أغاني كاميليون قصص شخصية والقرصنة أضرت بنا
أكد الفنان حسن أقران، رئيس فرقة كامليون، أن فرقته لا تحبذ «أغاني الرأي» وتعتمد العفوية وعمق الاحساس في انتقاء مواضيع الاغاني، وأوضح الفنان في حوار للنصر بأن مشكلة القرصنة تؤثر بشكل كبير على عمل الفرقة، كما كشف بأن الأغاني التي يغنيها تعبر عن قصص شخصية، وأشار إلى أن ممارسة الفن في الجزائر لا تضمن في كثير من الأحوال العيش الكريم للعازفين.
بالتأكيد، ونحن الآن في مرحلة بحث عن أغاني جديدة، وقد نسجل بعضا من التي تتناول مواضيع سياسية، ولن نطيل على الجمهور في إطلاقها، إلا أننا في الوقت الراهن لم نحدد أمرا معينا، فنحن في فرقة كاميليون لا نحبذ الغناء عن القضايا التي تهم الرأي العام كالقضية الفلسطينية، من أجل الغناء فحسب، فبعض الجروح أعمق من أن تعبر عنها بكلمة أو أغنية، لذا نفضل تأدية ما هو خارق للعادة، وينبع من إحساسنا.
في الحقيقة، يمكن القول بأن موسيقى كاميليون فيها نوع من المزيج بين مختلف الطبوع، رغم أننا لا نتعمد ذلك بغرض التنويع، ولكن تلك هي البصمة التي تميزنا عن غيرنا، فنحن لا نقوم بذلك من أجل أن تكون موسيقانا مشابهة لأي من الألوان الأخرى، فقد أدينا كلمات بعض القصائد التراثية القديمة كـقصيدة «سلي همومك في ذا العشية» وقصيدة «بوسالف مريم»، التي أسميناها بـ «يوم الحرب» في ألبومنا الثاني، حيث اكتفينا بأخذ الكلمات فقط، فيما كانت الموسيقى والتوزيع من إبداعنا الخاص.
بلى فكرنا، ونحن حاليا بصدد البحث بشأن توظيف آلة العود والأصوات بالفرقة، مثلما قمنا بعد البحث باستغلال ربع النوتة بالقيثار الكهربائي والقيثار الصوتي في المقطع الموسيقي الذي أسميناه في الألبوم الثاني بـ»أنستريميليون»، أما الآن فقد نوظف حتى آلة الناي أو العود، فنحن ضد استعمال الآلات التقليدية لمجرد تسجيل حضورها فقط بالفرقة، بل نريد الابتعاد عن أي تكلف والإحساس بأن إدراجها في الجوق سيقدم إضافة جميلة على الموسيقى.
أنا شخصيا تأثرت بعدد كبير من الفرق الأجنبية كسكوربيون وكولد بلاي، فضلا عن فرق جزائرية كغناوة ديفيزيون وراينا راي وبوليفان، كما تأثرت بكثير من الفنانين كالشاب خالد وحسني، كمال مسعودي، أعمر الزاهي، الحاج العنقى .. (يضيف مبتسما) والقائمة طويلة جدا.
كل أعضاء الفرقة عصاميون وتعلموا العزف لوحدهم، باستثناء عازف الايقاع المتخرج من المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر العاصمة، أما أنا فلم أتلقى أكثر من بعض الدروس في الموسيقى على مستوى معهد عز الدين مجوبي للفنون.
بالنسبة إلي، فقد كنت من عشاق عدد من الطبوع الغربية كموسيقى السول والبوب والفلامنكو، فضلا عن ألوان جزائرية كالشعبي والشاوي والسطايفي والراي، أما عازف القيثار والإيقاع فكانا يعزفان الروك والبلوز والريغي.
أجل، كنا أصدقاء ونعزف معا في مختلف المناسبات، وبعد انطلاق الفرقة وجدنا أنفسنا في مجموعة واحدة.
في الحقيقة لا أدري، لكن الأمر ليس متعلقا بإختيار مسبق منا، وإنما يمكن القول بأنه لم يكتب بعد أن تكون معنا فنانات بالفرقة، فربما لو التقينا بإحداهن من قبل لكانت اليوم معنا، فالفرقة تم إنشاؤها بطريقة عفوية وارتجالية، تشبه إلى حد بعيد الأغاني التي نقدمها، فنحن لا نتكلف في هذا الأمر.
أنا من يكتب أغاني الفرقة، وهي مستوحاة من قصص شخصية، أما الأسماء فليست بالضرورة إهداء إلى شخص بعينه، وإنما هي مجرد أسماء تكون قابلة للانصهار داخل أغنية وتصبح حاملة لمعنى، ويمكن أن يكون اسما لأي كان، فلا يمكنك في النهاية غناء جميع الأسماء لأنه أمر مستحيل، لذلك نقوم من وقت لآخر بتوظيف بعضها في أغاني.
نختار أسماء من الواقع ومما هو موجود داخل المجتمع.
