" أرديس" إفتتح الموسم الدراسي قبل الموعد الرسمي
تستقطب محلات و أجنحة بيع مستلزمات الدخول المدرسي بالمراكز التجارية منذ أيام ، أعدادا هائلة من المواطنين الذين نقلوا عادة التسوق “ الإستباقي المناسباتي” حتى لأدوات الدراسة قبل أزيد من شهر على الدخول المقبل.
تحديد بن غبريط لتاريخ الـ6 من سبتمبر المقبل كموعد رسمي للدخول المدرسي لسنة 2015 / 2016 ، لم يشكل الفارق بالنسبة لعدد كبير من الأسر الجزائرية، التي قررت الإستعداد مبكرا لهذا الحدث الذي يستنفذ ميزانية ضخمة خاصة إذا ما كان عدد الأبناء المتمدرسين إثنان فما فوق.
الزائر للمكتبات و محلات و كذا أجنحة بيع الأدوات المدرسية و كل ما تبعها من مستلزمات عبر مختلف المراكز التجارية ، تستوقفه تلك العائلات رفقة أبنائها ، و هي تغزو الأروقة ، و كأن الدخول غدا أو بعد غد . واقع وقفنا عليه بالمركز التجري أرديس بالجزائر العاصمة الذي بدا الإقبال فيه على هذه الأروقة أكثر من الإقبال على الطعام على عكس أيام قليلة مضت خلال شهر رمضان و عيد الفطر المبارك.
يعتبر الكثيرون بأن عدوى التسوق المسبق قد إنتقلت من المناسبات الدينية و الأعياد ، لتطال الدخول المدرسي . إذ باتت الأسر تحرص على تحضير نفسها و الإستعداد الجيد قبل الوقت . هذا ترجعه السيدة آمال أم لـ3 أطفال كلهم متمدرسون إلى ظاهرة إرتفاع الأسعار في الأيام الأخيرة التي تسبق الدخول المدرسي من جهة ، و إلى ندرة المنتجات التي تقلص الخيارات من جهة أخرى و التي تفرض منطق الرضا بما توفر وغالبا ما يكون ذا نوعية رديئة.
التحضير للدخول المدرسي و إن كان مسبقا يبدأ بشراء الألبسة ، المآزر و المحافظ و يؤجل إقتناء الأدوات إلى حين إستلام القائمة من الأساتذة ، فإنه اليوم بات يشمل كل شئ بحسب ما لمسناه في أوساط عائلات تخرج بعربات تبضع مليئة بمختلف الأدوات بما فيها الكراريس ، والكتب ، والمقلمات و حتى أصغر الأدوات التي قد يحتاج إليها التلميذ . هذا واقع يعتبره بعض الأولياء نوع من الذكاء تفاديا للفوضى التي تطبع الأيام الأخيرة قبل إنطلاق الدراسة أو بعد إنطلاقها.
التسوق “ الاستباقي” وإن كان ظاهرة يصنعها الجزائريون ممن يحسبون ألف حساب لكل مناسبة ،فإن سببه يعود في الحقيقة لأصحاب المحلات الذين لهم دزر دور كبير في ذلك ، بالتوجه إلى عرض المنتجات قبل المناسبة بوقت كبير، فضلا عن الحرص على توفير كل ما هو جديد و متميز، ما ساهم في تضخيم ميزانية عائلات ترضخ لطلبات أبنائها بشراء هذه المستلزمات و إن كانت غير ضرورية أو على الأقل سابقة للآوان .
إ.زياري