أمهات يتجسسن على أبنائهن بواسطة الأخصائيات النفسانيات و الفايسبوك
كشف أخصائيون نفسانيون أن الكثير من الأمهات يحاولن التجسس على خصوصيات أبنائهن من خلالهم ، بينما تعمد أمهات أخريات إلى تقمص شخصيات أخرى و أسماء مستعارة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، طمعا في اكتشاف ما يخفيه عنهن أبناؤهن و يرفضون الإفصاح عنه، قصد مساعدتهم على تحسين مستواهم التعليمي و حمايتهم من الانحراف .
فقد أخذ التعامل بين الأولياء و الأبناء، خاصة المتمدرسين منهم في السنوات الأخيرة، منحى مغايرا عما كان عليه في السنوات الماضية، ما يعكسه واقع الأسر الجزائرية اليوم و جملة المشاكل التي تتخبط فيها، بين تدني مستوى التحصيل العلمي من جهة، و تسجيل انحرافات سلوكية تهدد مستقبل أبناء من جهة أخرى ، ما جعل الكثير من الأمهات يدخلن في معركة يعتقدن بأن كل الوسائل فيها مباحة ، في وقت يؤكد الأخصائيون النفسانيون تسجيل خروقات و تجاوزات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
تدني المستوى التحصيلي و المراهقة ترعبان الأولياء
تحاول في السنوات الأخيرة الكثير من الأمهات ، التقرب من أبنائهن بشكل أكبر، ما تعكسه المتابعة الدقيقة لمسارهم الدراسي و العمل الحثيث على تحسين مستواهم مهما كان الثمن، و إن كان الجميع يلجأ في بداية الأمر إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية و الإضافية، فإن ذلك قد لا يأتي ثماره في نهاية المسار دائما، مثلما تقول بعض الأمهات ممن أكدن أنهن خسرن مبالغ مالية كبيرة دون تحسن مستوى أبنائهن.
بمجرد بلوغ الطفل مرحلة المراهقة، تزداد المتغيرات، و تتضاعف المخاوف لدى الأمهات اللائي وجدن أنفسهن أمام حتمية التعامل مع الوضع و عدم إغفال متابعة أبنائهن في أهم و أخطر مرحلة في حياتهم، غير أن ذلك يختلف من أم إلى أخرى، ففي الوقت الذي تمكنت قليل من الأمهات من تحقيق معادلة الصداقة بينها و بين ابنها أو ابنتها، وقعت أخريات في مآزق لم تجد مخرجا منها.
و بينما تعتمد بعض الأمهات على مختلف كتب التنمية البشرية البراقة بعناوينها لمساعدة الأبناء على النجاح و اجتياز هذه المرحلة، توجهت أخريات إلى الأخصائيات النفسانيات، حيث يداومن على حصص تساعدهن على تحسين علاقتهم مع أبنائهن و التعامل بإيجابية أكبر، مثلما تقول السيدة نصيرة التي أكدت توجهها لأخصائية نفسانية لمساعدة ابنتها على الدراسة و تجاوز مرحلة المراهقة، خاصة و أنها انتقلت إلى الصف الثاني من التعليم المتوسط و تغيرت سلوكاتها بشكل كبير، و قد عجزت عن ارغامها على التحدث إلى الأخصائية.
الأخصائية النفسانية بين العلاج و تجسس الأمهات
و إن كانت هذه غاية نصيرة و بعض الأمهات، فإن المراهقة قد أخلطت حسابات الكثير من الأسر، و أرغمت خاصة الأمهات على محاولة السيطرة عليها و الخروج منها بأقل الأضرار أو دونها، فقصدن الأخصائيات النفسانيات المعتمدات بالمؤسسات التربوية.
حيث تؤكد الأخصائية النفسانية حمادة دلال، بأن الكثير من الأمهات يقصدن مكتبها و يعرضن عليها متابعة حالات أبنائهن، غير أن ذلك ليس لأجل مساعدتهم، بل طمعا في الحصول على معلومات خاصة عن أبناء عجزن عن الحصول عليها منهم بشكل مباشر، فقررن الاستعانة بالمختصين النفسانيين.
و تعتبر المختصة الأمر بالتجسس على خصوصيات تمنع أخلاقيات المهنة من القيام به، كما تصف الأمهات اللائي يعتمدن على ذلك بالانتهازيات اللائي لا يبذلن مجهودا في محاولة الاتفاق مع أبنائهن، و يبحثن عن الحلول السهلة و الجاهزة، و هو ما تعتبره أيضا أمرا سلبيا قد يسبب مضاعفات خطيرة خاصة و أن الأمر يتعلق بإفشاء أسرار، حسب قولها.
الأخصائية التي انتقدت بشدة مثل هذه السلوكات، و قالت بأنها تزعجها بشكل كبير خاصة و أنها أنانية و لا تخدم مصلحة التلميذ، أكدت أنها تفضل في مثل هذه الحالات تخصيص حصص للأم لتفهم منها مشاكل ابنها أو ابنتها، لإيجاد قاعدة اتفاق بين الطرفين، تكون في النهاية من خلال الجمع بينهما و مساعدة الأم على ما عجزت عن التوصل إليه بمفردها.
أمهات الفايسبوك...جاسوس من نوع آخر
كشفت لنا إحدى الأمهات و نحن بصدد اعداد هذا الموضوع، أنها لا تستعين بالأخصائية النفسانية لأجل معرفة خصوصيات يخفيها ابنها عنها، بل تعتمد على التكنولوجيا في ذلك، حيث فتحت حسابا خاص باسم مستعار على الفايسبوك، و تستغله في معرفة كل صغيرة و كبيرة عن ابنها يقوم بها في الخفاء، كما أن اعتمادها كصديقة له على هذا الوضع، مكنها من متابعته بكل أريحية. و تضيف الأم قائلة بأن هذه الطريقة قد جنبتها المناوشات التي كانت كثيرا ما تدخل فيها مع ابنها باعتمادها على مراقبة المحفظة و الهاتف و اشتمام رائحته، كما أنها نصحت أمهات أخريات باعتمادها خاصة و أنها فعالة ،حسبها ،و تضمن المراقبة عن بعد مع امكانية التدخل بطريقة ذكية.
و يبقى التقرب من الإبن و محاولة فهمه دون التضييق عليه بطريقة قد تدعوه إلى التمرد، أفضل السبل لتحسين مستواه الدراسي و تجاوز مرحلة تتطلب الكثير من الصبر و المثابرة.
إ.زياري