قسنطينة تتغزل بجمـال فنهـا و حضارتها في أسبوع مفعـم بعبق الثقافـة العربية
توجت أمس مدينة قسنطينة نفسها عروسا على مدن الجزائر و العرب، بعدما اختارت أن تستعرض زخم موروثها الفني و الحضاري الراقي، في ختام فعاليات الأسابيع الثقافية التي احتضنتها طيلة سنة كاملة، في إطار فعاليات عاصمة الثقافة العربية، فكان مسك الختام معارض تقليدية و فنية و تشكيلية، إضافة إلى «قعدة» تراثية تحاكي تقاليد العرس القسنطيني الذي لا يكتمل إلا على أنغام المالوف. الأسبوع الثقافي لقسنطينة الذي انطلقت فعالياته أمس بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، سيستمر إلى غاية 6 أفريل الجاري، و بداية العد التنازلي لسهرة إسدال الستار على تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و يعرف الأسبوع القسنطيني برمجة العديد من النشاطات ذات الطابع الثقافي و الفني و الفلكلوري، بالإضافة إلى عدد من المعارض المخصصة لأزيد من 20 عارضا و عارضة، اختاروا تقديم صورة جميلة و راقية عن موروث قسنطينة، من ألبسة تقليدية و حلويات ، إضافة إلى نماذج عن تاريخ و حاضر صناعة السلال و النحاس و الجوزية، فضلا عن ركن خاص بمشايخ الطريقة العيساوية. أروقة العرض قسمت إلى أجنحة مختلفة، حسب الاختصاص، تسمح للزوار بالاضطلاع على مختلف جوانب الحياة بعاصمة الشرق الجزائري، قديما و حديثا، حيث أخذ تقطير الورود و فن صناعة الحلويات و الألبسة التقليدية حيزا واسعا، حظي باهتمام كبير من قبل الحضور، بالمقابل خصصت أجنحة للفنون التشكيلية و المنمنمات التي نحتتها أنامل أبناء المدينة أمثال، عمار علالوش، لطيفة بوالفول، سامية فيلالي و الصادق الأمين خوجة وآخرين. آخر إصدارات دائرة الكتاب بعاصمة الثقافة، عرضت كذلك في إطار الحدث، إضافة إلى صور فوتوغرافية للمدينة و أعلامها، على أن تستمر الفعاليات بعروض فنية و فلكلورية من تنشيط فناني المالوف العصري و التراثي الأصيل و أهم الفرق المحلية على غرار دار برنو للوصفان، و فرقة الوصال للهدوة، أبناء الطريقة العيساوية، فرقة جيل الغيوان و أسماء أدبية ينتظر أن تقدم محاضرات حول قسنطينة و تاريخها. حفل الافتتاح الذي أشرف عليه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، و عرف مشاركة كبيرة للعائلات القسنطينية، كان بهيا و مميزا، حيث تم عرض شريط قصير يحكي تاريخ قسنطينة أم الحواضر، بينما اختير موضوع العرس القسنطيني الأصيل كعنوان للعرض الفني الرئيسي، فازدان بهو القاعة بجمال أحصنة فرقة الفرسان التي استقبلت عربة استقلها عروسان اختارا قندورة القطيفة و البرنوس زيا لهما، زفتهما فرقة فقيرات تراثية قدمت عرضا جميلا عن تقاليد ليلة الحناء القسنطينية، فاستعرضت جمال تقاليد « أولاد البلاد»، الملاية القسنيطينة كذلك كانت حاضرة في العرض، إضافة إلى صينية البقلاوة و ماء الزهر. الجزء الثاني من الحفل، نشطته كوكبة من فناني المالوف، فقدم الفنان الشاب عباس ريغي استخبارات أصيلة، و كذلك تغنى شمس الدين جباسي بجمال قسنطينية على أنغام المالوف العصري، أما زين الدين بن عبد الله، فقد أمتع الحضور بعذوبة صوته. مسك الختام سيكون ليلة السادس أفريل القادم، حيث يشمل البرنامج محاضرات تاريخية و فكرية، قراءات شعرية، إضافة الى حفل فني ساهر يحييه كل من الفنان عادل مغواش و الفنان أحمد عوابدية و أسماء قسنطينية أخرى.
نور الهدى طابي