عطـش و مساكـن مهـددة بالانهيـار بقريـة براهميــة بـوادي فـراغـة
قال سكان قرية براهمية عبد الحميد الواقعة ببلدية وادي فراغة شرقي قالمة بأنهم يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة و لم يعودوا قادرين على التحمل و الانتظار طويلا، بعد أن بلغت أزمة السكنات المهددة بالانهيار و العطش و التهيئة مرحلة متردية، و لا يجد السكان حلولا بعد أن عجزت البلدية عن حل مشاكل القرية الريفية الغارقة في الفوضى و البؤس و الحرمان.
و أضاف السكان للنصر التي دخلت القرية الفلاحية الأحد الفارط بأنهم يعانون أزمة عطش منذ سنوات طويلة و يشربون المياه المالحة من الآبار المحيطة بهم، بعد ما تعبوا من شراء المياه العذبة من صهاريج متنقلة تأتي إلى القرية الفقيرة باستمرار لبيع المياه، و طالبوا بمد قناة المياه العذبة إلى القرية و وضع حد لأزمة العطش المتفاقمة. وجدنا أكواما من الأواني البلاستيكية أمام المنازل تنتظر قدوم شاحنات بيع المياه، و قال رجل خرج من منزل في شارع أشبه بحقل زراعي «لم أعد قادرا على شراء المزيد من المياه العذبة، ليس لدي مال اشتري به مياه الشرب، لماذا يتركوننا هكذا نتعذب و نعاني من العطش و نضطر لتجرع المياه المالحة، نحن فقراء و محرومون، تراجع فظيع لإطار الحياة العامة، لم نجد مكانا أحسن من هذا نذهب إليه و نستريح من العذاب». أغلب طرقات قرية براهمية منهارة تماما، شوارع من طين و تراب تغطيها حشائش الربيع الذي بدأ مبكرا بمنطقة وادي فراغة الواقعة عند مستوى سطح البحر تقريبا و لا تبعد عنه كثيرا، لا أثر للتهيئة هنا، فقط أعمدة كهربائية تنير شارعا رئيسيا بين حين و آخر، و أحيانا كثيرة تصيبها لعنة الظلام عندما تتعطل مصابيحها و تبقى أياما طويلة في انتظار عامل الكهرباء ليعيد لها النشاط في انتظار عطب جديد. يستعمل سكان القرية الأحذية البلاستيكية بكثرة عندما تسقط الأمطار و توحل الطرقات و الشوارع، و حتى الطريق الرئيسي يبدو أنه خضع لعمليات ترميم قبل عدة سنوات، و قد انهارت عدة مقاطع منه و صارت هي الأخرى من تراب و طين. سيدة خرجت من منزل انهار جداره الخارجي في عاصفة قوية اجتاحت المنطقة، بكت و استغاثت و طالبت بتدخل مسؤولي ولاية قالمة لإنقاذ عائلتها من خطر جدران متداعية توشك هي الأخرى على السقوط، كانت حزينة خجولة تتمزق ألما و هي تقف فوق الجدار المنهار. بعض سكنات القرية الفلاحية تصدعت و انهارت جدرانها و كادت أن تودي بحياة أرواح بشرية تسكن بين هياكل خرسانية أتت عليها عوامل الطبيعة و الزمن، و يطالب أصحاب المساكن القديمة ببناءات ريفية جديدة و خبرة تقنية تحدد وضعية هذه السكنات و درجة خطورتها التي تزداد عند هبوب العواصف القوية. لا يوجد نقل بين قرية براهمية و مدينة بوشقوف المجاورة و مركز بلدية وادي فراغة، يقطع السكان مسافات معتبرة مشيا على الأقدام للوصول إلى الطريق الوطني 16 و البقاء هناك ساعات طويلة في انتظار وسيلة نقل توصل تلاميذ المتوسط و الثانوي إلى المؤسسات التربوية و العمال إلى مواقع عملهم و المرضى إلى المستشفيات. و بالرغم من وجود مركز صحي يزوره طبيب من حين لآخر فإن السكان يعانون من نقص الرعاية الصحية و انتشار أمراض الحساسية بسبب البرد و نقص وقود التدفئة، و أطلقت سلطات قالمة مشروعا لتوصيل الغاز الطبيعي إلى القرية، و مازال السكان ينتظرون تشغيل الشبكة و توديع معاناة طويلة مع البرد و قارورات غاز شحيحة لا تلبي الطلب المتزايد عليها في فصل الشتاء. لا يوجد مسجد بالقرية و لا فضاءات لعب و تسلية، الشباب هنا محرومون من المرافق، يهجرون القرية نهارا و لا يعودون إليها حتى تختفي شمس المغيب، يقضون كل أوقاتهم بمدينة بوشقوف عاصمة الإقليم الشرقي بقالمة حيث توجد بعض المرافق الخدماتية و مراكز التسوق و فضاءات الانترنت.
