الخميس 10 أكتوبر 2024 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

الكشف المبكر عن السيدا


مراكز خالية يقصدها المقبلون على الزواج فقط
لا يزال داء السيدا يشكل طابوها لدى الجزائريين رغم تزايد عدد الإصابات به، و رغم  أن الدولة أنشأت مراكز خاصة للكشف المبكر عنه بمجانية و سرية تامة، إلا أنها تبقى منشآت لا علم لأغلب المواطنين بتواجدها أصلا، فيما يخشى من يعرفونها حتى  من مجرد التفكير في دخولها.
ففي الوقت الذي تحصي الجزائر أزيد من 10 آلاف حالة بين مصاب بالداء و حامل للفيروس، و مع تسجيل 800 حالة جديدة سنويا، لا يزال الخوض في موضوع داء السيدا من بين أكبر المواضيع حظرا في النقاش، إذ يتجنب الغالبية التحدث عنه ،سواء كان ذلك بسبب رعبهم منه ،أو استبعادا للإصابة به بحكم طبيعة المجتمع المسلم المحافظ الذي يربط الإصابة به في الغالب بالعلاقات الجنسية غير الشرعية.و على الرغم من الدولة قد حرصت على انشاء مراكز خاصة للكشف المبكر، المجاني و السري عن الداء عبر كافة ولايات الوطن، سواء كانت مستقلة أو تابعة للمستشفيات الكبرى، إلا أنها غير معروفة بالنسبة للغالبية، واقع أكده استطلاع أجريناه بمدينة بومرداس، حيث قال أغلب من سألناهم بأنهم لا يعلمون  بوجود مراكز من هذا النوع، حتى المركز الكائن مقره بقلب المدينة و بجوار مجمعات سكنية كبيرة لا يعرفونه.
ثقافة الكشف المبكر عن السيدا ، حسب ما تؤكده الدكتورة حرايري .ح ،طبيبة بمركز التشخيص ببومرداس، لا تزال ناقصة بنسبة كبيرة، بالنظر للحالات النادرة لمن يقصدونه لأجل هذا الكشف رغم أنها لم تحدد رقما لها، مضيفة بأن من يقصدونه لا يأتون سوى لأجل إجراء فحوصات ما قبل الزواج أو لتحضير ملف طبي يتعلق بعملية جراحية ،على اعتبار أنه متخصص أيضا في الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي، أما الحضور الإرادي للكشف عن السيدا، فيكاد ينعدم، حسبها .و توعز الدكتور هذا العزوف إلى الخوف الزائد لدى الجزائريين من احتمال الإصابة بالمرض، رغم أن الكشف عنه مبكرا يساهم بشكل كبير في حماية المريض، كما يساعد في وقاية الكثيرين من العدوى في محيط الأسرة أو داخل صالونات الحلاقة و عيادات جراحة الأسنان، كما أن للجانب الإعلامي دور في ذلك، حيث أن جل المواطنين، كما تضيف المتحدثة ، لا يعلمون بوجود هذه المراكز، داعية إلى التحسيس بشكل أكبر و التوعية قصد التقليص من أعداد الإصابات في بلادنا.
الخوف من المجتمع و الموت يرعبان الجزائريين
أما بالنسبة للمختصين في علم النفس، فيرجعون عزوف الجزائريين عن التقرب من مراكز التشخيص المبكر عن السيدا أو التهاب الكبد الفيروسي ،إلى الخوف من الموت و المجتمع في آن واحد، حيث ترى الأخصائية حمادة دلال، أن الإنسان يرتبط بمجتمعه ارتباطا وثيقا، و مجرد التفكير في أنه حامل للمرض يجعله يدخل في حالة نفسية سيئة، تتحول معها مخيلته إلى سلبية لا تفكر إلا في نظرة المجتمع لمريض الإيدز الذي يتهم في شرفه، و إن كان قد حمل الفيروس عن طريق الخطأ أثناء عملية نقل للدم، أو جراحة أسنان أو حلاقة. و تشير المختصة في تحليلها لشخصية الفرد الجزائري، قائلة بأن الخوف من المرض يشل الغالبية عن التفكير، فيدخلون في دوامة تجعلهم يقتنعون بأن الجهل أفضل من العلم، و ترك الأمور للقضاء و القدر، بدلا من الاصطدام بما قد تكشف عنه نتائج التحاليل.و في انتظار تلاشي سحابة الخوف لدى الجزائريين، تبقى مراكز الكشف المبكر فاتحة أبوابها لاستقبال أفراد دون أن  تطلب منهم أي معلومات، و لا تأمل في غير وقايتهم و علاجهم قصد الاستمتاع بالحياة لوقت أطول و حماية الكثيرين من الاصابة، عوض العيش في ظلام جهل كثيرا ما ينتهي بصاحبه معزولا بين حجرات و أسرة المستشفيات أو جثة هامدة في احدى زوايا منزله.

إ.زياري

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com