نقص أدوية العلاج الكيميائي يزيد معاناة الأطفال مرضى السرطان
يؤثر نقص الأدوية اللازمة لعملية العلاج الكيميائي للأطفال مرضى السرطان، بالمستشفى الجامعي بن باديس قسنطينة، بشكل مباشر على وضعهم خصوصا من الناحية النفسية، إذ يشكل ضغط البرمجة و شح العقاقير الطبية، عائقا في طريق تحقيق تكفل أفضل بحالاتهم، حسب ما أكدته عائلات المرضى و ناشطون بالجمعيات، اعتادوا جمع التبرعات المالية بغرض الحد من المشكل و توفير ما يمكن توفيره ،من الأدوية المطلوبة.
تحصي قسنطينة ،حسب ما أكدته البروفيسور جمعة، رئيسة أطباء مصلحة مرضى السرطان بمستشفى قسنطينة الجامعي ،ما يعادل 200 طفل مصاب بالمرض، الرقم المرشح للارتفاع، نظرا لتسجيل حالات جديدة سنويا، إذ يشكل تلوث البيئة ،و تغير نمط الحياة و العوامل الوراثية ،أهم العوامل المساعدة على انتشار السرطان.
و يطرح مشكل نقص الأدوية الضرورية خلال مرحلة العلاج الكيميائي، إضافة إلى برمجة مواعيد العلاج بشكل كبير ، خصوصا بالنسبة لهذه الفئة، التي يواجه ذووها صعوبات كبيرة في تحويلها نحو عيادات القطاع الخاص، من أجل إجراء فحوصات دقيقة ،و متابعة العلاج الكيميائي ،على اعتبار أن تكاليف ذلك تتجاوز في بعض الأحيان 60 مليون سنتيم.
الوضع الذي يضطرهم إلى الالتزام ببرنامج الحصص العلاجية بالمستشفى العمومية ، و تحمل ضغط البرمجة، فضلا عن مشكل شح الأدوية ، وحسب ما أكده أولياء أطفال مرضى السرطان، فإن فلذات أكبادهم يعانون الأمرين بسبب هذا المشكل، نظرا لتأخر تلقيهم للعلاج في بعض الأحيان، لدرجة أنهم باتوا يعتمدون بشكل كبير على مساهمات الجمعيات الخيرية و حتى تبرعات بعض الأطباء لتوفير الأدوية و المحاليل اللازمة، و التي يتم عادة إدخالها من تونس، على غرار محلول إعادة التمويه، و دواء «نوباجان» المستخدم في زيادة عدد كريات الدم البيضاء للمعالجين كيميائيا، و كذا بعض المواد كثيرة الاستهلاك، سواء تلك المستعملة خلال العلاج أو بعده مباشرة، على غرار مسكنات الألم المستوردة من الخارج و التي تعد ضرورية جدا لتجنيبهم الألم و المعاناة التي تلي تلك العملية.
ناشطون بجمعية ندى للتكفل بالأطفال المرضى بقسنطينة، طرحوا مشكل نقص الأدوية، مشددين على أهمية رفع الوعي الاجتماعي بضرورة المساهمة بشكل أكبر في عملية التكفل بالأطفال مرضى السرطان، كونهم من أكثر الفئات تضررا.
الجمعية تعمل حسب ممثلتها الدكتورة حياة بورغود، بالتنسيق مع أطباء و ناشطين على برمجة مجموعة من النشاطات ذات الطابعين الطبي و الاجتماعي، وكذا الترفيهي لفائدة هؤلاء المرضى، الذين يعانون كثيرا من الناحية النفسية بسبب المرض، خصوصا وأن عملية العلاج الكيماوي تؤثر بشكل كبيرعلى حياتهم جسديا و نفسيا.
ن/ط