الطيب الهواري يدعو إلى تحرير كتابة تاريخ الثورة الجزائرية من الفكر الكولونيالي
دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الطيب الهواري، أمس إلى تحرير كتابة تاريخ الثورة الجزائرية من الفكر الكولونيالي، من خلال فتح المجال أمام الباحثين الجامعيين والمختصين لتدوين أحداث ووقائع ثورة التحرير الوطني بكل موضوعية، اعتمادا على شهادات صانعي الثورة ووثائقها الأصلية، وانتقد في ذات الوقت التوجه الحالي نحو نشر الكتابات والمذكرات الشخصية التي تجعل من الخلافات بين القيادات الثورية مادة أساسية.
وخلال استضافته في منتدى الذاكرة للأمن الوطني المنظم بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، في المدرسة العليا للشرطة بالعاصمة، شدد الطيب الهواري على ضرورة إسناد كتابة تاريخ الجزائر لأهل الاختصاص، وكشف عن توقيع منظمته لاتفاقيات مع 10 جامعات في هذا الاتجاه، مبرزا أهمية وضع هذه الشهادات الحية التي أدلى بها المجاهدون تحت تصرف الباحثين الأكاديميين والمؤرخين لتشكل مادة خام تكتب بكل موضوعية وبطريقة علمية.
وبعد أن أكد على أهمية تولي الجامعة كتابة التاريخ '' بموضوعية وبعيدا عن أي نزعة ذاتية ''، وجه المتحدث انتقادات شديدة لما عبر عنه بالتوجه الحالي في ساحة النشر الذي تميزه كما قال نزعة الاهتمام بالخلافات التي حصلت بين مفجري الثورة وقياداتها المختلفة وقال '' لسنا بحاجة إلى الاقتصار على كتابة الخلافات التي حصلت بين آباء الثورة وإنما نحن بحاجة إلى إبراز خصال الشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بكل غال وعزيز من أجل استقلال البلاد واسترجاع سيادتها الوطنية'' مضيفا '' يجب كتابة التاريخ بخلفية إيجابية وعدم الانسياق وراء ما تريده المدرسة الكولونيالية التي تسعى إلى خلق تناقضات وحالات من الشك وصراعات وسط المجتمع الجزائري''.
وبعد أن حذر من أن فرنسا قد لجأت بعد إصدار قانون 23 فيفري 2005، الممجد للاستعمار، إلى تشجيع الكتابات التي تبرز التناقضات التي جرت خلال الثورة الجزائرية، أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بأن الشباب الجزائري ليس بحاجة اليوم إلى حشو دماغه بقصص الخلافات التي تمت بين '' زيد وبوزيد ''من المجاهدين، مبرزا أهمية ربط الأجيال الجديدة بتاريخ الجزائر وتعريفهم ببطولات وتضحيات الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخه.
وتحدث في هذا السياق عن تنسيق يجري مع وزارة التربية الوطنية وجمعيات أولياء التلاميذ من أجل تأطير زبدة الأجيال الجديدة وعدم تركها للآخرين في إشارة إلى أصحاب الفكر الكولونيالي، وقال أن نفس المجهود يتم على مستوى قطاعي التعليم العالي والتكوين المهني، وعبر عن قناعته بأن الأجيال الصاعدة سيكون لها دور إيجابي في دراسة وحفظ الذاكرة الوطنية، فيما أشار في ذات الوقت إلى أن منظمته تقوم من جهة أخرى بنشر الوعي الثوري بين فئات العمال في المؤسسات الاقتصادية سعيا – كما قال – لخلق تكامل بين العمل الاقتصادي ورسالة أول نوفمبر.
وفي رده عن سؤال حول مشروع '' المجلس الأعلى لحماية الذاكرة الوطنية وتبليغها للأجيال الصاعدة'' المنصوص عليه في قانون المجاهد والشهيد، قال الطيب هواري أن تأخر تنصيب هذا المجلس يعود إلى '' عدم العثور على الشخصية المناسبة لرئاسته''، مبرزا في ذات الوقت أهمية هذه الهيئة في التصدي لكل المخططات الرامية لضرب الوحدة الوطنية وحماية الذاكرة الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن اللواء عبد الغاني هامل الذي أشرف على الاحتفالية الخاصة باليوم الوطني للشهيد في المدرسة العليا للشرطة علي تونسي بالعاصمة قد قام بتكريم المحاضر وكذا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح فضلا عن عائلة العميد الاول للشرطة أحمد بوالصوف المشهور بعمي أحمد إلى جانب عدد من متقاعدي سلك الشرطة. ع.أسابع