مواطنون في «أقفاص» سائقي سيارات أجرة لا تفتح أبوابها و لا نوافذها
يشكو أغلب مستعملي سيارات الأجرة في الآونة الأخيرة، مما يعتبرونه تقييد لحرياتهم داخل سيارات لا تفتح أبوابها و لا نوافذها إلا بإرادة سائقها.
ظاهرة أخرى تضاف إلى جملة الظواهر الجديدة التي ما فتئت تتسلل إلى قطاع النقل خاصة عبر سيارات الأجرة، فبعد أن شكلت ملاذ الكثيرين من الهاربين من قبضة سائقي الحافلات الذين لا يتوقفون إلا بالمواقف، و لا تفتح أغلب نوافذهم و لا أبوابهم نتيجة قدم الحظيرة، انتقلت العدوى لتطال سيارات الأجرة التي تحوّلت إلى ما يشبه أقفاص لا يطلق سراح من فيها إلا بإذن السائق.
و يعتبر أغلب إن لم نقل كافة مستعملي هذه الوسيلة من وسائل النقل الأمر تعد على حرياتهم، حيث يتعذر على الراكب فتح زجاج السيارة متى أراد ذلك، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يزيد من ارتفاع درجة الحرارة داخل المركبة مع كثرة الأفراد الذين يتنفسون وسط جو يوصف بالمتعكر و غير النقي خاصة إذا ما كان أحد الركاب يعاني من مرض معد.
و إن كان الأمر يزعج الركاب الذين يعانون من الوضع بشكل أكبر إذا ما كانت السيارة خالية من المكيف الذي يعمل على تلطيف أجواء يعكرها بعض السائقين بتصرفاتهم، في وقت يحافظ أخرون على مكيفاتهم بعدم تشغيلها و إن توفرت، فإن هؤلاء يعتبرونه سلوك عقلاني في ظل ما يصفونه بلا مسؤولية بعض الركاب الذين كثيرا ما يعرضون سياراتهم للتخريب بسبب الفتح و الغلق المتكررين.
و يقول أحد سائقي سيارات الأجرة الذي يعد أحد العاملين بمبدأ “أمن سيارتك”، بأن جل سيارات الأجرة يرغم أصحابها على تصليح أقفال أبوابها و نوافذها باستمرار، ما يكلفهم ميزانية إضافية تثقل كاهلهم، أما فيما يتعلق بإقفال الأبواب من جهاز تحكم بجواره هو فقط، فإن ذلك راجع لكثرة الاعتداءات التي يتعرضون لها بين الحين و الآخر حسبه، خاصة بالأماكن الخالية أو المشبوهة.
كما يرى أخرون بأن تزايد أعداد السكان و توجه أغلبهم للبحث عن التنقل عبر سيارات الأجرة، شكل ضغطا كبيرا عليها، إذ و حتى قبل وصول السيارة إلى المحطة أو الموقف، يتهافت عليها عدد كبير من المواطنين و يقومون بفتح الباب بقوة، ما يعرضه للتخريب كما قد يصيب المسبب في ذلك بإصابات عند السقوط أو كثرة التدافع.
و في انتظار أن يجد السائقون حلا يرضي الطرفين داخل سيارة الأجرة، تبقى المقولة الرئيسية بأن “الزبون هو الملك” تسير بالعكس في بلادنا، داخل إمبراطورية لا ملك لها سوى سائق يفتح النوافذ و الأبواب على هواه.
إ.زياري