الأسـاتـذة الـمتعاقــدون يرفضـون مقتـرحـات الـوزارة و يدخلـون في إضـراب عن الطعـام
أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أمس الاثنين، أن توظيف الأساتذة المتعاقدين لا يمكن أن يتم مباشرة دون مشاركتهم في المسابقة الوطنية وأكدت وزارة التربية الوطنية، أن التنظيم المعمول به و قوانين الوظيف العمومي يمنعان التوظيف المباشر دون إجراء مسابقة. وأوضحت الوزيرة، أن سنوات الخبرة سيتم احتسابها بنقطة واحدة لكل سنة في حدود ست نقاط. و طمأنت بتوفير كل الضمانات من أجل إجراء المسابقة في نزاهة و شفافية، داعية الأساتذة المتعاقدين المحتجين للالتحاق بمناصب عملهم، فيما عبر المحتجون عن تمسكهم بالإدماج دون قيد أو شرط، و أعلنوا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام أمس ببودواو، بعد أن منعتهم مصالح الأمن من إكمال مسيرتهم نحو العاصمة.
و أكدت الوزارة، أن التنظيم المعمول به و قوانين الوظيف العمومي يمنعان التوظيف المباشر و دون اجراء مسابقة، وأوضحت أن التوظيف الخارجي عن طريق اجراء مسابقة مجرد استثناء على مستوى القطاع. و أوضح بيان للوزارة أنه بالنسبة لقطاع التربية الوطنية فإن الاستفادة من مناصب التعليم من المفروض أن تمنح حصريا لخريجي المدارس العليا للأساتذة. وأضاف نفس البيان، أن التوظيف الخارجي عن طريق المسابقة يعد مجرد استثناء على مستوى قطاع التربية الوطنية وأوضح أن توظيف المتعاقد لا يخضع لمعايير محددة مسبقا. وطمأنت الوزيرة بخصوص مسابقة التوظيف لسنة 2016 باتخاذ كل الإجراءات بجميع المراحل الخاصة بتنظيم هذه المسابقة ابتداء من التسجيل عن بعد إلى غاية الاعلان عن النتائج النهائية مع ضمان النزاهة و الشفافية و الانصاف لاسيما بفضل الوسائل التكنولوجية. وأكدت الوزارة أن المسابقة تخضع لقوانين الصرامة لاسيما السرية التي ستكون مضمونة.
من جهة أخرى أوضح نفس المصدر أن الترتيبات التنظيمية تمنح للوزارة الحق في وقف من جانب واحد و بدون مهلة العقد إذا ما أضحت ديمومة التعليم مهددة و الحق الدستوري للتلميذ هو التزام أساسي بالنسبة لوزارة التربية الوطنية. كما ذكرت الوزارة بالتزامها بالعمل في اطار احترام أهداف الاصلاح الذي يمنح الأولوية للتلميذ و نوعية التعليم الموفر له وذكر بيان الوزارة أنه لا شك في أن الدعوة الى التعقل ستلقى صدى ايجابيا لدى أولئك الذين يتمسكون بالقيام بهذه المهمة النبيلة المتمثلة في التربية و التعليم .
وأكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في تصريح لها، بأن قرار تثمين الخبرة المهنية للأساتذة المتعاقدين من خلال زيادة في النقاط يعد جهدا كبيرا من الوظيفة العمومية. وأوضحت أن عدد سنوات التجربة لدى المتعاقدين سيحسب في تثمين الخبرة المهنية، مؤكدة استحالة التوجه نحو توظيف مباشر و بالتالي الإبقاء على المسابقة.
ووصفت الوزيرة هذا القرار بالمزج بين نظامي التوظيف في الوظيفة العمومية، داعية هذه الفئة من الأساتذة للالتحاق بمناصب شغلهم من أجل مواصلة التدريس. و ذكرت في هذا الإطار، بأن الفصل الثالث قصير جدا خاصة و قالت أن هدفنا الرئيسي يتمثل في ضمان ديمومة التدريس و في حالة التأكد من أن هذا الأخير في خطر سنتخذ الإجراءات التي يسمح بها القانون على حد تعبيرها، وعبرت في السياق ذاته عن ارتياحها للاستقرار الذي يعرفه القطاع إلى حد الآن و الذي ساهم في تحقيقه الشركاء الاجتماعيون. وجددت من جهة أخرى عزمها على تنفيذ المعايير و الإجراءات الخاصة بالتعاقد.
من جانب آخر، تطرقت بن غبريط إلى جانب التكوين واعتبرت أن هناك حاجة حقيقية في هذا المجال معلنة في هذا السياق، عن تنظيم ملتقى حول التعليم في الرياضيات يومي 11 و 12 أفريل الجاري حيث أن القطاع يوجد اليوم في وضعية انتقالية و هو متوجه بعد خمس سنوات نحو توظيف المتخرجين من المدارس العليا للأساتذة.وأفادت الوزيرة أن 500 ألف مترشح سجلوا انفسهم على الموقع الخاص بالمسابقة والتي اسند تنظيمها إلى الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات وذكرت الوزيرة في تصريح لها عقب تقديمها عرض حول سياسة القطاع أمام أعضاء لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني أمس، أن نتائج المفاوضات التي أجريت مع الوظيف العمومي جد إيجابية، حيث تقرر تثمين الخبرة المهنية للأساتذة المتعاقدين ودعت الأساتذة المشاركين في المسيرة أن يسجلوا أنفسهم للمشاركة في المسابقة وأكدت أن التسجيلات تنتهي في 14 أفريل الجاري وقالت أن الأساتذة المتعاقدين يمكن أن يكون لديهم نوع من الشك بخصوص الامتحان، وطمأنت بتوفير الضمانات الضرورية لإجراء المسابقة بكل شفافية ونزاهة، حيث أسندت هذه المسؤولية -كما أضافت- للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات والذي يتوفر على تجربة واحترافية في تنظيم الامتحانات.
من جانبهم، عبر الأساتذة المتعاقدون عن رفضهم لمقترحات الوزارة وأكدوا تمسكهم بحركتهم الاحتجاجية، وطالبوا بالإدماج دون قيد أو شرط في القطاع وذكر المنسق الوطني للأساتذة المتعاقدين بشير سعيدي في تصريح للنصر، أن الأساتذة المتعاقدين المشاركين في المسيرة دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، أمس، في بودواو بعد منعهم من مواصلة مسيرتهم باتجاه العاصمة من طرف مصالح الأمن. وأوضح نفس المتحدث أن أكثر من ألف أستاذ متعاقد دخلوا في إضراب عن الطعام على حد تعبيره، مطالبين بالإدماج دون قيد أو شرط. وأوضح بأن المحتجين يرفضون مقترح الوزارة المتمثل في تثمين الخبرة المهنية للمتعاقدين وقال أنه لا فائدة من تثمين الخبرة.و كان الأساتذة المتعاقدون قد باشروا يوم 27 مارس الماضي مسيرة احتجاجية سلمية انطلقت في يومها الأول من مدينة بجاية للمطالبة بإدماجهم دون قيد أو شرط و دون المشاركة في المسابقة الوطنية لتوظيف أزيد من 28 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاثة والتي ستجرى يوم 30 أفريل الجاري، فيما سيتم اجراء اختبار شفهي للقبول النهائي في 8-9 جوان 2016 على أن يتم الإعلان عن النتائج في 30 جوان المقبل.
مراد - ح