النابغة الجزائري عباد في جعبته 12 إختراعا و عمره 14 سنة
يحمل النابغة الجزائري رضوان عباد ، إبن بلدية قورصو ببومرداس، لقب أصغر مخترع على الصعيد العربي و الإفريقي، وهو لقب منحته إياه الجمعية العربية الأفريقية للبحث العلمي والاختراع، باعتباره نابغة استطاع أن يجمع في جعبته 12 اختراعا و عمره لم يتجاوز 14 سنة.
ذكاء رضوان و تأثير محيطه الأسري، صقلا موهبته ،كما أوضح في حوار مع النصر، وهو ما ساعده على اللحاق بركب العلماء و المخترعين،و الحصول على العديد من الشهادات و الميداليات التقديرية نظير مساهماته العلمية، كما وفر له عروضا هامة لاستكمال الدراسة في جامعات أمريكية و بريطانية، في وقت لا يزال بانتظار التفاتة من مسؤولي وطنه الأم الجزائر.
نجم رضوان عباد ،لمع في سماء العلم و الاختراع سنة 2014 ،خلال مشاركته رفقة والديه جمال و مليكة عباد، في فعاليات أولمبياد الاختراع الذي أقيم بتونس خلال شهر مارس، أين حاز على الجائزة الأولى، بعد عرض نماذج من ابتكاراته الفريدة، ومنها « الممهل المضيء»، وهو عبارة عن ممهل خاص بتنظيم حركة المرور ليلا، يعمل بالطاقة المتجددة، حيث أنه يشحن ذاتيا خلال الفترة الصباحية ،بفعل طاقة الرياح التي يخلفها مرور السيارات بمحاذاته، ليعيد تفعيل الطاقة ليلا ،لتشغيل غمازات تنبه مستعملي الطرقات لوجود مطب، ويهدف الاختراع ،حسب صاحبه، إلى التقليل من حوادث المرور وإعطاء منظر جمالي للمدينة.
ثاني أهم اختراعاته هي عصا المكفوفين الناطقة، و هي عصا لها القدرة على تنبيه الكفيف صوتيا لوجود عوائق أمامه، كما تضيء ليلا لترشد المبصر إلى مكان الضرير ،و تتوفر على خاصية الرد الصوتي على نداء صاحبها، لترشده لمكانها وذلك بإعتماد تقنية شبيهة لتقنية جهاز تحديد المواقع GPS.
أبرز إنجازات العبقري رضوان عباد ، فهي عبارة عن جهاز شحن الهواتف . هو جهاز صغير بحجم علبة سجائر يستطيع شحن هاتف 4/5 فولط 3 مرات ، وحين ينفذ مخزونه يعاد شحنه عن طريق طاقة الرياح ، وطاقة المد والجزر، والطاقة الشمسية ، والطاقة العضلية ، فالمولد صغير وغير مكلف و يمكنه تشغيل المصابيح والأجهزة الإلكترونية المنزلية، و قد أوضح رضوان أن شحنه لمدة نصف ساعة يوفر طاقة لمدة12 ساعة أخرى.
الطريف في الأمر هو أن خلف كل ابتكار لرضوان قصة، فالممهل المضيء جاء على خلفية حادث مرور تعرضت له العائلة عندما كان الوالد بطريقه إلى المستشفى لإسعاف زوجته إثر تعرضها لنزيف حاد، غير أنه اصطدم بأحد الحواجز في الطريق جراء الظلام، فولدت في رأس رضوان فكرة الممهل المضيء.
أما العصا فهي تعبير عن حسه الإنساني و تعاطفه مع المكفوفين، وذوي الإعاقة، أما الشاحن، فقصته أعمق و تعود إلى أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ بلغ به التأثر بالظلم الذي سلط على أهلها درجة جعلته يفكر في تركيب شاحن كهربائي يمنحهم فسحة للنور، وقد أشار الوالد جمال عباد، بأن ابنه مستعد للتعامل مع أية جهة، ترغب في تبني هذا المشروع و تطويره شريطة أن يكون أهل غزة أول المستفيدين منه.
الوالد أوضح بأن موهبة ابنه برزت منذ الصغر، فهو فرد في عائلة مخترعين، تحصي في رصيدها 22 اختراعا، منها ما هو مسجل، وقد تطور شغف رضوان الصغير بالعلم و الاختراع مع مرور السنوات، لينتهي إلى امتلاك عدته و أفكاره العلمية الخاصة، و يقول السيد جمال بأن ابنه كان كثير الأسئلة ، منذ صغره، و كان يعمد إلى تفكيك ألعابه و إعادة تركيبها و محاولة فهم آلية عملها.
سمحت له مشاركاته في العديد من المحافل العلمية الدولية و المحلية بلقاء علماء و مخترعين و أساتذة من أمريكا و بريطانيا بولونيا بلجيكا، ألمانيا و روسيا، و هذا الاحتكاك وفر له دعوات لإكمال دراسته في جامعة برستول البريطانية وجامعة أخرى في أندونيسيا، كما حصل على شهادة من معهد الأبحاث في التلفزيون والإذاعة البولندي. غير أن الوالد جمال عباد رفض السماح لابنه بالسفر، وفضل إعطاءه فرصة للنمو بشكل تدريجي و عيش طفولة طبيعية.
أما عن مصير اختراعاته فقد أوضح رضوان عباد بأنه يحوز علی 3 براءات اختراع مسجلة، أما باقي ابتكاراته فقد تأخر تسجيلها بسبب ظروف مادية بحتة، على اعتبار أن تسجيل الاختراع يكلف قرابة 15000 دج، مقابل 10000 للمذكرة ، و حوالي 10000 للترجمة، أي ما يعادل 35000 دينار، وهو مبلغ ضخم مقارنة بإمكانيات الوالد جمال ، أستاذ مسؤول عن إعالة أسرة.
تبقى المشاكل المادية و نقص الاهتمام المحلي بتطوير موهبة رضوان و إستغلال إختراعاته ميدانيا، أهم عائق أمام تحقيق طموح طفل يعشق الرياضيات و الفيزياء ، و يستطيع بعدته البسيطة ابتكار أجهزة فريدة تعمل بتقنيات بسيطة ، رغم أنه لم يتجاوز بعد مستوى الرابعة متوسط.غياب الإهتمام في الجزائر بعباد أمر ينغص عليه وعلى عائلته ويحز في أنفسهم ذلك . سيما وأن العروض والإغراءات مافتئت تتلقاها العائلة للإقامة و تبني موهبة رضوان من دول كبلجيكا ، و بولونيا و أمريكا ...
نور الهدى طابي