محرز ينعش سوق المقاهي و قاعات الشيشة
تحولت مباريات فريق ليستر سيتي الإنجليزي إلى حدث أسبوعي تتحضر الجماهير الواسعة لمتابعته وفق طقوس خاصة داخل المقاهي، وفي أجواء يسودها الحماس حول محرز من لاعب إلى ظاهرة كروية تحرك الشارع ، يجني من ورائها أصحاب المقاهي و فضاءات المشاهدة الجماعية للكرة المستديرة الكثير، مستغلين الإقبال الكبير لعشاق اللاعب الظاهرة.
خطف الجزائري رياض محرز نجم ليستر سيتي الانجليزي الأنظار بقوة خلال الفترة الأخيرة، نظرا للمستوى الهائل الذي يقدمه في "البريمرليغ"، والذي استحق عليه إشادة ملايين الجماهير في مختلف أنحاء العالم وليس فقط في الجزائر.
ونجح لاعب الخضر في وضع فريقه في صدارة الترتيب العام، وجعله على بعد خطوات قليلة من التتويج بلقب الدوري الانجليزي الممتاز، حيث ساهم بشكل فعال في النتائج الباهرة لنادي ليستر الذي لم يكن أحد يرشحه حتى لضمان البقاء، وسجل 15 هدفا لحد الآن، كما قدم 11 تمريرة حاسمة، وهي الأرقام التي جعلته محل اهتمام ومتابعة كبرى النوادي العالمية، في صورة نادي برشلونة الإسباني الساعي للظفر بخدماته بداية من الموسم المقبل.
تألق محرز لم يلق بآثاره على الوسط الرياضي فقط، وإنما أنعش سوق المقاهي أيضا، التي بات أصحابها على موعد مع مكاسب وفيرة في كل مباراة لنادي ليستر سيتي الذي يلعب له محرز، إذ انتبه الجميع بأن هناك استعدادات خاصة تفرضها المقاهي لاستقبال مباريات ليستر سيتي، والجزائريون يترقبونها بشغف يفوق مباريات الأندية العالمية.
وتعرف مباريات لاعبي الخضر، ويتقدمهم نجم الدوري الانجليزي الممتاز رياض محرز متابعة رهيبة من الجمهور الجزائري، حيث أصبحت هناك شاشات عرض في أكثر من موقع بالمقهى، مع تسجيل تخصيص مقاعد وفيرة، وعدد أكبر من العاملين، وهي الاستعدادات التي يحرص أرباب العمل على تسخيرها للزبون في المباريات المرتقبة لنجم ليستر سيتي.
و يحجز الزبائن مقاعدهم مبكرا، وتمتلئ المقاهي و فضاءات"الشيشة" قبل ساعات عن موعد اللقاء، في مشاهد تعود إلى الذاكرة مباريات الخضر في المونديال وكأس الأمم الإفريقية.
"محرز قلب الدنيا، والناس متابعون لمواعيد مبارياته بجنون"، يقولها "الحاج" صاحب مقهى "شيشة" في وسط مدينة قسنطينة، مؤكدا بأن مباريات النجم أصبحت تشبه كثيرا لقاءات المنتخب الوطني في أجوائها، حيث تكون هناك استعدادات خاصة من قبله، بالنظر إلى كثرة الزبائن الذين يحرصون على متابعة نادي ليستر، وما يقدمه لاعب الخضر رياض محرز، باعتباره النجم الأول في الفريق.
" الحاج" يرى أن مباريات ليستر أصبحت تجلب الزبائن إلى المقهى أكثر من مباريات برشلونة وريال مدريد، إذ يحرص الجزائريون على متابعة الدوريات العالمية بشغف، ويستمتعون بمباريات برشلونة وريال مدريد، ولكن في وجود محرز الكل يتناسى انتماءه، ويسعى لمساندة ليستر الذي يستهدف لقب الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم: "أتمنى أن يكون كافة لاعبي الخضر في القمة مثل محرز، حيث يحتشد الزبائن بكثرة من أجل متابعة مبارياته، وهو ما ينعكس بالإيجاب علينا، صحيح أن مباريات سليماني وغلام تعرف متابعة كبيرة من الزبائن، ولكن مباريات محرز وليستر شيء مغاير، وتعود علينا بفائدة أكبر".
