لُمجة "مادلان" تؤدي إلى تسمم 127 تلميذا بسيقوس
شهدت أمس الأول ابتدائية بلغول رابح بسيقوس إصابة نحو 130 تلميذا بتسمم غذائي جماعي، نتيجة تناولهم كعكة مشكوك في صلاحيتها، واستدعى الأمر تجند رجال الحماية المدنية التي نقلت المصابين على دفعات، فيما خلفت الحادثة استياءا كبيرا لدى الأولياء،كما باشرت الشرطة بالتنسيق مع عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني تحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية للتسمم.
وتكشف معطيات رسمية تحصلت عليها النصر بأن أعراض التسمم بدأت في الظهور في حدود الساعة العاشرة، تزامنا مع فترة خروج تلاميذ المؤسسة التربوية المتواجدة بحي 250 قطعة للراحة، حيث منحت لهم إدارة المؤسسة وجبة غذائية باردة كالعادة، تمثلت في حلويات من نوع "مادلان" وعلبة عصير كرطونية، و تمثلت الأعراض التي تشابهت عند أغلب التلاميذ في الدوار والغثيان والتقيؤ وحتى الإسهال والذي سبقه آلام في البطن لدى جل التلاميذ.
الأعراض دفعت إدارة المؤسسة للاستنجاد بالوحدة الثانوية للحماية المدنية، والتي تدخلت انطلاقا من الساعة 10 و5 دقائق ونقلت على مراحل 119 تلميذا للعيادة متعددة الخدمات، و كشفت المصادر نفسها بأن العدد عند الساعة الواحدة زوالا و10 دقائق بلغ 127 إصابة، واستغرقت إسعافات الحماية المدنية مدة ساعتين و15 دقيقة من الزمن، لنقل كل المصابين ، واحتملت إدارة العيادة ارتفاع العدد في ظل تدخل أولياء ونقل أبنائهم للمنازل من دون أن يعلموا بأن الأمر يتعلق بتسمم غذائي جماعي.
تدخل الحماية المدنية للمؤسسة التربوية تسبب منذ الوهلة الأولى في حدوث حالة من الهلع وسط الأولياء الذين لم يهضموا مشهد نقل أبنائهم فوق أسرة الإسعاف باتجاه العيادة، وراحوا يصبون جام غضبهم على إدارة المؤسسة، بفعل عدم تمكنها من فتح المطعم الذي انتهت به الأشغال قبل نحو سنتين، والذي ظل مغلقا لأسباب مجهولة، و بقي أبناؤهم يتناولون وجبات باردة لا تتوفر فيها الشروط الصحية ولا تلبي كذلك حاجياتهم بالنظر لكون سعرها لا يتناسب وسعر الوجبة المخصصة لكل تلميذ.
وكشف العديد من الأولياء بأن أبناءهم يعودون في كل مرة لمنازلهم بوجبات هي مجرد علب صغيرة للكعك وأخرى للعصائر، ولم يتناولوا أصلا وجبة ساخنة حتى في موسم الشتاء.
نفى الطاقم الطبي المكلف بمعالجة المرضى يوم الخميس وعلى رأسه الطبيب العام كيموش منصف بأن تكون الحالات التي استقبلتها العيادة وبرغم كثرتها مستعصية، مبينا أنه تم استقبال تلاميذ تراوحت أعمارهم بين 5 سنوات و 13 سنة وهو ما يعني أن من ضمن المصابين تلاميذ الأقسام التحضيرية، وكشف المتحدث بأن اللمجة المشكوك في صلاحياتها سببت للتلاميذ، تقيؤ وآلام في البطن و الرأس والإسهال مع ارتفاع حرارة أجسام الكثيرين منهم.وأكد الطبيب بأن قائمة المصابين وإلى غاية مساء الخميس تبقى مفتوحة، مبينا بأن العيادة تكفلت بجميع الحالات ولم تحول أية حالة سواء لمستشفى عين فكرون أو باتجاه المستشفى الجامعي.
وقد لاحظنا بأن العيادة الطبية فتحت 4 قاعات لاستقبال التلاميذ ضحية التسمم، ونجحت في التكفل الأمثل بهم في ظل عدم تسجيل حالات مستعصية.
عناصر شرطة أمن دائرة سيقوس بمعية عناصر الدرك بالفرقة الإقليمية المحلية، باشروا تحريات حول ملابسات التسمم الغذائي الجماعي، ونجحت الشرطة في الوصول لمخزن المؤسسة التربوية، و قامت بحجز كل علب الحلويات المشكوك فيها، أين اتضح بأنها لا تزال سليمة ظاهريا من خلال مدة الصلاحية المسجلة على مغلفها، إلا أنها تبدو فاسدة بمجرد فتحها، فأغلبها بدا عليها التسوس و لونها أصبح يميل إلى الأبيض.
و رفعت الجهات المحققة عينات من الحلويات التي تناولها التلاميذ، و حولت بعضها للمخبر التابع للصحة الجوارية بعين فكرون، في الوقت الذي حولت عينات أخرى للمخبر الجهوي للشرطة بقسنطينة، و رفعت الشرطة في تحقيقها معلومات عن هوية الممون بالمادة ومن المحتمل أن يمتد التحقيق للمخزن الذي تحفظ فيه المواد الخاصة بعدة مدارس، لطرح احتمال أن تكون شروط الحفظ غير السليمة سببا في التسمم.
أحمد ذيب