وزارة الثقافة أكدت إحترامها لحرية البحث و الإبداع
أكدت وزارة الثقافة في بيان لها نشرته أمس عبر موقعها على الانترنت، ردا على الضجة التي أثارها كتاب «ما يقوله أهل سبيبة : معنى شعيرة العاشوراء في واحة جنات» للباحثة الأنثروبولوجية مريم بوزيد سبابو، احترامها لحرية الإبداع و التعبير، مشيرة بذات الشأن، إلى أن المجلس العلمي للمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، الذي نشر الكتاب ،هو الجهة العلمية الوحيدة المؤهلة لتقييم البحث محل الجدل ، وآثاره الثقافية والاجتماعية على المستوى المحلي.
الكتاب صدر في شهر نوفمبر الماضي، و تناول في بعض فقراته مواضيع أثارت حساسيات سكان المنطقة الصحراوية، خصوصا ما تعلق بتقدير الباحثة لاحتمال بروز آفات اجتماعية، بفعل الاستعمار مثل الدعارة، بسبب البؤس عند السكان المحليين. الأمر الذي خلف احتجاجا في أوساط سكان جانت، انتهى إلى رفع أعيان المنطقة لبيان احتجاج استهجنوا من خلاله ما جاء في الكتاب. إدارة المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان ذهبت إلى حذف المقاطع محل الجدل في الكتاب ،ونشر رسالة اعتذار إلى الأعيان المحتجين، ما أثار استياء عدد من الباحثين والجامعيين من مركز البحث، حسب ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية، التي أشارت إلى أن المعنيين رفعوا بيانا استهجنوا من خلاله «المساس بحرية البحث العلمي». بهذا الشأن أشارت وزارة الثقافة من خلال بيانها إلى «موقفها الثابت الداعي إلى ضرورة احترام وضمان حرية الإبداع وحرية البحث»، مؤكدة من جهة ثانية ، قناعتها بأن الموضوع يستحق معالجة هادئة و مسؤولة. وجاء في بيان الوزارة أيضا، بأن النقاشات التي تطفو على السطح، عندما يتعلق الأمر بمعالجة المواضيع الاجتماعية من الزاوية العلمية، تعد عاملا إيجابيا في تطوير البحث في الجزائر، وما لذلك من انعكاسات كبيرة على تطوير الحياة الاجتماعية ككل، دون إغفال التأكيد ، على أن مراعاة خصوصيات المجتمع في مختلف الفعاليات و الانتاجات الثقافية و الفكرية، يعد من مسؤولية ومن واجب الدولة عامة، و وزارة الثقافة على وجه الخصوص، معلقة في بيانها على أنه « أمر يدركه المختصون في علم الإنسان أكثر من غيرهم، كون نجاح البحوث العلمية في علم الاجتماع وعلم الإنسان، مرتبط بعلاقتهم بالمحيط الاجتماعي قبل أي شيء» .
ق/ث