لا مــوالاة ولا معارضــة لما تمس المصلحـــة العليـــا للبلاد
قال وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح أنه لما تمس المصلحة العليا للبلاد لن تبقى هناك لا موالاة و لا معارضة ولا سلطة تنفيذية بل يجب رص الصفوف- في إشارة إلى ظروف تقديم القانون المتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب- وكشف أن وزارته بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية تحضران لعقد منتدى دولي حول تمويل الإرهاب، وقد صادق أعضاء مجلس الأمة أمس بالأغلبية على مشروع القانون سالف الذكر.
على عكس ما جرى بالغرفة السفلى للبرلمان وجد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح أمس نفسه في راحة تامة خلال عرض ومناقشة مشروع القانون المتعلق بمحاربة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما بمجلس الأمة، وعلى العكس فقد ذهبت جل مداخلات الأعضاء بما تشتهيه رياح وزير العدل، عندما ثمنوا مشروع القانون ودعموه بمداخلاتهم.
أما الطيب لوح فقد قال في رده بعد المناقشة أن المرحلة والظروف التي يمر بها العالم معروفة والتوازنات الدولية معروفة، وعندما تمس المصلحة العليا للبلاد لا تبقى لا معارضة ولا موالاة ولا سلطة تنفيذية، بل مرحلة جمع ورص الصفوف وهي ليست بدعة بين الحكومة والهيئة التشريعية.
وذكر لوح بأن موقف الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ثابت، وقد عبرت عنه في ظرف كانت تحارب الإرهاب لوحدها، وعبرت عنه بوضوح وبصرامة في المحافل الدولية وهي لا تزال على هذا الموقف، والآن عرفت وتأكدت المجموعة الدولية أن الإرهاب لا دين ولا وطن له.
ومن هذا المنطلق -يضيف وزير العدل- فإن التزامات الجزائر الدولية هي التي أدت بها للمصادقة على الاتفاقيات التي صدرت عن المجموعة الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتمويله ومحاربة الجريمة المنظمة بصفة عامة، وهذا الموقف لا يتنافى إطلاقا مع مواقفها السياسية الثابتة لما يتعلق الأمر بالحركات التحررية.
وردا عن بعض انشغالات أعضاء المجلس أوضح الطيب لوح أن محاربة تبييض الأموال بصفة عامة قائمة وفق القانون ساري المفعول، والحكومة تقوم بإجراءات في هذا الشأن عن طريق الهيئات المختصة التي تحيل هذه القضايا بعد إتمام الإجراءات على القضاء، وقد طرحت عدة قضايا على العدالة وفصل في غالبيتها بشكل علني.
وأعاد الوزير التذكير بالطابع الاستعجالي لمشروع القانون هذا، وبالأحكام والتعديلات الجديدة التي جاء بها، وبالتدقيقات التي حملها حتى لا يتم إلحاق الضرر بأي شخص، ثم كشف عن التحضير بين وزارته ووزارة الشؤون الخارجية لعقد منتدى دولي بالجزائر حول مكافحة تمويل الإرهاب، سيتناول مسألة دفع الفدية والاتجار بالمخدرات ودورهما في تمويل الحركات الإرهابية خاصة في منطقة الساحل.
ودعا الطيب لوح وعدد من المتدخلين بعض قطاعات الدولة والمجتمع على غرار الشؤون الدينية والتربية والأسرة الإعلامية خاصة للمساهمة في محاربة جريمة تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب، وتساءل البعض من أعضاء المجلس عن سبب تأخر تقديم مشروع بهذه الأهمية، وألحوا على ضرورة تكييف منظومتنا التشريعية مع مضمون الاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن في هذا المجال.
وقد صادق أعضاء مجلس الأمة في جلسة أمس على مشروع القانون بالأغلبية، وبذلك يكون هذا النص الذي أثار جدلا في الغرفة السفلى عند طرحه بسبب برمجته السريعة قد مرر قبل غلق الدورة الخريفية للبرلمان التي ستختتم اليوم.
محمد عدنان