أجل هنالك بعض الموسيقيين من يمارس أعمالا أخرى إلى جانب الموسيقى، لكن أنا باعتباري أقوم بكتابة الأغاني والتوزيع والتدريج على الركح، فلا يمكنني القيام بوظيفة أخرى نظرا للوقت الذي تتطلبه المهام التي يجب علي القيام بها، إلا أنه لما يكون المرء عازفا فقط، فيمكنه أن يجد بعض الوقت لممارسة نشاط آخر، بالرغم من أن الأمر يظل صعبا، فالموسيقى تفرض التزامات كثيرة، فنحن مثلا قمنا بالعديد من الجولات على مستوى كندا وصربيا وهولندا، بالإضافة إلى جولاتنا داخل الوطن، وإذا كنت عازفا وتريد أن تكون جاهزا كلما استدعيت فيجب أن تتفرغ للموسيقى، لذا يظل التوفيق بين ممارسة الموسيقى ونشاط آخر أمرا عسيرا، إلا أنه ليس مستحيلا.
نعم، الفن وحده لا يوفر لقمة العيش، حيث يجب أن تحقق نجاحا كبيرا جدا حتى تتمكن من الحصول على مردود مادي كاف عند اتخاذك للفن كمهنة، إلا أنك تواجه صعوبات مادية وتجد نفسك في ضيق، إذا لم تحقق موسيقاك إقبالا كبيرا من الجمهور من ناحية اقتناء ما تنتجه، ما يحتم عليك اللجوء إلى مهنة أخرى.
وفي الساحة الموسيقية الجزائرية، تلجأ بعض الفرق إلى إحياء الأعراس العائلية لتعويض توقف الحفلات والمهرجانات، أما بالنسبة إلينا في كاميليون، فلا يمكننا العزف أو الغناء خارج الركح أو بعيدا عما تسجيل الألبومات، فيما يكون مصدر الفنان في الجزائر على العموم من الأعراس أو إحياء حفلات في بعض الأماكن التي يغني بها مغنو الراي مثلا، والتي لا نستطيع نحن إحياء حفلات بها، فلكل طابع خصائصه التي تميزه عن غيره، كما أنك بالتركيز على الأداء على الركح تجد نفسك في مشكلة عندما لا تدعى إلى حفلات أو مهرجانات.
لا يمكنني معرفة السر وراء ذلك، لكن يمكنني القول بأن طريقتنا في العمل تكمن في خلق نوع موسيقي جديد خاص بنا ويعبر عنا، وتجنب تقليد فنانين أو أنواع موسيقية أخرى، فقد حاولنا دائما أن نكون ما نحن عليه، ونعبر عن مشاربنا الموسيقية الجزائرية والغربية التي نشأنا عليها منذ الصغر، وقد تمكنا في النهاية من إيجاد لون خاص بنا ويعبر عن إحساسنا الفني.
ألبومنا الثاني أطلقناه بتاريخ 27 ديسمبر من السنة الماضية، ولا يمكنك معرفة نسبة المبيعات في الجزائر، ولكننا اتفقنا مع صاحب أستوديو التسجيلات على إصدار 20 ألف نسخة، وهو عدد النسخ التي طرحناها بالأسواق يوم إطلاق الألبوم، ويمكنني القول بأن عدد النسخ سيزيد بعد ذلك إلى مابين 30 إلى 50 ألف، أما بعد ذلك فلا يمكنك معرفة الأرقام التي يحققها، فنحن لا نملك أرقاما حتى عن ألبومنا الأول، بالرغم من معرفتنا أننا حققنا نجاحا جيدا، رغم عدم معرفة ذلك بدقة، وقد كسبنا جمهورا كبيرا من المعجبين، فالجميع أصبح يعرف فرقة كاميليون، ويبحثون عن ألبوماتنا، والفضل في نجاحنا يرجع إلى ذلك.
بكل تأكيد يؤثر علينا، فالقرصنة تندرج ضمن ما يعرف بالسوق السوداء، حيث يحرم أصحاب المنتج الحقيقيون من حقهم في الفوائد التي يحققها بائعو الأسطوانات المقرصنة، بالرغم من أنه لا يحق لهم ذلك، فهي تشبه أن تقوم ببيع أملاك الغير دون وجه حق، كما أنها تؤثر على عمل وإبداع الفنان، فضلا عن أن سعر الأسطوانة الذي لا يتجاوز 120 دينار في الجزائر، يعتبر رخيصا مقارنة بسعرها في أوروبا، وجميع الفنانين في مختلف القطاعات كالسينما والمسرح والموسيقى، يعانون من هذه المشكلة، فأنت تقوم باستثمار كل ما لديك في مشروع معين، إلا أنك لا تنال شيئا في النهاية.
كما أن القرصنة تضر بالعلاقة بين الفنانين والمنتجين، حيث تدفع بالمنتجين إلى التردد في القيام بتسجيل الألبومات خوفا من فشلها تجاريا بسبب القرصنة، فضلا عن أنها تعرقل الفنانين الشباب، فالفرق المعروفة يمكنها تحقيق نجاح مقبول ماديا بالرغم من القرصنة، فيما يتجنب المنتجون التعامل مع الفرق غير المعروفة خوفا من عدم تحقيق ربح جيد.
أجل لدينا حساب معترف به على مستوى موقع يوتيوب، من أجل حفظ حقوق المؤلف الخاصة بأغاني بفرقة كاميليون، فالعالم الغربي قد تطور كثيرا في هذا الموضوع.