رهان ثلاثية بسكرة بعث الانتاج الوطني لتقوية الجباية الداخلية
• علي حداد هو قائد الثلاثية الجديدة وهو عازم على المطالبة بإلغاء ديون القطاع الخاص
- النصر: ماهي الرهانات الحقيقية التي تقف أمام الثلاثية المقبلة المقررة يوم الأربعاء ببسكرة؟
- الخبير فرحات آيت علي: في الحقيقة الرهانات الحالية المفروضة على الحكومة بالدرجة الأولى وعلى الجميع بعد ذلك هي إعادة بعث الانتاج الوطني في القطاعين العام و الخاص، وتحديد الاولويات بالنسبة للقطاعين كذلك، وبعث الانتاج الوطني لابد أن يكون عبر الاستثمار، وأرى شخصيا أن قانون الاستثمارات الجديد لم يحمل سوى رتوشات إضافية عن القانون السابق، أما بالنسبة للطبقة العاملة فلا يمكنها انتظار الكثير من هذه الثلاثية لأن طبيعة الظرف تفرض ذلك.
الاجراءات التي اتخذت لصالح العمال قبل عام تخص العاملين في القطاع العام وفي الوظيف العمومي فقط وهي إلغاء المادة 87 مكرر، لكن تطبيق إلغاء المادة لم يأت إلا بعد أن انخفضت قيمة الدينار، ما خلق رفع في القدرة الشرائية بـ 30 بالمائة.
وماهي برأيك الوسائل التي يمكننا بها تجاوز المرحلة الحالية؟
+ لا توجد وسيلة لتجاوز المرحلة الحالية في الوقت الحالي بل السؤال كيف نتعامل مع هذه المرحلة التي اعتقد أنها ليست ظرفية وحتى انخفاض أسعار البترول لن تكون ظرفية – أي انها لن تدوم عام او عامين فقط كما يعتقد البعض- بل من الممكن أن تنخفض الأسعار أكثر مستقبلا.
ومن هذا المنطلق لابد على الحكومة وشركائها من أرباب العمل والنقابة أن يدركوا جيدا أنه بداية من سنة 2016 لن يكون باستطاعتنا وضع ميزانية سنوية بأكثر من 40 مليار دينار، وبالتالي لابد من تقوية الجباية الداخلية لتعويض الجباية البترولية المنخفضة وتعويض الجباية التي ستتقلص نتيجة تقليص الاستيراد، لأنه لابد أن يعلم الجميع أن 52 بالمائة من الجباية الداخلية عندنا تأتي من الميناء والرسم على القيمة المضافة، وعندما تتقلص الواردات فإن الجباية المتأتية من الميناء ستتقلص، ولذلك يجب تعويضها بالجباية الداخلية، وهنا يجب علينا على الاقل الحصول على جباية داخلية بقيمة 2000 أو 2200 مليار دينار، وفي الوقت الحالي لا يمكننا تجاوز 1300 مليار دينار، ولا اعتقد أنه بالإمكان الوصول إلى مبلغ 2000 مليار دينار كجباية داخلية على المدى القريب دون خلق ثروة داخلية بعيدا عن الاستيراد، ومعنى هذا بعث الاقتصاد الداخلي، لكن لا يمكن بعث الاقتصاد الداخلي دون تسهيلات في مجال الاستثمار.
والاشكالية هنا تتمثل في الأولويات وخلق قاعدة صحيحة لجباية داخلية قوية إذ لابد لنا من بعث الانتاج الوطني في ثلاث قطاعات هامة هي الصناعة والزراعة والسياحة في أقرب الآجال ولا خيار لنا سوى هذا، و إذا لم نقم بذلك في ظرف عامين فإننا سنكون ضعافا بحلول سنة 2018 ولن نقدر على مواجهة التحديات، و ما بقي لنا في الخزينة من أموال لابد أن يوجه لتقوية الانتاج الوطني.
وماذا عن دور القطاع الخاص؟
هناك حديث عن فك بعض العراقيل أمام القطاع الخاص في مجال العقار وغيره كما يعلم الجميع لكن أرى شخصيا أن القطاع الخاص يريد الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من القطاعات وهو طموح مبالغ فيه مقارنة بالإمكانات التي يحوزها وكذا مقارنة بمدى تدخله في السوق، وقلت في البداية أن القطاع الخاص معني ببعث الانتاج الوطني لكن إمكانياته تبدو محدودة.
ماهي طبيعة القرارات التي تتوقع أن يخرج بها لقاء الثلاثية من بسكرة؟
+- في الحقيقة لقاءات الثلاثية هي لترسيم ما سبق وأن اتفقت عليه كل الأطراف وهي ليست لقاءات للنقاش والتفاوض كما يعتقد البعض، وأرى أن رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد هو قائد هذه الثلاثية، وهو حسب علمي عازم على رفع مطلب إلغاء ديون القطاع الخاص، لكن لابد أن لا نهتم فقط بالقطاع الخاص لأن هناك قطاعات عامة استراتيجية لابد أن تعطيها الدولة الاهتمام اللازم، وفضلا عن هذا ستخرج الثلاثية في اعتقادي بقرارات تخص العقار الصناعي والتمويل البنكي والقروض وغيرها كما جرت العادة.
حاوره : م- عدنان