التطعيم و الوقاية أفضل طريقة لمواجهة أخطار أنفلونزا الموسمية
شدّد عدد من الأطباء على دور التلقيح لتجنب مضاعفات أنفلونزا الموسمية الخطيرة، خاصة على الحالات التي تعاني من الأمراض المزمنة و المسنين و الرضع ، كما حذروا من التطبيب الذاتي، و التهاون بالأعراض التي تستمر أكثر من تسعة أيام، و طمأنوا في المقابل بأن الوقاية أفضل طريقة لمواجهة أخطار الفيروسات الموسمية.
و اعتبر بعض المختصين بأن القلق و حالة الاستنفار التي تحدث عند تسجيل أي حالة وفاة بسبب مضاعفات أنفلونزا مبالغ فيها و لا تستدعي كل ذلك الخوف، لأنه يمكن تجنب الإصابة بالعدوى الفيروسية مهما كانت حدتها و أفضل طريقة حسبهم هي التلقيح، لأنه الأنجع في مواجهة سلالات الفيروسات المتطورة من سنة إلى أخرى و التي من الصعب تجنبها لسهولة انتشارها عن طريق السعال، العطس و اللمس..و غيرها من طرق انتقال العدوى من شخص إلى آخر.
و انتقد الدكتور محمد الهادي خنقي /طبيب عام/ تهاون الكثير من المواطنين، سيّما المسنين و المرضى المزمنين في الخضوع إلى التلقيح و اكتفاء بعضهم بحملة التلقيح التي استفادوا منها السنة الماضية، مما يهدّد حياة من يعانون من نقص المناعة، في حال إصابتهم بمضاعفات ناجمة عن العدوى الفيروسية التي تظهر أعراضها عموما في شكل سعال و انسداد في الأنف، و صداع و ارتفاع في درجة حرارة الجسم و ألم في الحلق و عطس و غيرها من الأعراض التي يعتبرها كثيرون عادية و يفضلون عدم استشارة الطبيب و يلجأون إلى التداوي الذاتي طمعا في التخفيف من مضاعفاتها المزعجة.
محدثنا بيّن بأن أنفلونزا الموسمية لا تشكل خطرا على من يقوم بتحصين نفسه، باتخاذ إجراءات وقائية وصفها بالبسيطة و في مقدمتها التلقيح بداية من فصل الخريف، إلى جانب ارتداء ملابس مناسبة للشتاء و الابتعاد قدر المستطاع عمن تبدو عليهم أعراض العدوى، فضلا عن غسل اليدين باستمرار و التغذية السليمة و شرب كمية كافية من السوائل و أخذ قسطا من الراحة و استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض طويلا، موضحا بأن ثمة من تستمر معهم الأعراض من ثلاثة أيام إلى غاية تسعة أيام ثم تختفي دون مشاكل تذكر، لكن هناك من تتطلّب حالتهم الخضوع لعلاج بالأدوية، و هو ما يستدعي عيادة طبيب مختص، و ليس اللجوء إلى التطبيب الذاتي لآثاره الجانبية الخطيرة.
و قال بأن خطورة العدوى تضاعفت مع تزايد عدد المصابين بمختلف الأمراض المزمنة، مؤكدا بأن ثلث السكان يعانون من مختلف الأمراض المزمنة منها السكري و ارتفاع ضغط الدم و أمراض الكلى و القلب..و غيرها من الأمراض التي تتسبب في نقص مناعة جسم المريض و بالتالي تحتاج إلى وقاية أكثر جدية.
و حث عدد من الأطباء على وضع القناع الواقي في الأماكن المزدحمة بالنسبة للمرضى المزمنين و أيضا الأمهات المصابات بالعدوى خلال تعاملهم مع صغارهم خاصة الرضع الذين تقل أعمارهم عن الستة أشهر.
و ذكر آخرون بأن أفضل وسيلة للوقاية تبقى في التقيّد بقواعد النظافة الشخصية الأساسية لمساهمتها الفعالة في الحد من انتقال العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ضرورة تلقي التطعيم ضد العدوى لتجنب المضاعفات الخطيرة كالإتهاب الرئوي، و أوصوا بضرورة التلقيح في الموعد المناسب، و في حال التأخر، يمكن تدارك ذلك قبل حلول فصل الربيع.
و اعتبر عدد من الأطباء بأن تراجع البيوت القصديرية و استفادة الكثيرين من سكنات جديدة من شأنه أن يساهم في الحد من انتشار العدوى، لأن النظافة و الظروف الصحية الملائمة تلعب دورا أساسيا في التخفيف من أعراض العدوى الفيروسية الموسمية.
مريم/ب