أول ملـعب بمقــاييس دوليـة يدشـن العـام القـادم
سيكون ملعب بئر الجير بوهران واحدا من أهم مشاريع الملاعب الجديدة التي يتم إنجازها حاليا عبر ربوع الوطن . وسيكون أول ملعب يدشن . إذ من المرتقب أن يتم تسليم المشروع كاملا في مدة أقصاها شهر ديسمبر من السنة القادمة ، بعد تأجيلات عديدة . آخرها تلك التي ظل وزير الرياضة السابق الدكتور محمد تهمي يشدد عليها ، والقاضية بإنهاء أشغاله في سبتمبر من السنة الماضية . لكن هذه المرة يبدو أن الأمور تسير في الطريق الصحيح وهذا الصرح الرياضي الهام سيتم تسليمه قبل نهاية السنة القادمة . نقول هذا رغم أن والي وهران السيد عبد الغني زعلان كان قد صرح في جويلية المنصرم بأن الملعب سيحتضن نهائي كأس الجمهورية للموسم الكروي الجديد ، هو الذي كان إسمه مطروحا لإحتضان نهائي النسخة الماضية لولا تأخر أشغال إنجازه ، ... وللإشارة فإن ملعب وهران الجديد سيحمل إسم « عبد القادر فريحة « مهاجم مولودية وهران والمنتخب الوطني في سبعينيات القرن الماضي والذي إشتهر برأسياته المدققة ، مع التذكير بأنه فارق الحياة في أكتوبر 2012، ويبقى هذا الملعب واحدا من المشاريع الهامة التي إستفادت منها الباهية في السنوات الأخيرة، في إطار تدعيمها بأقطاب جديدة رياضيا وصناعيا وطبيا.
يتوفر ملعب « فريحة عبد القادر» على مدرجات تتسع لأربعين ألف متفرج ، علما أنه كان في بادئ الأمر مقررا أن تتسع لنحو 75 ألف متفرج، قبل أن يتم تقليص حجمها لاعتبارات لها علاقة بالأمن وسلامة الجماهير، و لا يقتصر هذا الصرح الرياضي على كونه ملعبا لكرة القدم فحسب، بل يتعداه ليشمل رياضات و مرافق أخرى حيث يضم قاعتين للرياضات المختلفة و مضمارا لألعاب القوى و مسبحين و أربعة ملاعب للتدريب و ملاعب لكرة السلة و الكرة الطائرة فضلا عن مرآب للسيارات و فندق بـ 120 سريرا، كل هذا رصدت له ميزانية قدرها 16 مليار دينار جزائري.
و بالحديث عن المكان الذي تم تخصيصه لبناء هذا المشروع الرياضي، فيمكن القول بأنه مكان استراتيجي بأتم معنى الكلمة . يقع شرق مدينة وهران بمحاذاة القطب الحضري الجديد لبلقايد و الطريق الوطني رقم 4 و الطريق الإجتنابي الرابع غير بعيد عن جامعة أبو بكر بلقايد . بعيد عن وسط المدينة لكن في نفس الوقت يقع في قطب حضري مرشح ليكون أحد أهم واجهات المدينة في المستقبل القريب . إلى جانب هذا ، ثمة مشروع لربط المنطقة بخط ترامواي لاحقا.
عملية تركيب ألواح السقف إنطلقت الأسبوع الماضيوقد شهدت وتيرة سير أشغال الإنجاز تباطؤا كبيرا في الأشهر الماضية، وهو ما خلف أكثر من علامة إستفهام حول الأسباب الحقيقية ، غير أنه و في الأسبوع الماضي انطلقت عملية تركيب الألواح الذهبية فوق سقف المدرجات، و هي إحدى العمليات التي تتضمنها آخر مراحل التشييد . ما يؤكد أن موعد تسليمه صار قريبا، مع العلم بأن هذا الصرح خصص له قرابة 3600 طن من الحديد . هيكله من الحديد والخرسانة يجعله يتوفر على شروط مقاومة الكوارث الطبيعية و يستجيب لمعايير السلامة المعمول بها دوليا.