في تصريح للنصر مساء أمس الاثنين قال رئيس بلدية وادي فراغة بأن قرية براهمية عبد الحميد استفادت من مشروع للغاز الطبيعي و ترميم الطريق الرئيسي و مشروع آخر للإنارة العمومية مازال متواصلا. و أضاف المير بأن مشكل العقار حال دون توطين بعض المرافق الخدماتية منها ملعب جواري حول إلى وادي فراغة بسبب انعدام قطعة أرض، و بخصوص المسجد فقد تم تخصيص قطعة أرضية قرب مصنع الفخار و ربما ستنطلق عملية البناء قريبا بعد إنهاء الإجراءات التقنية و الإدارية. و وعد المسؤول بإيجاد حل لنقص مياه الشرب برفع قدرات الضخ و التنسيق الجيد مع شركة المياه لإمداد سكان القرية بكميات كافية من المياه العذبة من سد بوحمدان. و بخصوص أزمة النقل أوضح رئيس البلدية بأن الحافلات المتوفرة حاليا لا تكفي لتغطية كل القرى و المشاتي البعيدة، داعيا سكان القرية إلى التحلي بالصبر في انتظار حلول جذرية في المستقبل، و وعد بالاطلاع على وضعية السكنات المهددة بالانهيار و تقديم المساعدة الممكنة لأصحابها، مضيفا بأن مشكل التهيئة و تعبيد الشوارع مرتبط بالقدرات المالية الضعيفة للبلدية، متوقعا تسجيل مشاريع قطاعية مستقبلية تحسن الإطار المعيشي العام بقرية براهمية عبد الحميد التي وصفها بالقرية المحظوظة مقارنة بقرى أخرى و تجمعات ريفية بوادي فراغة، مازالت تعاني أكثر في مجال الطرقات و النقل و مياه الشرب و الربط بشبكات الغاز و الكهرباء.
فريد.غ
أطباء مستشفى عقبي يحتجون على تراجع ظروف العمل
نظم أطباء مستشفى الحكيم عقبي -كبرى مستشفيات قالمة- وقفة احتجاج أمس الاثنين مطالبين بتحسين ظروف العمل و وضع حد للتوقيف التعسفي الذي يطال أطباء و ممرضين بين حين و آخر.
و اشتكى المحتجون من الضغوط و كثافة العمل الذي يؤدي إلى وقوع أخطاء طبية مطالبين بتوفير الأمن و التكفل الجيد بالمرضى بتوفير الأغطية و الأفرشة و الوجبات الغذائية الجيدة لوضع حد للزيارات الفوضوية المكثفة لأهالي المرضى الذين يعيقون عمل الطواقم الطبية خلال مواعيد الزيارة.
و ندد الأطباء المحتجون بتوقيف زميلة لهم بطريقة وصفوها بالتعسفية لأسباب لم يذكروها، و هددوا بمواصلة الوقفات الاحتجاجية كل أسبوع إلى غاية تحقيق مطالبهم.
فريد.غ