المصاريف المدرسية ترعب نسبة عالية من سكان بلديات جنوب قسنطينة
تخوف كبير يساور فئة واسعة من سكان بلديات جنوب قسنطينة، ممن يعتمدون أساسا على مردود الموسم الفلاحي، باعتباره المورد الرئيسي الذي يعتمدون عليه في التكفل بمصاريف عائلاتهم ونحن على أبواب الدخول المدرسي والعيد الأضحى، مما جعل الكثير من الأسر تشرع في اقتناء الأساسيات منها، والأغلى بدءا بالمحافظ ، التي يتراوح ثمنها ما بين 1000دج وأكثر من 3000 دج
وقد وقفنا نهار أمس على مواقف ملفتة بعدد من محلات بيع الأدوات المدرسية، أين قامت بعض الزبونات باختيار محافظ دون دفع ثمنها، وتركها عند بائعها في انتظار تسديد ذلك، تخوفا من نفاد المعروض.
و من البلديات التي تضرر مزارعوها هذا الموسم جراء تراجع الإنتاج الفلاحي، عين سمارة ، أولاد رحمون و كذا ابن باديس والخروب وأخيرا عين عبيد، حيث تحوّل معظمهم إلى مدان ، لدى الممولين وعجزت نسبة كبيرة منهم في الانخراط في قرض الموسم الحالي.
هذه الوضعية جعلت فئة واسعة منهم يشرعون في اللجوء ّإلى الاستدانة من المحلات ، لاقتناء ما تحتاجه أسرهم من ثياب وأدوات مدرسية ، فبعض المحلات تتعامل مع هذه العينة من المجتمع ، بتمويلهم على مدار أشهر السنة، إلى حين دفع منتج العام في آخر الصيف، وهذا طبعا يحتاج إلى ثقة وتعامل على مدار سنوات.
بعض أصحاب محلات بيع الأدوات المدرسية، قالوا للنصر أن بعض الأسر من أصحاب الرواتب المحدودة ، شرعت في اقتناء بعض اللوازم الأساسية ، بدءا من الاقلام ، والمقلمات وعددا من الكراريس تخفيفا من فاتورة الدخول المدرسي.
هذا وشرعت أمهات أخريات في اقتناء المآزر خوفا من ارتفاع الأسعار أكثر، على غرار ما وقع السنوات الماضية ، هذا إلى جانب اقتناء ملابس مع التأكيد أنها تصلح لموسم الدخول المدرسي ، والعيد الأضحى لأن المداخيل الرواتب لن تغطي مصاريف المناسبتين ، وهذا ما كانت تصرح به الأمهات وهن يرافقن أبناءهن في رحلة البحث عما انخفض ثمنه من الثياب ، و يكون مقبولا نوعا ، تقول والدة لابنتها التي رفضت أن تقبل باللباس الذي اختارته لها.
للإشارة تعاني الكثير من الأمهات خلال رحلة البحث عن المآزر والمحافظ والثياب و تعرف ضغوطا كبيرة جدا ، تعود إلى مطرقة الأسعار وسندان مطالب الأبناء ، وهذا ما تعبرن عنه بين الحين والآخر برفع الأصوات في الشارع، ودموع الأطفال ممن يرفضون ما اختاره الأولياء، مقارنة بما أعجب الطفولة لارتفاع سعرها مقارنة بما في جيوب الأولياء.
ص.رضوان