البحارة يستعجلون تطهير الميناء من قوارب نهب المرجان
طالب بحارة ميناء القالة بالطارف، من السلطات الوصية التدخل العاجل لتطهير الميناء من قوارب النزهة للحرف الصغيرة التي احتلت الميناء بعضها دون وثائق وأخرى غير مسجلة، والتي تستغل في نشاط نهب المرجان، مشيرين عن إحصاء أزيد من 900 قارب نزهة تحاصر الميناء من كل جهة.
و قال البحارة أن الوجود الكثيف لتلك القوارب أعاق نشاطهم وتسبب في فوضى عارمة بمحيط الميناء، الذي اختنق عن آخره بقوارب النزهة، التي تزايدت أعدادها كالفطريات بشكل كبير مؤخرا.
ناهيك عن المناوشات والشجارات التي تحدث يوميا فيما بين الشباب، محترفي نهب المرجان الذين قاموا باحتلال كل الفضاءات على اليابسة، التي كانت تستغل لصيانة السفن، والتي حولوها إلى حظائر فوضوية لقواربهم المصطفة فوق بعضها البعض وهذا على مرأى الجميع دون أن تحرك المصالح المعنية ساكنا لوضع حد لهذه الممارسات المشينة التي انعكست سلبا على نشاط الصيد البحري ، وباتت تشكل خطرا على جانب الأمن.
واشتكى البحارة في اتصال مع «النصر» ، تعرض سفنهم للسرقة من قبل مجهولين، تم خلالها السطو على مختلف المعدات والتجهيزات تخص المحركات و الشباك و وسائل أخرى تستعمل في عملية الصيد، وهو ما أثار حالة طوارئ وسط الصيادين الذين اشتكوا تكرر و تزايد حوادث السرقة بالميناء في الآونة الأخيرة ما كبدهم خسائر فادحة، وهذا في ظل نقص الأمن بالميناء حسبهم و انعدام الإنارة العمومية، رغم الشكاوي المرفوعة للجهات المعنية.
و أدان البحارة من الصيادين في الميناء ما وصفوه بحالة التسيب والفوضى التي يعرفها الميناء الذي يتردد عليه غرباء،ومنحرفون دون تحديد هويتهم عند الدخول، رغم تخصيص مركز للحراسة، في حين يبقى أصحاب قوارب الحرف الصغيرة أكثر المستهدفين من قبل اللصوص في السطو على محركات القوارب التي يفوق سعرها في السوق السوداء حدود 50مليون سنتيم، وهو الشيء الذي وجدت فيه العصابات ضالتها في سرقة أكبر عدد من قوارب الحرف، ما أدى بأصحابها عند دخولهم الميناء بعد رحلة الصيد إلى سحب تجهيزاتهم من محركات وأدوات أخرى و نقلها معهم إلى منازلهم، خوفا من تعرضها للسرقة. فيما لجا فيه آخرون تكليف بطالين لحراسة قواربهم من السرقة.
وأردف البحارة بأنهم باتوا يعيشون حالة من الرعب والذعر بسبب تزايد الاعتداءات على أرزاقهم جراء غياب الأمن في الفترة الليلية. وناشدوا المصالح المعنية التدخل للنظر في مشاكلهم المهنية التي يتخبطون منها لاسيما ما تعلق بتطهير الميناء من القوارب التي تنشط في نهب المرجان وتوفير الأمن الهاجس الكبير الذين بات يؤرقهم ، ملوحين بتعلق نشاطهم أمام استحالة مواصلة نشاطهم في هذه الظروف التي وصفوها «بالصعبة «.
في المقابل كشفت مصادر أن كل عمليات السرقة التي سجلت بالميناء كانت محل تحقيقات أفضت إلى توقيف كل المتورطين فيها، موازاة وتنظيم عمليات مداهمة ودوريات فجائية للميناء، لملاحقة المنحرفين من متعاطي المخدرات والخمور خاصة في الفترة الليلية. و قالت المصالح المعنية أنها سجلت تراجعا كبيرا لحوادث السرقة بالميناء، عكس ما يقول البحارة، بعد أن تدعم الميناء بمركز للحراسة، وهو ما ساهم في عودة الأمن للميناء، موازاة مع القيام ببعض العمليات لتحسين ظروف عمل البحارة ريثما يتم تحويلهم إلى ميناء الصيد الجديد قريبا، حسب ذات الجهات المسؤولة.
ق.باديس