سبع سنوات سجنا لأفراد عصابة مختصة في سرقة الأحمرة و المواشي
أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس الأحد حكما بالسجن لمدة سبع سنوات و غرامات مالية ثقيلة في حق 4 شبان بين 20 و 35 سنة متهمين بتكوين جمعية أشرار، قام عناصرها بعمليات سرقة في عدة مناطق من سهل الجنوب الكبير بولاية قالمة موقعة خسائر معتبرة بالسكان و الفلاحين، الذين وقع الكثير منهم ضحية العصابة التي تسرق كل شيء الأحمرة، مواد البناء، الأسمدة العضوية و المواشي و كل ما يمكن حمله و بيعه.
و قد وقعت العصابة بين أيدي الدرك الوطني في الفاتح فيفري 2015 بعد بلاغات قدمها سكان تعرضوا لسرقات عديدة ببلدية سلاوة عنونة استهدفت كميات معتبرة من الأسمدة العضوية و رؤوس أغنام و مواد بناء.
و بعد تحقيقات مكثفة توصل رجال الدرك الوطني إلى الرأس المدبر و هو شاب من بلدية سلاوة عنونة تعرف على شاب آخر من مدينة عين مخلوف يملك سيارة نفعية من نوع «طيوطا هيليكس» حصل عليها بقرض من وكالة «أنساج» و يستعملها في النقل العمومي للبضائع بالمنطقة و يعمل معه شخصان آخران لشحن البضائع و تفريغها.
و تم توقيف رأس العصابة بعد سرقة استهدفت كمية من حديد التسليح المستعمل في مجال البناء من إحدى المنازل ببلدية سلاوة عنونة حيث توصل المحققون إلى مكان بيع حديد التسليح بمدينة عين مخلوف و بعد التحقيق مع الشخص الذي اشترى الحديد كشف عن الأشخاص الذين جلبوا السلعة و باعوها له دون علمه بأنها مسروقة.
تم توقيف المتهم الأول و بعدها تساقط بقية أفراد العصابة الواحد بعد الآخر، و أحيلوا على محكمة وادي الزناتي التي رأت بأن الوقائع تشكل جناية تكوين جمعية أشرار و السرقة بالتعدد و الكسر و استعمال مركبة مع توافر ظروف الليل، و قررت إرسال مستندات القضية إلى النائب العام و محكمة الجنايات التي حاكمت المتهمين أمس.
و اعترف رأس العصابة بكل الوقائع المسندة إليه و صرح أمام القضاة بأنه كان يختار الأهداف بدقة و يضع الخطط بالتعاون مع صاحب السيارة النفعية الذي كان يتنقل في كل مرة لشحن المسروقات رفقة شابين آخرين و التوجه بها إلى الأسواق المحلية لبيعها.
و قال المتهم بأنه و صديقه كانا يسرقان كل شيء يمكن بيعه مواد بناء، أسمدة عضوية، أغنام و حتى الأحمرة التي كانت تجمع من الحقول ليلا و نهارا و تشحن باتجاه مدينة صدراتة أين يتم بيعها هناك، و يعتقد البعض بأنها توجه نحو البلديات الحدودية بولاية سوق أهراس و ربما تستعمل في التهريب نحو التراب التونسي.
و سرقت العصابة حسب تصريحات المتهم أكثر من 40 قنطارا من الأسمدة العضوية المستعملة في تكثيف زراعة الحبوب بالمنطقة، و رؤوس أغنام و أحمرة و مواد بناء، و حضر المحاكمة بعض أصحاب المسروقات و الأشخاص الذين اشتروها باستثناء الحمير، التي لم يحضر أصحابها و لا الأشخاص الذين اشتروها من سوق مدينة صدراتة.
و تمت مواجهة الضحايا بالمتهمين بقاعة الجلسات و تعرفوا على البعض منهم و في مقدمتهم الرأس المدبر الذي قال الشهود بأنه كان يتمتع بأخلاق ممتازة، و هو معروف بسلوكه الجيد بين سكان سلاوة عنونة قبل أن تنقلب أوضاعه رأسا على عقب بعد مخالطته لصاحب «الهيليكس» الذي أنكر التهم الموجهة له، و قال للقضاة بأنه يعمل في مجال نقل البضائع برخصة قانونية و يشتري و يبيع، مضيفا بأنه لم يكن يعلم بأن السلع و الأغنام و الأحمرة التي حصل عليها من صاحبه مسروقة مطالبا بتبرئته من الوقائع المنسوبة إليه. و دافع بقوة عن شابين آخرين قال بأنهما كانا يعملان معه منذ مدة طويلة كحمالين مقابل أجر متفق عليه، و هو نفس التصريح الذي أدلى به المتهم الثالث و المتهم الرابع مؤكدين بأنهما لم يسرقا و لم يكونا على علم بأن حديد التسليح و الأسمدة العضوية و المواشي مسروقة، لكنهما اعترفا بأن الحمير كانت تجمع من حقول القمح و تشحن إلى صدراتة لبيعها هناك و لم يظهر أصحابها و زعما بأنها أحمرة مهملة عاثت فسادا في حقول القمح و ألحقت أضرارا جسيمة بالمزروعات.
و قد التمست النيابة العامة عقوبة 12 سنة ضد كل واحد من المتهمين مع حرمانهم من الحقوق المدنية، الأمر الذي أثار هيئة الدفاع التي رافعت بقوة و حاولت الدفع باتجاه تبرئة الشابين اللذين يعملان حمالين و تخفيف العقوبة عن الفاعلين الآخرين.
فريد.غ