عشاق «القناوية» انتظروا نزول أسعارها لإشباع نهمهم
تضاعف الإقبال هذه الأيام بقسنطينة على محصول البامية أو القناوية» بعد تراجع سعرها من 1200دج إلى 200دج، الشيء الذي حفز عشاق هذه الأكلة التقليدية الشهية على شراء كمية كبيرة منها و تخزينها لاستعمالها في غير موسمها لإشباع نهمهم. و قد ساهم انخفاض سعر «القناوية» المتراوح حاليا بين 200دج و 500 دج حسب نوعيتها ومضارب إنتاجها في تزايد الطلب عليها بعد أن عزف الكثيرون عن شراءها خلال شهر رمضان الذي شهد تضاعف سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 1200دج و هو ما اعتبره الكثير من الزبائن بغير المعقول.
و ذكر عدد من الباعة بقسنطينة بكل من سوق العصر، بطو و بومزو، أن الكثير من المستهلكين لا زالوا أوفياء لطبق القناوية التقليدي و لم يترددوا في اقتناء هذا النوع من الخضروات رغم سعرها المرتفع، غير أن الأغلبية انتظروا وصول موسمها الحقيقي لاقتناء و تخزين أكبر كمية منها للتلذذ بها خارج موسمها، بعد أن أصبح ذلك ممكنا في ظل توفر وسائل الحفظ و التجميد.
وفي هذا الصدد أوضح لنا أحد مسوقيها في سوق بومزو ، أن الإقبال عليها لم يتراجع من طرف محبي طبقها المميز، و أن ما يعرض عادة يختفي في يومه هذه الأيام بعد أن تراجع سعرها، مقارنة ببواكرها.
وعن أسباب تباين سعر الكيلوغرام، أوضح أن ذلك يعود إلى موطن إنتاجها، مؤكدا بأن المنتجة ببلدية الحامة بوزيان تعد الأغلى سعرا وتعرض هذه الأيام في ذروة الموسم ب 500 دج ، أما تلك المستقدمة من مختلف ولايات شرق الوطن فيتراوح سعرها بين 200 و 300 دج حسب حجمها.
و أوضح بأن القسنطينيين على سبيل المثال يفضلون الصغيرة الحجم رغم ارتفاع ثمنها ، لخلوها من البذور وطعمها المميز، فيما يفضل أهل بسكرة و وادي ميزاب ، الذين يستهلكون منها كميات كبيرة جدا الأكبر حجما، على اعتبار أنها ناضجة ولها طعم مميز يقول محدثنا الذي رفض أن نأخذ له صورة ، واكتفي بالسماح لنا بتصوير المعروض من خراطيم القناوية.
و ذكرت السيدة وهيبة وهي من عشاق ذات الطبق و التي كانت بصدد اقتناء كمية منه بأن من أهم أسباب إقبال القسنطينيين على النوع الصغير الحجم، هو سهولة تنظيف وإزالة زغبها ، وهو ما يتطلب وقتا أطول و جهدا أكبر.
هذا وأضافت أن طبق «القناوية» كان قديما من الأطباق التي تحضر في أعراس أبناء المدينة ، ويحتاج ذلك إلى معونة من الأهل والجيران، وقد اختفى ذلك على غرار المشلوش وأكلات أخرى ، وأضافت أن جيل اليوم لا يعرف الكثير عن ذات الأكلة ، عدا فئة مازالت مرتبطة بتقاليد المدينة، و أطباقها، بعد أن أصبح يخرج إلى المطاعم، ويتناول وجباته جاهزة، مما يهدد الكثير من الأطباق التقليدية القسنطينية العريقة اللذيذة مهدد بالزوال والاندثار.
أحد باعة القناوية قال لنا بأن القناوية اختفت هذا الموسم من رحبة الصوف أحد مواطن عرضها التقليدية، مشيرا إلى الفوائد الطبية لهذه النبتة، كالمحافظة على توازن السكر في الدم ، مؤكدا بأن البعض يقومون بنقع بعض الخراطيم ذات الحجم الكبير ليلا ، بعد تنظيفها وقطعها، في الماء وتناوله صباحا لغرض علاجي، و هو ما يجعل من القناوية غذاء و دواء بطعمها المميز حين تطبخ بلحم العجل الطري مثلما ذكر بعض محبي هذا الطبق.
ص. رضوان