كان ملعب بئر الجير أو «فريحة عبد القادر» جزءا مهما في ملف ترشح الجزائر لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا 2017 ، و قد زاره وفد الكاف وأعجب به كثيرا كما أعجب في نفس الوقت بجمال مدينة وهران وسحرها، خاصة لما وقف على هياكلها الفندقية و السياحية و التاريخية و حتى المناخية، و الآن يراهن الوهرانيون كثيرا على هذا الصرح لإنجاح ملف ترشحهم لاحتضان دورة 2021 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، و قد أبدى أعضاء اللجنة الأولمبية الفرنسية الأسبوع الماضي انبهارهم بالمشروع، مثلما انبهروا بجمال المدينة و حفاوة الاستقبال لدى سكانها، و هي المعطيات التي تؤكد بأن إستراتيجية مدينة وهران و تاريخها سيمنحان قيمة إضافية للملعب المذكور.
و قد تمت مراعاة عدة معايير أمنية في هندسة الملعب الجديد ببئر الجير، أهمها ظاهرة أعمال العنف و الشغب التي صارت تشهدها مختلف ملاعب الوطن في السنوات الأخيرة، و في هذا الصدد فقد تم بناء مدرجات تبتعد بمسافة علوية عن أرضية الميدان لتفادي سيناريو اقتحام الميادين، كما أن معايير سلامة الأنصار محترمة هي الأخرى و الملعب سيكون فارغا من الجماهير التي سيكون بمقدورها مغادرة المدرجات وإخلاؤها في ظرف ست دقائق فقط، كما أن مختلف أرجائه ستكون مزودة بكاميرات للمراقبة، و سيكون هناك 200 مقعد لرجال الإعلام و مقصورة للشخصيات الرسمية بطاقة استيعاب 200 شخصية فضلا عن 150 مقعد لذوي الاحتياجات الخاصة و المعاقين، كما أن جميع مقاعد المدرجات ستكون مرقمة.
و تشرف على أشغال إنجاز مشروع ملعب «فريحة عبد القادر» الشركة الصينية «أم سي سي، وهي شركة معروفة عبر العالم، و تولت إنجاز عدة مشاريع كبيرة عبر مختلف الدول في الولايات المتحدة الأمريكية وغينيا وفيتنام.
مدير الديجياس : التسليم الرسمي في ديسمبر 2016
كشف لنا أمس مدير الرياضة لولاية وهران السيد غربي بدر الدين بأن موعد التسليم النهائي والرسمي لمشروع مركب بئر الجير سيكون في ديسمبر من السنة القادمة 2016، وصرح لنا غربي بأن هذا التاريخ حددته الشركة الصينية المكلفة بإنجاز المشروع، وبالمقابل كشف لنا مدير الرياضة لولاية وهران بأنه ليست لديه فكرة عما إذا كان هذا الصرح الرياضي سيحتضن مباراة نهائي كأس الجزائر للموسم الكروي الجديد.
نشير إلى أن أشغال إنجاز ملعب بئر الجير تسير في الآونة الأخيرة على قدم وساق، و قد بلغت أشواطا متقدمة لا سيما بعد أن شرعت الشركة الصينية في تركيب الألواح الذهبية فوق غطاء المدرجات.
و لا تكمن أهمية ملعب بئر الجير في كونه صرحا رياضيا رائعا فحسب، بل تتعدى لتجعله أحد أهم الهياكل التي ستحتضن الجزء الأكبر من دورة 2021 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، و التي تحوز مدينة وهران حظوظا وفيرة جدا للظفر بشرف تنظيمها مقارنة بمنافستها مدينة صفاقس التونسية، و قد خصص المنظمون الحيز الأكبر في ملف الترشح لهذا الملعب، نظرا لجماله و المعايير العالمية التي بني على أساسها ما سيجعل منه تحفة رياضية لا تقل أهمية عن الكثير من الملاعب الجميلة عبر العالم، و هو ما سيعطي دون شك قيمة إضافية كبيرة لملف ترشح وهران لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط، شأنه شأن القرية الأولمبية التي يتم إنجازها حاليا بمنطقة بلقايد.
سكان وهران فخورون به ومتشوقون لموعد تدشينه
من جهتهم، فإن سكان ولاية وهران استبشروا خيرا بهذا المشروع الهام، و هم ينتظرون بفارغ الصبر موعد تسليمه، و حسب العديد ممن تحدثنا إليهم فإن ملعب «فريحة عبد القادر» سيعطي بعدا إضافيا للمدينة ويزيد من أهمية ضاحيتها الشرقية التي هي في توسع مستمر، لاسيما و أنه يقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 4 قرب مدخل المدينة و يتقاطع أيضا مع الطريق الاجتنابي الرابع.
