رويدا عطية و علي الديك يضيئان سماء كويكول في سهرة ممطرة
أوفت السهرة السادسة من مهرجان جميلة المتواصلة فعالياته بالمسرح الروماني بمدينة كويكول الأثرية، بوعودها تجاه الجمهور السطايفي و كذا من الجالية السورية التي كانت حاضرة بقوة لأجل الاستمتاع بنجمي السهرة علي الديك و رويدا عطية رغم تقلبات الطقس و غزارة الأمطار التي سجلتها عاصمة الهضاب العليا.
السهرة السادسة انطلقت بصعود ماسة الأغنية العربية رويدا عطية على ركح جميلة، لإهداء معجبيها باقة من أجمل ما جادت بها حنجرتها، فألهبت الركح بجنباته بقوة وعذوبة صوتها، و هي تنتقي من ريبرتوارها المتنوّع ألحانا طربية جميلة منها «إيه يعني» لتشكر بعدها الجمهور على الحضور رغم سوء الأحوال الجوية، معربة عن سعادة كبيرة تغمرها كلما واجهت الجمهور الجزائري مثلما قالت.
طبق نجمة السهرة تنوّع بين الطربي و الرومانسي، حيث أدت أغنيتها المعروفة «شو سهل الحكي» طالبة من الجمهور ترديد كلماتها معها، قبل أن تنتقل سوبر ستار العرب إلى وصلة ثانية من ألبومها الجديد الموسوم «الرقصة الأولى» فنجحت بفضل النغمات الرومانسية الحالمة في السفر بالحضور في عالم الإحساس، كما حاولت استمالة الجمهور بتأدية أغنيتين لأميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية بعنوان «بتونس بيك» ثم «تعبني هواك» فخيّم طيف الراحلة على زوايا و أركان ركح كويكول خاصة بعد ترديد الجمهور لمقاطع كثيرة من الأنغام المختارة.
كما حرصت رويدا عطية على تقديم رائعة من روائع الطرب العربي «فوق النخل» لأسطورة الموشحات صباح فخري التي اختارتها لاختتام فقرتها الناجحة.
النصف الثاني من السهرة وقعه محبوب الجماهير النجم علي الديك، الذي زلزل ركح كويكول بأدائه أغاني راقصة و ريتمية تفاعل معها الجمهور رقصا وغناء على وقع الدبكة الشامية، استهلها بأغنية ترحيبية بعنوان «سلام عليكم» تلتها مواويل تحدث فيها عن سطيف والجزائر والجمهور، كما قدم أغنيته المعروفة و الضاربة «علوش» التي رقص على وقع أنغامها الجميع، خصوصا المقاطع التي كانت تقدم فيها الدبكة، كما لم يتوان عن انتقاء أغان من التراث السوري، خاصة الريتمية السريعة، أتبعها بأداء أغنية «حاجة تحلفني برك» في نفس الطابع الراقص، تلتها مقاطع موسيقية على وقع الدبكة، لتعرف السهرة ذروتها عندما قدم أغانيه المعروفة الأخرى على غرار «لما بضمك على صدري» تلتها «سمراء وأنا الحاصودة» قبل أن يضع نقطة نهاية لفقرته التي لن ينساها الكثيرون بأغنية «كرمالك أعمل ناضور».
و لم ينته الحفل بمرور النجمين المتألقين بل تواصل مع ثلة من الفنانين الجزائريين، منهم المطرب رابح عصمة الذي أطرب الحضور بأغنيتين الأولى بعنوان «أسحللو» أتبعها بأغنية «آمني»، تلاه المطرب إلياس بن باكير المعروف فنيا باسم «إلياس القسنطيني» الذي قدم خلالها أغنيتين بعنوان «قندورة قسنطيني» في الطابع الزندالي إضافة إلى أغنية «حرام علي يا مرا» في الطابع لعلاوي.
و اختتمت السهرة بوصلات في طابع السطايفي بصوت الفنان الشاب فارس على غرار «مولات الخانة» ثم «وين حبيبي وينو».
جدير بالذكر أن السهرة الثامنة ستتضمن الفنانة التونسية نبيهة كراولي، نعيمة عبابسة، فرقة الجوهرة السمراء، سعاد عسلة والشاب عباس. رمزي تيوري
أصـــــداء
قام أعضاء فرقة علي الديك بطقوس خاصة من أجل ضمان صعود و نزول النجم، حيث تمت إحاطته في شكل دائري قبل تقديمه للجمهور، بسبب الصعوبة التي يجدها في المشي، كما انفردت ذات الفرقة بطريقة تموقعها في الركح، في مساحة ضيقة مما جعل عناصرها يلتصقون ببعضهم البعض و يحيطون بالفنان في أجواء حميمية.
أخر انطلاق السهرة السادسة من مهرجان جميلة العربي إلى غاية الحادية عشر ليلا، بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت على مدينة سطيف، و التي أربكت المنظمين وتسببت في حدوث شرارة كهربائية تم تصليحها في الوقت المناسب، كما تسببت في تبلل الكراسي.
صنعت العائلات والجمهور السوري الذي حضر فعاليات السهرة السادسة التي استمرت إلى غاية الساعة الثالثة صباحا، أجواء حماسية اختلفت عن بقية السهرات، خصوصا في وصلة النجمين علي الديك
و رويدا عطية، لدرجة أن البعض لم يجلس ولو دقيقة على الكراسي، تحت تأثير الإيقاع القوي الذي زاده ضابط إيقاع الدبكة الذي نزل إلى المدرجات وقعا و ضاعف حماس الحضور و تفاعل العائلات السورية.
