تواصـــل إضـــراب السائقــــين يحــــدث فـــــوضى بتـــــرامواي قســـنطينة
تسبب تواصل إضراب سائقي ترامواي قسنطينة لليوم الرابع على التوالي، في حدوث اضطراب و فوضى داخل المحطات، حيث امتلأت العربات عن آخرها و اضطر العديد من المواطنين للتنقل مشيا على الأقدام بمسار السكة، بينما امتنع عشرات الزبائن عن الدفع بسبب تأخر وصول العربات المُشغلّة.
تداعيات الإضراب الجزئي الذي شنه سائقو ترامواي قسنطينة منذ الخميس الماضي، كانت يوم أمس أكثر حدة لتزامنه مع بداية الأسبوع، حيث وجدنا عشرات المواطنين و قد اصطفوا بالمحطات لأزيد من نصف ساعة، في انتظار إحدى العربات الأربعة التي اشتغلت ضمانا للحد الأدنى من الخدمة، و هو ما أدى إلى امتلائها عن الآخر في مشهد كنا قد ألفناه في حافلات النقل العمومي، إذ تنقل أغلب المواطنين و هم واقفون وسط تزاحم شديد و غير مريح، دفع بالبعض إلى الخروج، بينما تعذر على آخرين الدخول لعدم وجود مساحة كافية، و هو وضع ازداد حدة في ساعات الذروة لدى التحاق المواطنين بأماكن العمل و الدراسة و عودتهم منها.
كما وجد العديد من المواطنين أنفسهم مجبرين على التنقل مشيا على الأقدام على طول خط السكة، بعدما يئسوا من الركوب في الترامواي، على غرار ما شاهدناه بالجسر الرابط بين المنطقة الصناعية و الجامعة المركزية، في حين أكد لنا آخرون أنهم اشتروا التذاكر لكنهم لن يصدّقوا عليها بالأجهزة بالالكترونية المخصصة لذلك، و هو ما يعتبرونه أمرا مشروعا و من حقهم، مبررين ذلك بأن ثمن التذكرة متعلق بالأمن و الراحة و السرعة، غير أن الشرطين الأخيرين غير متوفرين، يأتي ذلك في وقت استغل كثيرون التزاحم و صعوبة مرور المراقبين على الجميع، لعدم شراء التذاكر أصلا.
و قد علمت “النصر” من مصادر مطلعة أن هناك حالة من التردد بين فئات أخرى من عمال الترامواي، حول إمكانية شن إضراب مثلما قام به السائقون، و يتعلق الأمر أساسا بالمراقبين داخل العربات، إذ لم يعمل حوالي 30 بالمائة منهم، في مؤشر على إمكانية دخولهم حركة احتجاجية الأيام المقبلة حسب مصدرنا، في حين يصر السائقون على مواصلة الإضراب، حيث أكدوا لنا أن مضمون البيان الذي أصدرته مؤسسة “سيترام» المسيرة أول أمس، اطلعوا عليه على صفحات الجرائد و غير مرض، سيما و أن المسؤولين لم يتحدثوا إليهم بشكل مباشر، متحدثين عن محاولات “للضغط” عليهم من أجل وقف الحد الأدنى من الخدمة، و “توريطهم” في إضراب غير قانوني، على حد تعبيرهم.
يذكر أن الإضراب الذي سبق للنصر و أن تطرقت إليه، جاء للمطالبة بتحسين ظروف العمل لأزيد من 60 سائقا، تحدثوا عن عملهم في ظروف «مهينة» تهدد بوقوع حوادث خطيرة، حيث يرفعون عدة مطالب أهمها تقليص ساعات العمل، و هو تحرك كان متبوعا بإصدار مؤسسة “سيترام» الفرنسية بيانا اعتبرت فيه الإضراب غير قانوني، لكنها وعدت بتحسين ظروف العمل بالاستعانة بمكتب مختص في الموارد البشرية.
ياسمين بوالجدري