نيجيريا تطيح بأهل الدار وستكون منافسا عنيدا للخضر في النهائي
إقتطع منتخب نيجيريا أولى تأشيرات تمثيل القارة السمراء في أولمبياد ريو دي جانيرو بفضل فوزه مساء أمس على نظيره السنغال في المربع الذهبي من نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 23 سنة، حيث حلقت «النسور الخضراء» عاليا في سماء دكار، و قهرت بخبرتها أصحاب الدار، لتظفر بورقة العبور إلى النهائي، مع مواصلة رحلة البحث عن التاج القاري، فضلا عن ضمان مقعد في الطبعة القادمة من الألعاب الأولمبية المقررة صائفة 2016. وستكون منافسا عنيدا للفريق الوطني بعد أن افترقا على تعادل أبيض في دور المجموعات وصعد النسور في المركز الثاني بعد الخضر إلى المربع الذهبي.
المقابلة سارت في مجمل أطوارها على وقع سيطرة مطلقة للمنتخب السنغالي، لكن براعة الحارس النيجيري دانيال إيمانويل حالت دون إهتزاز شباكه، خاصة و أنه نجح في التصدي لضربة جزاء أعلن الحكم المغربي رضوان جياد لصالح «أسود تيرانغا» في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، حيث أن المهاجم السنغالي إبراهيما كايتا نفذ الركلة، إلا أن براعة الحارس دانيال أنقذت منتخب نيجيريا من هدف محقق.
تألق الحارس النيجيري تواصل في المرحلة الثانية، و كان بمثابة رجل اللقاء دون منازع، بعدما قطع الطريق أمام السنغاليين للوصول إلى شباكه، لكن و مع حلول الدقيقة 73 إنقلبت معطيات المقابلة رأسا على عقب، لأن مدافع السنغال حوسينو تيون إرتكب خطأ فادحا جعل الحكم يعلن عن ضربة جزاء مع إشهاره البطاقة الحمراء في وجه تيون، و هو القرار الذي غير من «فيزيونومية» اللقاء، على إعتبار أن الركلة نفذت بنجاح من طرف المهاجم بيتر إيتوبو أوغيبنكارو، الذي وقع بالمناسبة ثالث أهدافه في هذه الدورة، و بنفس الكيفية من نقطة الجزاء، ليتصدر مؤقتا لائحة هدافي هذه النسخة.
خبرة النيجيريين في مثل هذه المواعيد مكنتهم من المحافظة على التفوق، مستغلين إنهيار لاعبي السنغال من الناحية المعنوية بعد تلقي هدف عكس مجرى اللعب، فضلا عن تأثرهم بالنقص العددي، ليبلغ بذلك «النسور الخضر» نهائي «الكان» لسابع مرة في تاريخهم، مع إقتطاع تأشيرة المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو، في إنجاز ليس بالمفاجئ، كون منتخب نيجيريا من المنشطين التقليديين لأولمبياد كرة القدم، و قد سبق له التتويج بالميدالية الذهبية في دورة أتلانتا 1996 على حساب الأرجنتين، كما إكتفى بالمركز الوصافة و الميدالية الفضية في نسخة 2008 ببكين.
إلى ذلك فإن المنتخب السنغالي و إن فشل في مواصلة المغامرة بحثا عن التاج الإفريقي، خاصة و أنه منظم الدورة، فإنه يتمسك بحظوظه في المشاركة في الطبعة القادمة من الأولمبياد، كونه سيخوض المقابلة الترتيبية لهذه الدورة، و الظفر بالمركز الثالث سيؤهله مباشرة إلى ريو دي جانيرو، في حين أن الهزيمة و الإكتفاء بالمرتبة الرابعة سيجبره على إجراء مباراة فاصلة ضد ممثل عن القارة الأسياوية، مع العلم و أن منتخب السنغال سبق له المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية مرة واحدة، و كانت في النسخة الماضية بلندن 2012، أين نجح في تخطي دور المجموعات من دون هزيمة، و بلوغ ربع النهائي، قبل أن يقصى أمام المكسيك.
ص / فرطــاس