معرض تشكيلي بألــــوان الأمل على شرف أطفــــال التوّحــــد و التريزوميا 21
برزت ألوان الأمل في معرض تشكيلي جماعي، نظم مساء أمس الأول على شرف الأطفال المعاقين، احتضنه رواق المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب، شارك فيه الفنانون حسناء طريدي و أحمد حميدات من تونس و أسماء لشقر وخلود بوسليماني من قسنطينة.
المعرض تضمن لوحات جميلة تنوعت بين الزيتية والرسم على الزجاج، امتزج من خلالها التيار الواقعي التعبيري، مع الاتجاه التجريدي والتكعيبي، حيث قدمت التونسية حسناء دريدي، بانوراما عن المدينة و أهم المناطق السياحية ببلدها تونس، أين برزت سيدي بوسعيد بزرقة مياه بحرها وبياض مبانيها التقليدية، وغيرها من المواقع، توسطتها لوحة عن قسنطينة أبدعت أنامل الفنانة في رسمها.
و تحدثت الفنانة التي تعمل أيضا كمكوّنة بورشة موّجهة لتعليم أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، و ذلك منذ 14 عاما، عن المواهب التي اكتشفتها في أوساط هذه الفئة الحساسة، في مختلف المجالات الفنية، بعد إدماجهم مع الأطفال العاديين، مما سهل توجيههم، حسب ميولاتهم و مؤهلاتهم، نحو مختلف الفنون و الحرف التقليدية و تحويلهم إلى أشخاص منتجين و نشطين.
بخصوص أعمالها الفنية ذكرت محدثتنا، بأنها شاركت في عديد المعارض الوطنية والدولية، لكنها تفضل كثيرا العمل في مجال التكوين مع فئة الأطفال المعاقين، لما تلمسه لدى هؤلاء الصغار من حس مرهف و استعداد لتحدي الإعاقة.
من جهتها، اعتبرت الفنانة أسماء لشقر، صاحبة مجموعة «حلم بالألوان» التي أعدتها خصيصا للأطفال من فئة تريزوميا 21 و كذا مرضى التوّحد، و المتكوّنة من 8 لوحات، حاولت من خلالها تقديم العالم بنظرة مغايرة، أكثر سحرا وسلاما، من خلال حسن انتقاء الأشكال بألوان قوس قزح و التي تظهر في تحفة اختارت لها عنوان»الشجرة الصفر» و غيرها من اللوحات ذات البعد الطفولي، في محاولة من الفنانة التي درست بفرنسا و سبق لها المشاركة في معارض خاصة هناك، إلى منح الطفولة بصيص أمل و فتح نافذة على عالم الخيال و الجمال الساحر.
عن مجمل أعمالها، قالت الفنانة، بأنها لا تقيّد نفسها باتجاه أو تيار فني محدد، بل تفضل تجريب كل شيء، حسب مزاجها و لحظات الإلهام، و إن كانت تميل نوعا ما إلى التجريدي.
الفنانة خلود بوسليماني، قدمت هي أيضا تشكيلة ثرية من اللوحات الزيتية ذات الحجم الكبير، لخصت تجربة ست سنوات، من البحث و الإبداع، في تسع لوحات جمعت بين التكعيبية و التجريدية، لم تخل من بهجة الطفولة كتلك الموسومة «بيت الشجرة»، معترفة بأن الأمر يتعلق بحلم راودها منذ الصغر، فجسدته بالريشة و الألوان، كما كانت لوحتاها «امرأة الميلوديا» و «الطاووس»، مفعمتين بشاعرية عكست اهتمامها الكبير بفن الموسيقى.
خلود العصامية لم تخف استلهام الأفكار لتجسيد أعمالها من لوحات كبار التشكيليين، لكنها تلبسها ثوبا مختلفا و تعطيها لمسة خاصة، كلوحة اختارت لها من الأسماء»مفكر رودان»، أين أظهرت ملامح امرأة في وضعية مفكرة، و أخرى جالسة على أريكة، و غيرها من الأعمال التي استقطبت اهتمام الزوار.
و كشفت كل من الفنانتين لشقر و بوسليماني عن معرض سيجمعهما قريبا مرة أخرى بقاعة العرض»كاف نون»بقسنطينة.
للإشارة المعرض نظم في إطار برنامج مشترك بين ديوان الرياضة، الثقافة، السياحة و الترفيه لبلدية الخروب مع الجمعية التونسية لفنون و إبداعات المعوقين، بالتنسيق مع محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية
2015.
مريم/ب