عزوف كبير للجزائريين عن زيارة المتاحف
سجل مختصون العزوف الكبير الذي تعرفه مختلف المتاحف التاريخية عبر الوطن، مؤكدين أنها تبقى مصدرا كبيرا للسياحة الداخلية و حتى الخارجية، و دعوا إلى ضرورة إعادة ترسيخ ثقافة المتحف لدى الجيل الجديد.
الأستاذة نجمة لعناني بينت في مداخلتها في اليوم الدراسي الموسوم «السياحة المتحفية مورد اقتصادي»، الذي نظمه المتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة، أمس الأربعاء، بأن المجتمع الجزائري يعاني من نقص ثقافة زيارة المتاحف ذات الطابع التاريخي، مرجعة السبب إلى عدم اهتمام الجزائريين بكل ما هو تاريخي، وهو الأمر الذي امتد تدريجيا إلى الجيل الجديد من الأطفال ، حيث أكدت أنه، و من خلال احتكاكها المتواصل بهذه الشريحة لمست لديها نوعا من عدم الاهتمام بالتاريخ و المتاحف ، إضافة إلى عدم امتلاكها لرصيد معرفي حول الفترات والحقب التاريخية التي مرت بسيرتا، و هذا خطر على الأجيال القادمة، مضيفة أن التحدي القادم هو محاولة إعادة المتحف الجزائري إلى سابق عهده لدى الجمهور المحلي، قبل التوجه نحو الأجانب، حيث دعت إلى ضرورة ابتكار أساليب جديدة لاستقطاب اهتمام الأطفال الصغار بمتحف مدينتهم كالمسابقات.و أبرزت أرقام حول عدد زوار المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة، خلال السنوات الماضية، تقلص ملفت في عدد الزوار، حيث لم يتعد عددهم خلال سنة 2015، المتزامنة مع فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حاجز 5870 زائرا، أغلبهم زاروه بين شهري أفريل و ماي، وهي الفترة المتزامنة مع شهر التراث، وذلك عكس توقعات المسؤولين المحليين.
في حين بلغ عدد الزائرين للمتحف سنة 2012 مثلا، 9070 زائرا، حيث أرجع إطار بالمتحف السبب، إلى الزيادة في تذكرة الدخول والمقدرة بـ 200 دج، بعد أن كانت 20 دج فقط، و ذلك عقب تطبيق القرار الوزاري المشترك الصادر سنة 2012، مشيرا إلى أنه و بقية زملائه يتساهلون مع الزوار في بعض الأحيان، من أجل تشجيعهم على زيارة المتحف.
من جهة أخرى أوضحت المهندسة المعمارية وعضو المجلس الشعبي الولائي عن التجمع الوطني الديمقراطي بلعباس سامية، بأنه لا يوجد بديل عن المتحف، للتعريف بالتاريخ و الحضارات المتعاقبة، غير أنها ذكرت بأنه بإمكان المهندسين أن يساهموا من خلال تجسيد مشاريع ضخمة في استقطاب السياح، على غرار ما قامت به بعض البلدان التي لا تملك، حسبها، رصيدا تاريخيا كبيرا، حيث صنعت لنفسها معالم جديدة جذابة، كما هو الحال مثلا في الولايات المتحدة و اليابان و غيرهما، وهو توجه يمكن تبنيه من قبل الجزائر خلال المرحلة القادمة، خصوصا وأن السياحة تعتبر أحد البدائل القوية للبترول.
عبد الله.ب