نهر سيبوس يجرف المزيد من الأراضي الزراعية بقالمة
جرف نهر سيبوس الكبير بقالمة المزيد من الأراضي الزراعية الواقعة على ضفافه من بلدية مجاز عمار غربا إلى وادي فراغة و قرية مومنة على حدود ولاية الطارف شرقا، مرورا بمحيط السقي الشهير قالمة-بوشقوف الذي يتزود من مياه النهر على مدار السنة.
و التهم مجرى النهر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بعدما تعرض مساره إلى التشوه على مدى سنوات طويلة، ملحقا أضرارا بالغة بالأراضي الزراعية التي تآكلت على حواف الوادي و تحولت إلى خراب و صارت جزء من مسار النهر، الذي يعبر أراضي خصبة و يجرف تربتها باستمرار و خاصة في مواسم الفيضانات الكبرى التي تعاقبت على المنطقة منذ عقود طويلة.
و تظهر صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة للمنطقة بين سنتي 2003 و 2016 تغيرا كبيرا في مسار النهر و توسعه المقلق و جرفه لمزيد من الأراضي المحاذية له، كما يحدث بمنطقة بوكموزة و بومهرة احمد و بلخير و بوشقوف و غيرها من المناطق الأخرى المتضررة من ظاهرة الانجراف و التآكل.
و لم يتوقف المزارعون و المنتخبون المحليون بقالمة عن المطالبة بإطلاق مشروع كبير لتنظيف مجرى نهر سيبوس و تقويم مساره و بناء نظام حماية على ضفافه، لوقف ظاهرة جرف التربة و حماية الأراضي و التجمعات السكانية المهددة بالفيضانات.
و قد تمكنت ولاية قالمة منذ عدة سنوات من بناء حواجز ترابية قرب المنطقة المعروفة باسم «الأرض الكحلة» لوقف التوسع الخطير لنهر سيبوس و إعادته إلى مساره، بعد أن وصل إلى حافة الطريق الوطني 20 و كاد أن يغمر مساحات واسعة من السهل الزراعي الكبير غربي مدينة قالمة.
و قد خضع مسار النهر أيضا إلى عمليات إصلاح أخرى متفرقة لكنها بقيت بدون فعالية، لأنها اعتمدت فقط على بناء سواتر و حواجز ترابية و لم ينجز أي نظام مقاوم للإنجراف على ضفاف النهر الكبير حتى الآن.
و لا تظهر الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية على ضفاف سيبوس للناس العاديين، و لا تثير الانتباه في الحين لكن أثرها المدمر يظهر على المديين المتوسط و البعيد، كما توضحه الصور الملتقطة على مدار 13 سنة الماضية.
و يقول سكان المنطقة الذين يعيشون قرب النهر منذ سنوات طويلة بأن المسار قد تغير و تشوه بشكل مقلق و مخيف في عدة مقاطع و أن مساحات من الأراضي المحاذية للمجرى المائي الكبير، قد انجرفت و دخلت المسار الجديد الذي يأخذ أشكالا متعددة قرب مدن قالمة، بلخير، بومهرة احمد، بوشقوف، وادي فراغة و بوكموزة و مومنة على حدود ولاية الطارف، أين تعرض المزارعون لخسائر كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب التوسع و تشوه مسار أحد أكبر الأنهار بالشرق الجزائري.
و يرى مختصون بأن عملية تقويم مجرى الماء و بناء نظام حماية على طول النهر تتطلب جهودا و إمكانات مادية كبيرة، يبدو بأنها غير متوفرة على المدى المتوسط.
و تخوض مديرية الموارد المائية بقالمة معركة مجهدة لتنظيف الأودية و بناء أنظمة لحماية المدن من الفيضانات، الناجمة عن تشوه المسارات الطبيعية للمجاري المائية الكبرى، لكنها لم تنتقل بعد إلى مرحلة تقويم المسارات المشوهة و حماية الأراضي الزراعية المهددة بتقلص مخيف على طول مجرى نهر سيبوس الكبير.
فريد.غ