عبد الحميد مهري رفض المناصب مقابل التنازل عن مبادئه السياسية
أكد مشاركون في ندوة وفاء بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل المناضل عبد الحميد مهري، على دفاع الفقيد المستميت عن الشرعية و سلطة الشعب طيلة مساره السياسي، منوهين بحنكته الدبلوماسية المستمدة من تشبعه بقيم الثورة التحريرية و مبادئ بيان أول نوفمبر.
و تطرق باحثون و إعلاميون خلال يوم دراسي نظمه رفقاء الرجل أمس، بالمركز الثقافي امحمد اليزيد بالخروب، في قسنطينة، إلى عديد نقاط الظل في حياة فقيد الجزائر، و التي ظلت مخفية.
ففي مداخلة أولى تحدث المجاهد و السفير السابق رابح مشحود عن بدايات مهري النضالية، ذكر منها انشغاله بتشفير خطابات الجنرال ديغول خلال فترة الاستعمار اعتمادا على خبرته في متابعة الحركات الاستقلالية في المغرب العربي و خاصة ليبيا، حيث كان يقدم ملاحظاته بصفة دورية و سرية إلى المفاوضين في اتفاقيات إيفيان عن طريق وساطة الراحل مسعود زقار، فيما ذكر الدكتور مصطفى هميسي برؤية مهري الرافضة لاحتكار السياسة و ممارسة الإقصاء، و عدم اعتياد الرجل عن السكوت و التعبير عن آرائه سواء حينما كان رئيسا لحزب جبهة التحرير أو خارج دوائر العمل الرسمي، مشيرا إلى رؤية مهري بضرورة الرجوع إلى بيان أول نوفمبر كحل وحيد لأزمات البلاد، فضلا عن إيمانه بأن التغيير الحقيقي هو نقل الدولة من دولة السلطة و الأجهزة، إلى دولة المؤسسات و المواطن.
و ذكر الإعلامي سعد بوعقبة بتكالب العديد من الأطراف على عبد الحميد مهري كرمز سياسي و محنك بعد توقيف المسار الانتخابي، و ذلك بسبب عدم اقتناع الرجل بالانقلاب على الشرعية، حيث كان الراحل مع منطلق عودة الجزائر للشعب و ليس للسلطة العسكرية، مضيفا أن النظام وقتها كانت له عقدة من أفلان مهري و أن مشروع الحوار الذي جاء به مهري وقتها، كان بإمكانه تجنيب البلاد نفق الفترة الدموية ، مؤكدا أن الشرعية كانت فكرة أساسية بالنسبة لمهري طيلة نضاله السياسي.
كما كانت هناك العديد من المداخلات الأخرى، قدمها كل من الدكتور رابح دوب الذي تطرق إلى مسار الفقيد في مداخلة بعنوان المناضل ابن الحركة الوطنية الأصيلة، إضافة إلى مداخلة الباحث الجامعي حسين شلوف تحدث فيها عن النزعة الدبلوماسية للرجل منذ تعيينه وزيرا لشؤون شمال إفريقيا و إلى غاية توليه منصب سفير الجزائر بفرنسا، لتختم المناسبة بتقديم الأستاذة أمال بوعريوة لمداخلة بعنوان ذكرى عبد الحميد مهري من أجل التجديد الفكري.
خالد ضرباني