وفي نفس الوقت يدرك الوهرانيون عامة أن الملعب الجديد لبئر الجير، ونظرا لجماليته ومعاييره الدولية سيكون هيكلا رياضيا في غاية الأهمية، وسيعطي لوهران ما عجز عنه ملعبا الحبيب بوعقل و الشهيد أحمد زبانة، لاسيما الملعب الأخير الذي ومنذ استبدال عشبه الطبيعي بالاصطناعي فقد الكثير من قيمته، وهو الذي احتضن في الكثير من المناسبات مباريات المنتخب الوطني، ولعب فيه المنتخب البرازيلي بقياده نجمه السابق بيلي، ولعب فيه حتى ريال مدريد، لكن قيمته اليوم تراجعت كثيرا بسبب الإهمال الذي طاله، بحيث لم يحتضن في السنوات الأخيرة سوى كأس أمم إفريقيا للأوساط التي جرت في 2013، كلها معطيات تجعل من ملعب «فريحة عبد القادر» مفخرة لسكان الباهية وقيمة مضافة حقيقية، حيث سيسمح لها باحتضان أهم المنافسات الدولية كما سيسمح لجماهيرها باستعادة أجواء مباريات المنتخب الوطني. إعداد: عبد الجليل
نجم الكرة الجزائرية السابق رابح ماجر للنصر
وهران لها تاريخ كروي وتستحق ملعبا مثل مركب بئر الجير
صرح لنا نجم الكرة الجزائرية السابق رابح ماجر بأن الجزائر بحاجة لتشييد ملاعب كبيرة مثل ملعب وهران الجديد، وقال بأنه لا بد من إقامة مثل هذه المشاريع في كل ولاية لأن الجزائر بلد الكرة وشعبها يعشق هذه الرياضة وله تاريخ طويل فيها، وبالتالي يجب أن تحظى المرافق الرياضية والملاعب باهتمام أكبر من السلطات، وفي هذا الصدد قال لاعب نادي بورتو الأسبق: «وهران لها تاريخ كروي طويل، وهي حقا تستحق ملعبا كبيرا بمواصفات عالمية، أتمنى من صميم قلبي أن يكلل مشروع ملعب بئر الجير بالنجاح في انتظار تعميم الفكرة عبر بقية ربوع الوطن».
«عشت ذكريات لا تنسى في ملاعب وهران»
بالنسبة لصاحب الكعب الذهبي فإنه عاش ذكريات جميلة وكثيرة لا تنسى في مدينة وهران، وذكر للنصر بأنه قضى أوقاتا جميلة في ملعب 19 جوان (زبانة حاليا) مع المنتخب الوطني ويتذكر الأيام التي كان يقضي فيها الخضر تربصهم بفندق كاناستيل، كما قال بأنه لعب عدة مباريات مع المنتخب في وهران. قبل أن يضيف: «لا أستطيع أن أنسى الأيام التي قضيتها في وهران، نحن لاعبو المنتخب الوطني عشنا أوقاتا رائعة للغاية كانت قائمة على أساس المحبة والصداقة وكنا نضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار».
«كل الولايات لها الحق في إحتضان مباريات المنتخب الوطني»
من جهة أخرى استعاد «الكابتن» ذكريات زمان، وقال بأن المنتخب الوطني كان ملكا لكل الجزائريين، حيث كان في كل مرة يلعب في مدينة ما: «نحن لاعبو المنتخب الوطني تكونا في قسنطينة و وهران و العاصمة و غيرها، فالمنتخب كان يتنقل في كل مرة لولاية ما، مرة عنابة و مرة قسنطينة و مرة وهران و غيرها، كل جماهيرنا كنا نعطيها حقها لتناصرنا عن قرب، و اليوم أتمنى أن تعود الأمور مثلما كانت عليه في السابق».
« الباهية كبيرة و جميلة و في مستوى ألعاب البحر الأبيض»
وفي ختام حديثه قال ماجر بأن وهران مدينة جميلة جدا وكبيرة، و سكانها متواضعون وبسطاء، وأضاف بأنها تستحق أن تحتضن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط قائلا: « أتمنى أن تكون جميع هياكلها ومرافقها الرياضية جاهزة، و هي تملك جميع الإمكانيات اللازمة لاحتضان هذه الدورة بنجاح».
حاوره: عبد الجليل