مواد غذائية بأحجام صغيرة و برامج عائلية لترشيد النفقات
لجأ بعض منتجي المواد الغذائية لاستباق الأحداث و الشروع في تصغير أحجام تعليب بعض المواد الاستهلاكية، وهذا تحسبا لارتفاع أسعارها السنة المقبلة و كذا بالنظر لتدني القدرة الشرائية للمستهلك في ظل انخفاض مستوى صرف الدينار.
تفاجأ هذه الأيام الكثير من المستهلكين الذين شرعوا في تخزين بعض المواد الغذائية قبل بداية العام الجديد، خوفا من ارتفاع أسعارها، من تواجد منتجات بشكل جديد معلبة في أحجام صغيرة، معروضة للبيع بأثمان في متناولهم، حيث علق العديد منهم على أنها من مظاهر التقشف و ضبط ميزانية الاستهلاك لدى المواطن الجزائري.
في جولة قادتنا لمختلف فضاءات التسوق بوهران والتي شهدت على مدار العطلة الشتوية إقبالا كبيرا لاقتناء بعض اللوازم قبل بداية العام الجديد، خاصة وأن بعض المواد تعرض في إطار "التخفيضات" المواكبة لنهاية العام، لفت انتباهنا و انتباه المستهلكين وجود بعض المنتجات في حلة جديدة متمثلة في أحجام صغيرة، ما يعكس انخفاض ثمنها وجعله في متناول المواطن البسيط على غرار أكياس الحليب المجفف الصغيرة والسكر و علب الحليب الطازج المعقم بحجم ربع لتر و حصص الجبن من نوع "غرويار" و كذا علب الطماطم المصبرة الصغيرة لتسهيل عملية استعمالها في الطهي لمرة واحدة، إلى جانب بعض المنتجات الأخرى التي ظهرت بتعليب مميز يجعلها اقتصادية أكثر،و يصعب ضياع كميات منها أثناء الاستعمال، على غرار أكواب المياه المعدنية التي تباع مغطاة و جاهزة للشرب و مختلف أنواع قوارير المياه المعدنية ذات الأحجام المختلفة... معطيات جعلت الكثيرون يربطون مباشرة هذه التغييرات بما يتم تداوله حول التقشف و تدني القدرة الشرائية و ارتفاع أسعار بعض المواد، لكن استحسن البعض الآخر هذا الإجراء، لما فيه من ترشيد للاستهلاك و للنفقات، حيث عوض أن يتم اقتناء العلب كبيرة الحجم التي يمكن أن يضيع جزء كبير منها دون استهلاكه، سيقتني المواطن مواد تتناسب و استهلاكه قصير المدى، دون تبذير.
العديد من المواطنين تأسفوا لعدم توفير هذه الأحجام الصغيرة من قبل بل انتظرت ظروف الأزمة لتطرح في السوق، مما يعكس، حسبهم، مستوى التبذير الذي كان يمارسه الجزائريون طيلة سنوات الرخاء. و لاحظوا إلى جانب طرح هذه المعلبات صغيرة الحجم في الفضاءات الكبرى للتسوق في انتظار تعميمها، غياب منتجات استهلاكية أخرى من الرفوف، ليس لعدم تواجدها ولكن بسبب تهافت المستهلكين عليها لتخزينها، ظنا منهم أنهم لن يجدوها في السوق بعد 2016، خاصة وأن مصانع وطنية عديدة لم يبدأ الإنتاج بها.
من جانب آخر، وفي جولة للأسواق التي تعودنا أن تغرق بالمنتجات الخاصة بإحياء رأس السنة الميلادية ورأس السنة الأمازيغية "يناير"،لاحظنا بأن مظاهر السنوات الماضية تكاد تختفي ولحد الآن لم نجد سوى بعض التجار طرحوا سلعا خزنوها منذ السنة الماضية، خاصة المكسرات الأمريكية التي اكتسحت السوق الوطنية خلال السنتين المنصرمتين.
بالمقابل وجدنا المنتجات المحلية مثل التين المجفف والتمر و الفول المجفف والقمح وهي مواد تدخل ضمن التحضير للاحتفاء بيناير بوهران، ولكن بأثمان مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة، بينما غابت مظاهر هذه الاحتفاليات حتى من سلوكات بعض المواطنين الذين أصبحوا يترقبون السنة الجديدة بكثير من الحذر ويعملون على ترشيد نفقاتهم لمواكبة التغيرات الاقتصادية الجديدة، فوجدنا الكثيرين يتابعون تقلبات أسعار النفط، و آخرون يفكرون في مصاريف تنقلاتهم اليومية،أو يبحثون عن مصادر دخل إضافية، وكلها مبادرات إستباقية للتأقلم مع الأزمة المتوقعة.
هوارية. ب