الإعلام مسؤول عن رواج الأغنية الهابطة
انتقدت الفنانة القبائلية نادية بارود في حوار مع النصر، التوجه الفني لبعض القنوات الإعلامية الجزائرية، التي أصبحت تسلط الضوء على فناني الملاهي و تروج للأغنية الهابطة من خلال استضافة مؤديها في حصص و برامج عائلية، تتحدث عن حياتهم الشخصية و تبرزهم كنجوم، ما ساهم حسبها في تلميع صورة الأغنية الرديئة و سمح بدخولها بيوت العائلات الجزائرية، كما تحدثت نادية بارود في هذا الحوار، عن مسيرة فنية عمرها20 سنة و عن مشاريعها الجديدة.
- النصر: كيف تقيمين 20سنة من العطاء الفني هل كانت تجربة سهلة؟
ـ نادية بارود: لا أكاد أصدق أن20 سنة قد انقضت، رحلتي مع الفن لم تكن سهلة، فقد دخلته في سن مبكرة، العمل في هذا المجال سنوات التسعينيات كان بمثابة مغامرة و تحد، كنا نتنقل لإحياء بعض الحفلات تحت تغطية من أفراد الجيش الوطني الشعبي، غنينا في مناطق كان الدخول إليها انتحارا..و مع ذلك كانت رحلتي إيجابية، فلطالما احترمت جمهوري ولم أقدم يوما ما أخجل به أو أندم على أدائه، حتى أنني لم أقم أبدا بإعادة أغاني فنانين آخرين ، ما عدى تكريمات لبعض الأسماء الكبيرة. بالعكس حاولت التنويع و إبراز مواهبي فاحترفت الغناء، كما مارست التمثيل، حيث كانت لي تجربتين مع الشاشة، الأولى في فيلم «المرافعة» و الثانية « فافا موح»، الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان الفيلم الأمازيغي سنة2010، يمكنني القول بأنني أعتبر نفسي من المحظوظات لأنني لا أزال أملك شعبية لدى أبناء الجيل الحالي لأن لدي الكثير من المتتبعين الشباب على حساباتي عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
- هل تفكرين في إعادة تجربة التمثيل؟
ـ لما لا إن سمحت لي الفرصة، و تلقيت عروضا مناسبة ترقى لمستوى طموحاتي فأنا مستعدة لخوض التجربة مجددا، أمنيتي في الحقيقة هي أداء دور في فيلم تاريخي أو ثوري، لكن هذا لا يلغي استعدادي للمشاركة في أعمال الأمازيغية أو الدارجة العامية و حتى باللغة العربية الفصحى، إن توافق النص مع قدراتي و تطلعاتي.
- تراجع ظهورك على الشاشة في السنوات الأخيرة و قلت مشاركاتك الفنية، هل هو تغييب مقصود أم السبب هجرتك إلى إسبانيا؟
ـ بالفعل أعترف بأن نشاطي تراجع، لكن السبب هو بطبيعة الحال قراري بالتفرغ لحياتي الخاصة و زواجي، و من ثم انتقالي للعيش خارج الوطن، كلها عوامل ساعدت على غيابي نوعا ما عن الساحة، رغم أن مشاركاتي في المهرجانات و حتى الأعراس لا زالت مقبولة.
لكن لا أنكر أن وسائل الإعلام لعبت دورا في خفوت نجم فنانين أمثالي، أقصد من جيلي، بالطبع هو زمن جيل جديد و ربما طبوع عصرية أكثر، لكن بعض البرامج التلفزيونية تجاوزت الخطوط الحمراء باستضافتها لأشباه فنانين، صنعت شهرتهم «الملاهي» و تقدمهم للمشاهد على أنهم فنانون ناجحون، بعض هذه الحصص دخلت بيوتهم و صورتهم على أنهم نجوم، بالرغم من أن ما يقدمونه أغان هابطة لا علاقة لها بالفن، لا تحترم حتى مستمعيها. بالإضافة إلى ذلك أصبحنا نبدو كغرباء أو كضيوف ثانويين على بلاطوهات بعض البرامج التي تستضيفهم كضيوف شرف رئيسيين، و تقدمهم كنجوم لعائلات الجزائرية.
- كيف تقيمين واقع الساحة الفنية الجزائرية حاليا؟
ـ المشكل يكمن في أن هؤلاء أصبحوا يقدمون أي شيء و الجمهور يصفق لكل ما يسمعه، فالجمهور الجزائري بات بعيدا جدا عن اللون الطربي، خلافا للتونسيين و المغاربة و المصريين، فالغناء الأصيل و الفن الراقي لم يعد يجد أذنا تسمعه الآن. حقيقة الساحة الفنية بحاجة إلى غربلة، هناك أصوات شبابية جميلة، لكن الغالبية أشباه فنانين أساءوا فعلا للأغنية الجزائرية، من خلال أغان « الواي واي»، والكلمات الهابطة.
- أنت مقيمة في اسبانيا منذ سنوات هل فكرتي في أداء أغان مشتركة مع فنانين إسبان؟
ـ بالفعل هناك فرقة أعمل معها منذ قرابة الثلاث سنوات، تتكون من عازفين و مغنيين من إسبانيا، والأرجنتين، نحيي الكثير من الحفلات في إسبانيا و لنا جولات في أوروبا، و سبق لنا أن قدمنا أعمالا مشتركة، فأدائي لا يقتصر فقط على القبائلي بل أحوال التعريف بكل الطبوع الجزائرية، كما أصر في كل مرة على ارتداء اللباس التقليدي، وهو ما يصنع الفرق خلال الحفلات و يزيد نجاحها.
- تعاملاتك مع الكتاب و الملحنين أصبح مقتصرا على زوجك فقط، ما السبب؟
ـ أولا بسبب البعد عن أرض الوطن، ثانيا لأنه يعرف صوتي جديا و يجيد توظيف خاماته، هو كاتب و محلن ممتاز أثق فيه كل الثقة، لكن ذلك لا يعني مقاطعتي لباقي المبدعين الجزائريين، فقط لم تتوفر الفرصة للتعامل مع أسماء أخرى مؤخرا.
- طابع فني تتمنين تقديمه بعيدا عن القبائلي و العاصمي؟
ـ هو البدوي، أغنية وهرانية بدوية جميلة، كأغاني بلاوي الهواري، لو توفر لدي النص المناسب فلن أتردد، مع ذلك يبقى العاصمي عشقي الأول و القبائلي طابعي المفضل، أميل إليه أكثر بعدما تبناني الجمهور و أحب صوتي في هذا اللون الغنائي الجميل.
-ما جديد أعمالك؟
ـ ألبوم جديد قديم، فقد بدأت التحضير له منذ قرابة الخمس سنوات، لكنه تأخر بسبب إقامتي خارج الوطن و ارتباطي بالحفلات و طبعا ولادة طفلي، لكنني سأعود بعد الصيف لأتفرغ لإنهائه بالكامل، هو عمل يضم فقط الأغاني القبائلية، لم أحدد بعد عنوانه لكنني أنوي تصوير إحدى أغانيه على شكل فيديو كليب، لأعيد ربط الصلة بيني و بين جمهور الشاشة الصغيرة.
حاورتها: نور الهدى طابي