بن فليس يحذر من مخــاطر الأزمـات على وحدة الأمة
حذر أمس رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، من تعريض وحدة وانسجام الأمة الجزائرية للخطر، معتبرا بأن البلاد تواجه أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية. وتطرق بن فليس من جهة أخرى، للأحداث التي عرفتها بلدية وادي الماء بباتنة مؤخرا منتقدا طريقة التعامل معها.وتناول علي بن فليس في تجمعه الشعبي الذي نشطه بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة مسألة بناء الأمم وحمايتها وقبل أن يخوض في ذلك، ذكَر بمآثر المرحوم عبد الحميد مهري، وترحم على المجاهد عبد الحفيظ ياحا وكذا حسين آيت أحمد، كما لم يفوت الفرصة للتطرق للأحداث التي شهدتها بلدية وادي الماء مؤخرا منتقدا طريقة التعامل معها من طرف السلطات العمومية، وندّد بما اعتبره قمعا للمطالبة بحقوق والاستماع للانشغالات.و في حديثه عن كيفية بناء الأمم وحمايتها، قال بن فليس في كلمته، بأن الأمم تبنى من طرف النساء والرجال الذين يتقاسمون نفس التاريخ، والذين يلتقون حول نفس الحاضر ويتطلعون إلى مصير مشترك. وأضاف بأن الأمم تبنى من طرف الشعب الذي يشكلها حسب اختياره وحسب إرادته الأصلية، مشيرا إلى أن عمر الأمة الجزائرية يقاس بالألفيات ومع ذلك أكد بأن الأمم التي يقدر عمرها بآلاف السنين قد تتعرض للانقسام أو الاندثار إن هي فقدت القدرة على مواصلة اليقظة الدائمة لحماية وحدتها وانسجامها وتوافقها.
واعتبر بن فليس، بأن الجزائر تواجه أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة وهي الأزمة التي حذَر من تعريضها وحدة وانسجام الأمة للخطر إن لم يتمكن الجزائريون أنفسهم من إيجاد طريق لمواجهتها بكيفية حكيمة، وتوافقية ومنظمة وهادئة وسلسة. و بحسب بن فليس، فإن الجزائر تعرف مرحلة صعبة تعكسها حالة البحث عن شروط ووسائل الخروج من الانسداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الراهن، محملا النظام السياسي المسؤولية في ذلك، وعرج بعدها بن فليس إلى كيفية تجسيد المواطنة الحقة التي قال بأنها تبنى على قيم العدالة والمساواة، وقال بأن الأمم تبنى بإرادة الشعب وخياره، وهو ما يجسد ـ يضيف بن فليس ـ الديمقراطية التي تجعل من سيادة الشعب مصدر كل السلطات.
ومن بين الركائز التي أكد عليها بن فليس في بناء الأمم، العقد الاجتماعي الذي قال بأنه يمثل عقد الثقة بين الحكام والمحكومين، مشيرا إلى أن العقد يجب أن يكون معبرا ومجسدا لإرادة الشعب ولاختياره حتى لا يصبح عقدا جائرا يؤدي إلى فقدان الشرعية والمصداقية والثقة.وختم بن فليس بالتنبيه والتحذير من أزمة القيم التي اعتبرها الأخطر على استمرارية الدولة الوطنية ووحدة الأمة واستقرار المجتمع الجزائري، مشيرا إلى انصهار الأمة الجزائرية عبر قرون في قيم التضامن والعدل والمساواة التي مكنتها دائما من الوقوف والمقاومة ومواجهة الصعاب، مؤكدا حاجة الجزائر اليوم إلى التسلح بالقيم للتصحيح والتجديد
يـاسين عبوبو