الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المؤرخ محمد القورصو

مشاركة هولاند في إحياء 19  مارس إيجابية لكنها لا تعتبراعترافا بجرائم الاستعمار
أكد مؤرخون جزائريون أن مشاركة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في مراسم إحياء فرنسا لذكرى وقف إطلاق النار في الجزائر (19 مارس 1962) تكتسي «طابعا إيجابيا»، لكنهم أشاروا إلى أنه لا يمكن اعتبارها تمهيدا لاعتراف فرنسا بالجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها في الجزائر. و قال المؤرخ محمد القورصو، أن حضور الرئيس الفرنسي في مراسم إحياء ذكرى 19 مارس 1962 بمثابة «خروج عن المألوف و دعوة للفرنسيين من أجل إعادة النظر بشكل موضوعي في تاريخهم سيما العلاقات التي كانت تربط فرنسا بمستعمرتها».
و أوضح في ذات السياق، أن هذا الحضور يعتبر أيضا دعوة من أجل معرفة «الأسباب العميقة وراء حرب شنيعة لجأت إلى استعمال التعذيب و الاغتصاب و المجازر الجماعية و استعمال الأسلحة الكيميائية و غيرها من ممارسات» الاستعمار الفرنسي. و يعتبر هذا الأخير أن تاريخ 19 مارس 1962 الذي كرسته الجزائر «عيدا للنصر» «لطالما مثل و لا يزال يمثل مشكلة ضمير بالنسبة لفرنسا الرسمية و الفرنسيين بشكل خاص سيما أولائك الذين عاشوا أو شاركوا في حرب التحرير الجزائرية».في هذا السياق أشار إلى أن «الاشكالية التي يثيرها إحياء فرنسا لهذه الذكرى بمثابة دليل آخر على «أن فرنسا لم تصف بعد حساباتها مع ماضيها الاستعماري».و أضاف القورصو يقول أن «الماضي الاستعماري لفرنسا ما فتئ يكتسي طابعا سياسيا و أضحى وسيلة لممارسة الضغط بل أسوء من ذلك أصبح ورقة انتخابية».و أوضح أن الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران كان قد عارض بشدة إحياء فرنسا لذكرى 19 مارس 1962 في حين لجأ جاك شيراك إلى حيلة من أجل إغفال هذا التاريخ من خلال تكريس خلال سنة 2003 يوم 5 ديسمبر «يوم إحياء ذاكرة الموتى».لكنه أشار إلى أنه «لا ينبغي إغفال كون الرئيس هولاند ينتمي إلى نظام لديه حدود الذي لن يخوله تكوينه الثقافي و لا حتى السياسي أو تمسكه بروح الجمهورية الخامسة من تجاوزه».
و استدل في ذلك بفرضية «الذاكرة الهادئة»بين فرنسا و الجزائر التي قدمها في 15 مارس المنصرم وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان و التي «تضع مرة أخرى» الضحية و الجلاد على قدم المساواة. التاريخ يشهد بأن البشاعة و الفظاعة من طبيعة الاستعمار بدوره أبرز الباحث في التاريخ عمار محند اعمر الرمزية «السياسية والدبلوماسية» لمبادرة الرئيس هولاند مؤكدا أن الأمر يتعلق «ببساطة بقضية فرنسية-فرنسية».و ذكر الباحث في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية أن القبول رسميا باعتراف فرنسا بأنها واجهت بالفعل حرب تحرير في الجزائر استغرق وقتا طويلا. و اعتبر من جهة أخرى، بأن الأهم بالنسبة للجزائر و فرنسا هو «العمل على أن يتم التكفل أحسن بهذا التاريخ في كلا البلدين».
أما عن مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر يعتبر محند اعمر بأن هذه الخطوة «قد تدرج هذا التاريخ المشترك في مناخ جديد هادئ أكثر» لكن الجزائر ليست بحاجة إلى ذلك بحيث أن التاريخ يثبت بأن النظام الاستعماري دنيء في طبيعته».فضلا عن طلب الاعتذار يعتبر المختص بأن التاريخ «يلعب دورا أساسيا في الانذار و التجنيد» و في السياق الحالي الذي يتميز بتحديات مهمة بالنسبة للجزائريين أكد أن التاريخ هو الذي «يعزز روح الانتماء إلى الأمة».و من جهته، اعتبر الباحث في تاريخ الحركة الوطنية و ثورة الفاتح نوفمبر اعمر رخيلة أن مشاركة الرئيس هولاند في حفل الترحم على أرواح ضحايا حرب الجزائر يعد موقفا «إيجابيا» لمستقبل العلاقات الجزائرية-الفرنسية و يكتسي «رمزية قوية». و أضاف أن مشاركة الرئيس الفرنسي تتعارض مع طروح اليمين و اليمين المتطرف التي يرفضها. و يعتقد بأن مشاركة الرئيس فرانسوا هولاند يدل على إرادته في «تحرير المجتمع الفرنسي» من الرؤية الساركوزية بخصوص الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر. و أضاف «لا يمكن الفصل بين قرار الرئيس هولاند المشاركة في احتفالات 19 مارس و الموعد الانتخابي المقبل بفرنسا».  

ق و/ وأج

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com