سكان الشافية يشترون المياه و بجوارهم أكبر سد بالولاية
يشتكي سكان بلدية الشافية الجبلية النائية بالطارف، من تدهور ظروفهم المعيشية التي وصفوها «بالقاسية والمزرية « أمام افتقارهم لأبسط المرافق وضروريات الحياة . و تحدث السكان عن غياب أي التفاتة من المسؤولين للتكفل بأوضاعهم المعيشية الصعبة، والتي يتصدرها تدهور وضعية الطرقات الداخلية بمركز البلدية بما فيها الطرقات المؤدية نحو المشاتي التي هي عبارة عن مسالك ترابية تتحول شتاء إلى برك من المياه والأوحال، يصعب السير فيها. و فرض تدهور الطرق العزلة على سكان المنطقة وصعب من حركة تنقلاتهم، إلى جانب ذلك يطرح السكان حرمان بعض الأحياء الحضرية والتجمعات الثانوية من الربط بشبكتي التطهير والإنارة الريفية، فضلا عن تسربات المياه القذرة في الشوارع و في الهواء الطلق جراء تدهور حالة شبكة الصرف و التي لم تعد تستجيب للاحتياجات مع التوسع العمراني لبلدية الشافية، بالإضافة إلى ما أسموه بالمعاناة الكبيرة التي يواجهونها طوال السنة مع نقص التزود بالمياه الشروب التي تستفحل صيفا مع جفاف مصادر المياه الأخرى كالينابيع والأودية ما يجبرهم على شراء المياه من الباعة المتجولين والتزود من مياه الآبار المهجورة خارج الرقابة الصحية.
و قال السكان أنهم في الوقت الذين يعانون من العطش طوال العام تنام البلدية على أكبر سد بطاقة 168مليون متر مكعب، يزود بلديات الولاية و مدينة عنابة المجاورة بالمياه.إلى جانب ذلك أثار السكان تراكم القمامة و انتشار الأوساخ في كل صوب و اهتراء الوسط الحضري، من ذلك انعدام الأرصفة و شبكة الإنارة العمومية و المتاعب التي يصادفونها في التزود بقارورات غاز البوتان، ناهيك عن الظروف السكنية المزرية التي يقبعون فيها مع تفشي ظاهرة انتشار البيوت القصديرية وضعف برامج السكن المخصصة لهم خصوصا البناء الريفي.
كما يشتكي السكان من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و المعاناة التي يتكبدها المتمدرسون مع مشقة النقل المدرسي أمام قلة وسائل النقل المدرسي خاصة عبر المشاتي والقرى المتناثرة.
بالإضافة إلى ذلك يطرح المواطنون ضعف التغطية الصحية و تنقلاتهم اليومية نحو المصالح الإستشفائية لولاية عنابة و البلديات المجاورة كبوحجار، بوثلجة ومدينة الطارف من أجل تلقي العلاج في غياب سيارة إسعاف ما زاد في معاناتهم، خاصة الحوامل والمسنين منهم علاوة على انعدام المرافق الخدماتية .
تنوع و تعدد المشاكل و النقائص بالشافية دفع ببعض العائلات إلى هجرة البلدية هروبا من تدهور إطارهم المعيشي. و قالت مصادر مسؤولة من المجلس البلدي أن بلدية الشافية استفادت من عدة مشاريع في مختلف القطاعات والمجالات من شأنها التخفيف من معاناة السكان والاستجابة لاحتياجاتهم اليومية في شتى الميادين، على غرار مشروع التزود بالمياه الشروب، و التحسين الحضري، و قد تم دعم البلدية بتسجيل ثانوية جديدة، و توزيع عدد لا بأس به من السكن الريفي. كما تم حسب نفس المصدر إدراج البلدية للربط بشبكة غاز المدينة ومشاريع أخرى من شأنها رفع الغبن و فك العزلة التي تطوق سكان هذه المنطقة النائية الجبلية منذ عقود من الزمن.
ق/باديـس