحظه من خلال اعجاب المهتمين بالموسيقى العالمية الكلاسكية، حيث عبروا له عن إعجابهم بالمالوف ،كما تحدثوا عن جهلهم بمثل هذا النوع الموسيقي، رغم ثرائه الفني والجمالي.
ابن مدينة قسنطينة المغترب ،رفض بأن يطلق على المالوف تسمية الموسيقى العربية ،خاصة في وسائل الإعلام الفرنسية، حيث دعا إلى تبني مصطلح الموسيقى المغاربية، وذلك راجع لتميز روح الموسيقى المغاربية والأندلسية عن الموسيقى التي تؤدى في المشرق العربي.
عن عنوان ألبومه الأخير الذي صدر مؤخرا ،والموسوم ب «مشاميم «قال بأنه يعبر عن رائحة وطنه الذي يشتاق إليه المغتربون في أوروبا . و ينقسم إلى جزئين: الجزء الأول لنوبة الزيدان الذي قدمه بطريقة كلاسيكية محضة ،أما الجزء الثاني فقد تم إدخال آلات جديدة على موسيقى المالوف ،على غرار آلة القيثار و الباس، مع بعض التحويرات في الألحان الأصلية، وهذا ما نلاحظه في معزوفة بعنوان «يا من بسهم الأشفار» من التراث المغاربي ،حيث قدمها في ألبومه «مشاميم» بطريقة مختلفة، لكن يستسيغها أكثر المستمع غير المتعود على هذه النوعية الموسيقية. المغني القسنطيني شرح بأن هدفه من إدخال آلات جديدة هو جذب الشباب الذي ابتعد عن سماع اللحن الأصلي الذي يربي النفس ،و يهذبها ،خاصة مع انفتاح الجمهور على طبوع موسيقية تجارية.
وحرص أمين خطاط على الدعوة لإعطاء وقت لمغني المالوف ،من أجل بلورة جهوده وإنشاء ألبوم فني بمعايير احترافية، وعبر عن خوفه الكبير على التراث القسنطيني، الذي بدأ ،حسبه، يندثر بحكم قلة الاهتمام، والعناية بموسيقى المالوف، حيث قال بأنه حاول في ألبومه الأخير «مشاميم» أن يعيد الاعتبار لأبيات شعرية لم يتعود مستمعو المالوف على سماعها كنوبات، وهو ما أخد منه وقتا طويلا لضبطها بما يتلاءم مع الرصيد الكبير الذي تحفل به الموسيقى التراثية، خاصة على مستوى اللحن، كما هو الحال بالنسبة لموشح «يا من بسهم الأشفار».
وحث محدثنا على اعادة اكتشاف موسيقى المالوف، بطريقة أخرى ،معتبرا إياها بحرا يمكن الخوض فيه ،والإبحار في معالمه الفنية ،دون أن ينتقص ذلك من عمل الآخرين.
وأضاف أمين خطاط بأن موسيقاه ترتكز على اللمسة الخاصة به،و حاول إبرازها من خلال طريقة الأداء، ومحاولة التميز عن الألحان السابقة دون تشويهها، حيث يختار بعض الفنانين أن يتركوا بصمتهم ،بإنتاج خاص، يعبر عنهم وعن ميولاتهم الفكرية والفنية، ويختار البعض الآخر، أن يحملوا المشعل عن الكبار، ويحافظوا على تقاليد عريقة من واجبهم أن يوصلوها إلى الجيل القادم ،في مجتمع يعتمد بالأساس على الثقافة الشفوية.
حمزة.د