الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية

 لحن التراث في ضجيج العولمة
قدمت الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية بقسنطينة مؤخرا، مجموعة من العروض الفلكلورية السودانية الأصيلة، خلال مشاركتها في فعاليات الأسبوع الثقافي لدولة السودان في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، حيث تميزت العروض بالتنوع و الجمالية العالية، امتزج خلالها سحر رقصة الكمبلة الشعبية، بألوان الأزياء  التقليدية لأقاليم السودان و إيقاع موسيقى النوبة و السيرا.
الفرقة القومية للفنون الشعبية السودانية واحدة من بين أعرق الفرق الشعبية في السودان و قد تأسست سنة 1961، على يد الفنان دفع الله الحاج، لترفع ،كما عبر  في حديثه مع النصر على هامش فعاليات الحدث، راية التحدي الحضاري و الثقافي و تعمل على حفظ التراث  الفني المادي و غير المادي ، سواء ما تعلق بالموسيقى والرقصات الشعبية أو بالآلات الموسيقية التقليدية، أو الأغاني القديمة التي تحكي أساطير عن الرجل و المرأة السودانية و عن الشجاعة و الحب و الجمال، من الاندثار في خضم زحف العولمة التي أتى صخبها على جزء كبير من هوية الشعوب.
دفع الله الحاج مدير الفرقة و مغنيها الرئيسي كما يعرف نفسه ، هو فنان سوداني درس الموسيقى بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الخرطوم ثم قضى سنوات بعد التخرج يجوب أنحاء السودان بحثا عن الألحان والإيقاعات والآلات الموسيقية الشعبية المختلفة، حيث تمكن  من جمع ما يزيد على 50 آلة موسيقية شعبية مختلفة وتعلم العزف على معظمها.
وقال الحاج للنصر، بأنه يستطيع العزف على كل الآلات التي جمعها من أنحاء السودان لكنه يجيد العزف على 23 آلة منها، بعد أن قضى وقتا طويلا في القرى التي تستخدمها عبر  مختلف أقاليم السودان، كما أتقن أيضا صنع الآلات الموسيقية الشعبية التي يعرض بعضها بمركز الموسيقى الشعبية الذي أسسه، قبل أن يقرر تشكيل الفرقة القومية للفنون الشعبية بالتنسيق مع وزارة الثقافة في بلاده.
الفرقة التي تعد صوت التراث السوداني في الخارج، نظرا لمشاركاتها العديدة في المحافل الثقافية في الوطن العربي ، ومؤخرا في الجزائر، كانت تظم عند بداية تأسيسها 300 عضوا أوضح الفنان بأنهم يمثلون التنوع الثقافي و الحضاري للسودان أكبر بلد في قارة إفريقيا، و قد تقلص العدد مع مرور السنوات ليصل إلى 40 عازفا ومغنيا وراقصا، بينهم أربع نساء، إذ لا يقتصر دور الفرقة على أداء العروض الفلكلورية و التعريف بالتراث السوداني الفني فقط، بل  يهدف كذلك إلى تدريب الشباب على العزف على الآلات الشعبية السودانية المختلفة، التي لا تدرس أكاديميا كون الدراسة الجامعية في معهد الموسيقى السوداني لا تشمل حسب الحاج سوى الآلات الحديثة.
و على غرار ما تم خلال  الأسبوع الثقافي السوداني بقسنطينة، تعكف الفرقة القومية للفنون الشعبية بالموازاة مع عروضها الموسيقية الراقصة، على تنظيم معرض لمختلف الآلات الموسيقية التقليدية من أنحاء السودان، و التي تتميز بخصوصيات تحددها المنطقة التي تنتمي إليها كما أن العزف على بعضها، يعد حكرا على النساء فقط، كآلة « دينقر» الوترية، و آلة النقارة، والبلونقرو، والشتم، و النحاس، الدلوكة، والنوبة، و تمبل، و الاقامو، و الزمبارة، والطمبور، وأم كيكي، والبانمبو، وطوم، والكوندي، وأم باية، وألوازا، وغيرها من الآلات النفخية و الإيقاعية و الوترية.
و يوضح الفنان دفع الله الحاج، بأن لكل آلة من الآلات التي عرضت على الجمهور القسنطينية، وظيفة مختلفة، فـ»النوبة» تستخدمها الطرق الصوفية ، و»الوازا» تعزفها قبائل الفونج في فترة الحصاد، أما آلة «النحاس» فتستخدم في الدعوة للمناسبات القومية والاجتماعية، وهي وسيلة الاتصال التي تجمع القبيلة و تعد من رموز السيادة لدى بعض القبائل.
هذا إضافة إلى آلة الطمبور وهي آلة شعبية منتشرة في كل السودان وخاصة شماله، أما الدوزنة ولها عدة مسميات منها الباسنكوب في شرق السودان والربابة في غرب السودان وطوم في الجنوب، فتتكون من خمسة أوتار وصندوق رنات، وهي من أشهر الآلات في السودان و أكثرها شمولية.
وقد تم إلى غاية  الآن، كما أشار إليه الفنان السوداني، جمع و توثيق قرابة 52 آلة تقليدية، سجلت في الملكية الفكرية لحفظ الحقوق الثقافية بالسودان.
أما عن الهدف من المشاركة في التظاهرة العربية، التي سبق للفرقة و أن سجلت حضورا مميزا خلال حفل افتتاحها في 16 أفريل الماضي، فيرمي حسب عدد من أعضاءها إلى  التعريف بالتنوع الفني و الموسيقي السوداني و إبراز ثراءه، فضلا عن تسليط الضوء على الزخم الثقافي للسودان و تصحيح الصورة التي يروح لها لإعلام.
نور الهدى طابي/تصوير الشريف قليب

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com