نقص إهتمام رواد الحركة الإصلاحية بكتابة المذكرات حال دون الاستغناء عن الأرشيف الفرنسي
تأسف الدكتور أحمد صاري أمس بقسنطينة لعدم اهتمام الكثير من رواد الحركة الإصلاحية بالجزائر بكتابة مذكراتهم، رغم كثرة نشاطاتهم النضالية، طيلة عقود من الزمن، مما حال دون ترك رصيد وثائقي يغني عن الاعتماد على الأرشيف الفرنسي، و خص بالذكر الشيخ عمر دردور.
أحمد صاري/جامعة الأمير عبد القادر/ قال في ندوة فكرية تاريخية بعنوان “الحركة الإصلاحية في الأوراس..عمر دردور نموذجا” بأن الوثائق و المعلومات التي عثر عليها بأرشيف “آكس أونبروفنس” بفرنسا فاقت بكثير تلك التي وجدها بالجزائر بخصوص السيرة النضالية لهذا الرجل الذي اختار الخروج من عباءة الطرقية و الصوفية و الالتحاق بحركة الإصلاح، محدثا المفاجأة و تخوّف المستعمر الذي زج به في سجن باتنة عام 1937 بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني، قبل أن تتم تبرئته في 06 جانفي 1938 و يعاد إليه مرة أخرى لقضاء عقوبة بالسجن و لمدة أربعة أشهر مع غرامة مالية بقيمة 8000 فرنك فرنسي، مشيدا بالسيرة الحافلة بالنشاطات لهذه الشخصية العلمية و النضالية الفذة التي درست على يد الشيخ عبد الحميد ابن باديس بجامع الأخضر بقسنطينة ابتداء من عام 1932، حيث أبان عن ذكاء و سرعة بديهة منحته ثقة العلامة ابن باديس الذي اختاره من ضمن مجموعة من خيرة الطلبة للإشراف على تدريس التلاميذ بمنطقة الأوراس أين بات يعرف بنبراس الأوراس و باديسها، لنشاطه الجبار في مجال تأسيس الجمعيات الدينية و النوادي الثقافية و الإصلاحية التي بلغت في سنة واحدة 11ناديا، لكنه تأسف لعدم اهتمام أو تكريس الشيخ و غيره من رواد الحركة الإصلاحية بكتابة مذكراتهم معلّقا “لو ترك هؤلاء مذكراتهم لجعلونا نستغني عن الأرشيف الفرنسي”.
كما تطرّق المحاضر إلى نضال عمر دردور خلال الثورة الجزائرية و أشاد بإصراره لمواصلة نشاطه بعد الاستقلال، مذكرا بإنجازاته و بالأخص تأسيسه للمعهد الإسلامي بباتنة.
و إشرافه على إدارة معهد تكوين الإطارات الدينية بسيدي عقبة مع قيامه بمهمة التفتيش على مستوى الولاية خصوصا عام 1985 ، ورغم تقدمه في السن واصل نشاطه في الإرشاد و إصلاح ذات البين، كما التزم تطوعا حضور جلسات المجلس العلمي للإفتاء لسنوات عديدة، و شارك في عدة ندوات ومؤتمرات حزبية وطنية ومحلية، قبل رحيله عن الدنيا عام 2009عن عمر ناهز 95سنة.
مريم/ب