رمزي تيوري
تصريــــــحات
رويدا عطية في ندوة صحفية
«أتمنى أن تستقر الأوضاع ببلدي سوريا ويعود السوريون إلى بلدهم وتداوي الجرح، لأننا لا نستحق ما يحدث لنا، رسالة لكل السوريين أن يكونوا يدا واحدة و قلبا واحدا، على الرغم أن الجالية السورية بالجزائر تعتبر بين أحضان أهل الكرم والطيبة، أعتبر نفسي سفيرة السلام وأتمنى إحلاله في كل المناطق التي أزورها.. و لقد كتبت أغنية خصيصا بعنوان «شو عملتو بسوريا» للحديث عن الأوضاع في بلدي» .
«جديدي يتمثل في تصوير أغنية عراقية بعنوان «مهضومة»، لقيت بعد طرحها بوقت قصير، صدى جميلا جعل جميع الطاقم المشارك في التأليف و التلحين و التصوير يشعرون بالراحة، كما أفكر جديا في إصدار عمل أدبي يتمثل في رواية هاجر وبنات الياسمين لم أكمل كتابته بعد».
«كنت مسرورة بتواجدي بمهرجان جميلة، على الرغم من سوء الأحوال الجوية إلا أن الحضور كان غفيرا وكنت سعيدة بالتفاعل معي».
علي الديك في ندوة صحفية
«تعتبر مشاركتي في الطبعة الحادية عشر لمهرجان جميلة الثالثة لي في مشواري الفني، أعتبر نفسي من بين المحظوظين للعودة إلى الجزائر وتقديم أفضل ما عندي للجمهور الجزائري، الذي لم يثنيه تهاطل الأمطار بغزارة عن الحضور بقوة .. صراحة أشعر بالفخر والاعتزاز بتواجدي معه ».
«ولجت المجال الفني من أوسع الأبواب في مطلع الألفية الجديدة، بفضل أغنية «علوش» التي أحبها الجميع و وجدت صدى كبيرا في العالم العربي، أدخلتني النجومية سريعا، توالت بعدها النجاحات مثل «سمراء وأنا الحاصودة» ثم «حسناء» وغيرها من الأعمال التي أحبني بها الجمهور».
«أتمنى أن يعود السلام إلى وطني العربي وبلدي سوريا الحبيبة مسقط رأسي، إن شاء الله تشفى وأتمنى أن يتوّحد الوطن العربي..كفنانين نحمل رسالة ثقيلة ونسعى لتبليغها للجميع».
«جديدي طرحته قبل شهرين من الآن، تمثل في أغنية فردية «سينقل»، كما أعتزم طرح أغنية أخرى سينقل قبل نهاية السنة الحالية أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور»
الشاب فارس
«أسعى لاختيار الكلمات والألحان بدقة في الطابع السطايفي، لأنني أعلم بأن الأغاني تسمعها العائلات في الأعراس والمناسبات..أحاول في كل مرة تقديم الجديد من أجل الانتشار وتلبية كل الأذواق. في رأيي الشخصي أن الأغنية السطايفية لم تفقد بريقها لأنها لا تزال مطلوبة في كل مكان و زمان، لكن يجب تطويرها والنهوض بها، تابعنا مؤخرا أطرافا تسعى لإحياء الطابع الصراوي الذي يعتبر أصل الأغنية السطايفية».
إلياس بن بكير
«أنا جد مستاء بسبب تجاهلي في قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لأنني أنحدر من هذه المدينة، لكن للأسف لم توجه لي أي دعوة للمشاركة، على الرغم من كوني كنت سفير الأغنية القسنطينية.. أطلب من الجميع مناداتي بلقبي بن بكير لأنني ملك لكل الجزائريين ولا يقتصر أدائي على الطابع القسنطيني، بل أؤدي أيضا الزندالي، لعلاوي وغيرها.. أحضر حاليا لطرح ألبوم غنائي كله من كلماتي وألحاني قبل نهاية السنة الجارية، كما أحضر لتصوير فيلم سينمائي منحت فيه دورا أعجبني و سيعرض في رمضان المقبل».
رابح عصمة
«طرحت ألبوما جديدا بعنوان «آمني» ضم 12 أغنية كلها جديدة في مارس الماضي، كما يضم أغاني أخرى في الطابع القبائلي مثل «دوقة دوقة»، إلى جانب طبوع أخرى مثل الشعبي والقناوي.. أنا مطمئن لأنه لقي رواجا كبيرا في السوق، و فخور لأنني أؤدي كل الأغاني و الطبوع، لكن الأغنية القبائلية تبقى الأكثر طلبا خصوصا في الأعراس».
«تعتبر مشاركتي الثانية في مهرجان جميلة وأقوم بتلبية كل الدعوات التي تصلني من أجل الاحتكاك بالجمهور الذي تربطني به قصة حب، الفن الجزائري تطور كثيرا وأصبح الفنانون يقومون بتصوير الفيديو كليب في بلدان أجنبية مثل فرنسا، تونس، لكنني شخصيا أحبذ تصويرها بمنطقة القبائل».