وأضاف محدثنا بأنه يتعذر عليه تغيير القناة التي تذاع عليها مباريات ليستر، وإلا سيتعارك مع الزبائن، الذين سيغادرون المقهى على الفور.
" حمزة" عامل في مقهى أكد أنه لا ينجح في تلبية كافة طلبات الزبائن وقت مباريات محرز على العكس من الأيام التي لا تذاع فيها أي مباريات: " المقهى لا يمتلئ إلا في مباريات المنتخب الوطني، ولقاءات محرز، حيث أصبحت مباريات ليستر تلعب بأبواب مغلقة، ونضطر في الكثير من المرات إلى الاعتذار من الزبائن المتأخرين لعدم وجود أماكن داخل القاعة"، متمنيا التألق للاعبين، لتحقيق مزيد من المكاسب لأصحاب المقاهي والعاملين بها.
ويتفق "هارون" صاحب مقهى، مع الآراء السابقة، مؤكدا أن الناس اتجهت مؤخرا لمتابعة الكرة الأوروبية بكثافة، خصوصا مع تألق محرز خلالها، وتعلق الجزائريين به: «لو المقهى كان شاغرا في أحد الأيام وخسرنا سنعوض ذلك يوم مباريات محرز، ونادي ليستر سيتي".
ليستر يكسب شعبية جارفة في الجزائر بسبب محرز
اعتادت جماهير الكرة الجزائرية أن تلتف حول شاشات التلفاز لمتابعة مباريات الدوري الاسباني، وخاصة القطبين ريال مدريد وبرشلونة، فكلاهما يتمتع بشعبية طاغية داخل الجزائر، بينما لم يكن يحظ الدوري الانجليزي رغم أنه الأقوى في العالم بنفس القدر من المتابعة لأسباب عديدة، أهمها بثه على قنوات مشفرة.
ولكن الوضع هذا الموسم اختلف عن سابقيه فالجميع يسأل عن موعد مباريات "البريمرليغ"، والكل أصبح يتفاعل مع المنافسة على الصدارة، وخاصة في مباريات ليستر لوجود لاعب جزائري وحد جماهير الكرة الجزائرية خلف ناد لم يكن يملك تلك الشعبية الطاغية في الجزائر قبل انتقال محرز إليه. واستطاع محرز أن يمنح ليستر شعبية جارفة في الجزائر لم يكن يحلم بها، فأصبحت صفحات وموقع النادي الانجليزي تكتظ بالمشجعين الجزائريين، والجميع يسأل عن لاعب الخضر، والجميع ينتظر مشاركته، والجميع يسأل عن قميصه في الأسواق، والمقاهي مزدحمة، والكل متوحد على حب ليستر لا فرق بين مدريدي وبرشلوني.
الحالة التي منحها محرز للشارع الجزائري تعتبر فريدة، فلم يسبق أن التفت جماهير الكرة الجزائرية خلف لاعب محترف مثلما تفعل مع محرز، وقد يكون تألق مهاجم الخضر غير المعقول السبب في ذلك، حيث لم يسبق لأي لاعب عربي أن حقق هذه الأرقام في أقوى الدوريات الأوربية، إلى جانب زيادة مواقع التواصل الإجتماعى مؤخرا، كما إن إجادة محرز مع المنتخب الوطني جعلته يتربع في قلوب الجزائريين، إضافة إلى بعض الأحداث الأخرى منها احرازه للكرة الذهبية، واهتمام كبرى النوادي العالمية بخدماته، حيث يتمنى الجميع رؤيته في برشلونة أو ريال مدريد الموسم المقبل.
والخلاصة أن الشارع الجزائري أصبح منتدى كبيرا لجماهير ليستر الانجليزي، وأصبحت قمصان النادي تنافس قمصان ريال مدريد وبرشلونة ومانشيستر يونايتد التي احتلت الصدارة لسنوات طويلة.
مروان. ب