الموسيقى لديها القدرة على تحرير البشرية من الظلم
تحافظ فرقة ماجيك أوف موتاون من مدينة فلوريدا الأميركية على الطابع الموسيقي الجميل الذي طوره المهاجرون السود في أمريكا المعروف باسم «موتاون» حيث ظهر هذا النوع في أمريكا مع نهاية الحرب العالمية الثانية وبرع فيه مغنون عالميون على غرار المغني ستيفي واندر و لايونال ريتشتي .
فرقة ماجيك أوف موتاون المتكونة من ستة مغنين ثلاث ذكور وثلاث إناث عبرت عن إعجابها الكبير بالموسيقى الجزائرية حيث تحدث أعضاء فرقتها للنصر عن تفاجئهم بالثروة التي تزخر بها الأغنية الجزائرية، لاسيما بعد تعرفهم على طبوع غنائية مختلفة تجتمع في بلد واحد حيث وصفوا هذا الاكتشاف بالمفاجأة وذلك بعد إحيائهم مؤخرا لحفلة فنية بقاعة العروض الكبرى أحمد باي ومن تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
طابع موتاون الذي أتى كردة فعل على العنصرية في مرحلة زمنية سابقة في الولايات المتحدة حافظ على طابعه الراقص لسنين طويلة حيث كان السود يتحدون التميز العنصري بالغناء والرقص المبهج وهو الدرب الذي واصلت فرقة ماجيك أوف موتاون السير عليه وذلك بحافظها على طابع الخمسينات من ناحية الموسيقى المؤذاة والأزياء المرتادات وذلك من أجل نقل روح تلك المرحلة حسب ما أوضحه أعضاء الفرقة.
وأبدى أعضاء الفرقة تفاؤلهم الكبيرة بقدرة الموسيقى على تغيير العالم للأفضل، فهي أداة مهمة لتقارب البشرية، كما تعتبر الموسيقى أحد الطرق الأكثر نجاعة للتعبير عن الذات، وحتى عن الآخر، إذ تحدث قائد الفرقة عن الكفاح الطويل الذي خاضه السود في أمريكا وساهمت الموسيقى والأغاني في تكريس هذا النضال وإنجاحه في الأخير.
وشدد أعضاء الفرقة على دور الموسيقى من الجانب النفسي حيث تساعد يوميا ألاف الأشخاص من أجل تخفيف الضغوط النفسية ومواصلة الحياة بشكل أقل حدة، حيث تنقل الموسيقى قضايا الصراع النفسي وتحاول فهمها بشكل أفضل، كما أن للموسيقى حسب أعضاء الفرقة القدرة على خلق الحس الإنساني الجميل وتوحيده ضمن رؤية تدعم التضامن والتكافل ما بين الجنسيات المختلفة.
أعضاء الفرقة أكدوا على أن لغة طابع الموتاون هي الموسيقى بالدرجة الأولى، وما كلمات الأغاني إلا تكملة له، حيث يرون بأن النغمة تحمل في كيانها رسالة وعلى المستمع أن يشفر تلك الرسالة بطريقته الخاصة، فموسيقى الموتاون هي موسيقى تهدف بالدرجة الأولى الى إبهاج المستمع دون أن تجبره على كلمات معينة حيث أن الارتجال أهم صفة تميز فرق الموتاون وهو السبب الذي يحسم فيما بعد درجة الانسجام وقوة الفرقة.
وحسب ماجيك أوف موتاون فإن الكلمات التي يؤدونها هي أشعار كانت سائدة في فترة الخمسينات حيث يقدمونها على طريقة أغاني الديسكو الراقصة على غرار أغنية» باسم الحب لا تكسر قلبي» وغيرها من الأغاني التي استمع إليها جمهور مهرجان تيمقاد الدولي وجمهور قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة.
فرقة ماجيك أوف موتاون العالمية والتي تزور الجزائر لأول مرة منذ إنشائها عبرت عن استغرابها الكبير لوجود بلد جميل مثل الجزائر وغير معروف لدى الأمريكيين بالشكل المطلوب، حيث قاموا بدعوة الجزائريين للتعريف ببلدهم أكثر لأن الأمريكيين سيكونون سعداء جدا حين يزرون بلد بالمهلات الطبيعية والسياحية التي تملكها الجزائر.
حمزة.د