"هـــذا الزمن ليس زمـــن الروايـــــة"
يرى نقاد و أدباء شاركوا في ندوة نظمت على هامش الصالون الوطني للكتاب نهاية الأسبوع المنصرم بقسنطينة و غابت عنها الأديبة ربيعة جلطي، بأن الزمن الراهن ليس زمن الرواية في العالم العربي، مشرحين في ذات الوقت واقع الرواية في الجزائر و الوطن العربي عموما.
و شكك الروائي و الشاعر "الأزهر عطية"، في ندوة محورها « لماذا الزمن هو زمن الرواية»، في أن يكون هذا الزمن للرواية لاعتبارات كثيرة، أهمها أن هذا الجنس الأدبي افتراض و واقع، و رؤية ناضجة لأمور الحياة، معتبرا بأن عدد الإصدارات لا يعني بالضرورة رواج الرواية .الروائي "سمير قاسيمي من جهته، يرى بأن زمن الرواية مفهوم بدائي، باعتباره ينظر للكم أكثر من المضمون، مؤكدا بأن 95 بالمائة مما يصدر من الأعمال السردية، لا يمكن اعتبارها إصدارات جادة، لأن أكثرها لا يتسم بالمعايير التي يجب أن تتمتع بها الرواية، معلّقا «ما يصدره العالم العربي مجتمعا، أقل بكثير مما تصدره كل من إسبانيا و فرنسا»، مضيفا بأن فرنسا ستعرف الموسم المقبل إصدار أزيد من 680 رواية و هو ما لا نجده في أي بلد عربي، حسبه ، لذا فإنه من المبالغة اعتبار هذا الزمن زمن الرواية في رأيه.
و على هامش الندوة قال الروائي للنصر، بأن النقد الأدبي العربي فقد اتزانه بسبب توجهه صوب الخليج و بأموال خليجية، تفرض ما يجب قوله أو العكس، فضلا عن انتشار ما يسمى بظاهرة «نقد الخلان بمعنى امدحني، أمدحك» و هو ما وصفه بالكارثة التي باتت تسجل بشكل ملفت بالجزائر أيضا.من جهته اعتبر الروائي والشاعر "فيصل الأحمر" بأن الرواية هي الوجه الآخر للحياة، و أن الشعر كان هو الطاغي منذ زمن بعيد، باعتبار معاني الحياة حينها كانت قليلة، عكس اليوم أين باتت أكثر تعقيدا و وحدها الرواية قادرة أكثر من غيرها من الأجناس الأدبية، على معالجة ذلك.
و أشار المشاركون إلى الترويج المبالغ فيه لبعض الأدباء وعدم الالتفات للمبدعين الشباب، رغم كتاباتهم المحترمة و ما تحمله من أفكار فلسفية، تبشر بالخير.
هذا و قد خصصت ندوة أول أمس الخميس التي نشطها كل من الأستاذ محمد العربي عقون و حبيبة مزيان و زهية فرجيوي، لتاريخ قسنطينة الثقافي و الحضاري، حيث تحدث الباحث عقون عن شخصية تاريخية فرونتون دي سيرتي و هو نحوي روماني عاش في القرن 1 ميلادي، كان يفتخر بانتمائه لسيرتا ، فيما اختارت الطبيبة المهتمة بتاريخ قسنطينة زهية فرجيوي الحديث عن خصوصية مدينة الصخر العتيق و أسرار أنفاقها.
مريم/ب