المطاريات تكتسح الشوارع في عز الصيف احتماء من الحرارة
تسجل ظاهرة التنقل بالشوارع تحت المطريات او" المطاريات" وسط الجزائريات انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة قصد الاحتماء من درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، في سلوك عكسي يكرسه غياب ثقافة ارتداء القبعة المخصصة لهذا الفصل.
فكثيرا ما بتنا نشاهد نساء كبيرات في السن كن أم صغيرات، يتنقلن بين الأسواق أو في الشوارع، أو حتى متوجهات للعمل، و هن حاملات لمطريات خصصت في الأصل للوقاية من مياه الأمطار في فصل الشتاء، غير أن الجزائريات قررت استثمارها و الاستفادة منها لمواجهة ارتفاع درجات حرارة الصيف اللاذعة.
ظاهرة دخيلة كنا قد اعتدنا على مشاهدتها لدى من يؤدون مناسك الحج أو العمرة، عبر تلك المطريات بيضاء اللون التي توزع على الحجاج لحمايتهم من لسعات الشمس الحارقة و درجات الحرارة جد المرتفعة بالبقاع المقدسة، غير أنها تسلل إلى مجتمعنا و انتشرت بشكل أكبر في السنوات الأخيرة، و بعد أن كان عدد من يعتمدنها قليل و احتكرت في بعض العجائز، انتقلت لتصبح موضة بين مختلف الفئات العمرية من النساء اللائي يخفن من ضربات الشمس.
و يكفيك أن تخرج في فصل الصيف، لتقابلك نسوة حاملات لمطاريات بمختلف الألوان و الأشكال، حيث اعتمدنها بدلا عن وسيلة أخرى اخترعت في الأساس لهذا الغرض، فالقبعة ليس من ثقافة الجزائريات، إذ و على الرغم من توفر أشكال و ألوان مختلفة تواكب الموضة بالأسواق، إلا أن ارتداءها ما يزال “محرجا” في نظر الكثيرات، و يفضلن التخلي عنها و اعتماد المطارية.
أمينة واحدة من هؤلاء النسوة، تقول بأنها تحولت لاعتماد المطارية بدلا عن القبعة التي ارتدتها لفترة قصيرة، حيث ترجع الأمر إلى انعدام ثقافة القبعة في مجتمعنا، فغالبا كما تقول تتعرض الفتاة بشكل خاص التي ترتدي القبعة للمضايقات من طرف المارة، و تتلقى عبارات مزعجة، تضطرها لنزعها وسط الطريق.
و ترى السيدة جميلة التي تعتبر احدى من لا تفارق حقيبتهن المطرية صيف شتاء، بأن هذه الأخيرة مفيدة جدا و يصعب التنازل عنها في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خاصة على مستوى المدن الداخلية التي تنعدم بها هذه الثقافة، على عكس المدن الساحلية التي يساعد البحر و السواح على الترويج لها و توسيع استعمالها دون حرج.
و في انتظار أن تتوسع ثقافة القبعة، تبقى في الجزائر حكرا على الرجال و الأطفال من الجنسين، فيما تحاول النساء مواجهة الحرارة عبر المطرية أو تبليل الخمار بالمياه تفاديا للوقوع في مواقف محرجة أو التعرض لمضايقات بعض الفضوليين الذين يتدخلون في كل ما لا يعنيهم.
إ.زياري