"الويزة" قصة حب كلاسيكية عالمية ببصمة جزائرية
يُحضر المسرح الجهوي عز الدين مجوبي، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح المصادف لـ 27 مارس من كل سنة، لعرض مسرحية « الويزة»، وهي قصة رومانسية، تحكي مغامرة حب تنشأ بين جندي في جيش التحرير، وحبيبته الويزة، لكنهما يحملان مفاهيم مختلفة تجعلهما في صراع دائم، لمحاولتهما فرض منطقهما على الآخر، فالجندي الذي يتمتع بعقلية محافظة، يصطدم بحبيبة متفتحة للغاية و لا تعترف بالقيود.
المسرحية تطرح حسب المخرج حميد قوري عدة أسئلة، عن قصة حبيبين متصارعين، أهمها هل المشكل في حرية «الويزة» المتحررة زيادة عن اللزوم، أم حبيبها صاحب الأفكار القديمة الذي لم يستطع فهمها؟.
وأشار قوري إلى أن إنتاج المسرحية جاء في قالب يحكي واقع الجزائريين اليوم و تناقضات الحياة،حيث بينت بعض المشاهد الترويجية للمسرحية حوارا دار بين الحبيبين، أين تقول الويزة « إذا كنت تبحث عن الجسد فهو لك» فيرّد عليها الجندي» أنت شيطانة» في إشارة للصراع الدائم بينهما.
نص المسرحية مقتبس من عمل للروائي الفرنسي الشهير بروسبير ميرميه، وتعد من روائع الأدب العالمي، حوّلها الموسيقار الفرنسي جورج بيزيه إلى مسرحية عالمية لا زالت تعرض لحد الآن.
القصة رومانسية تحكي قصة رجل باسكي عشق امرأة غجرية متقلّبة العواطف حولته من جندي مطيع إلى شقي خارج عن القانون، ليقوده هذا الحب الجارف إلى ساحة الإعدام بعد أن طعنها بسكين في صدرها.
وقد عرضت لأول مرة كعمل أوبرالي على مسرح الأوبرا كوميك في باريس في الثالث من مارس 1875، ولم تثر اهتمام النقاد واعتبرت في نظرهم فاشلة وسطحية، لا أخلاقية. و لكنها سرعان ما حققت نجاحا رائعا وعدت من الأوبرات العالمية العشر الأولى وظلت لحد اليوم تلقى الإقبال والإعجاب كلما عرضت على مسرح عالمي.
مدير الثقافة إدريس بوديبة أوضح بذات المناسبة، بأن المسرحية تروي أدبيات الأدب الكلاسيكي العالمي في قالب جزائري، في اقتباس من قصة لا تزال تصنع النجاحات عبر جميع الأزمنة، لما للحب من قيمة في حياة الإنسان، وأشاد بوديبة بالأداء المميز للممثلين الشباب بالمسرحية التي أدخلت عليها تقنيات جديدة في الإخراج والموسيقى. حسين دريدح