الصورة تفضح صاحبها وتنسج التلاحم بين الجزائريين ضد الحملات الدعائية
يتم تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور فوتوغرافية نادرة لمدن ومناطق وشخصيات جزائرية و فيديوهات مسربة من الأرشيف الفرنسي، توثق وتفضح جرائم الاستعمار.
ساهمت شبكة التواصل الاجتماعي، إلى حد ما، في بعث الحياة مجددا في مخزون الصور و الأرشيف الذي يعبر عن الهوية الحضارية للجزائريين و ينفخ في الأجيال الصاعدة روح التحدي و المقاومة بالدليل القاطع، حيث يفضح بعض الممارسات الوحشية المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي الذي فضحته صوره و فيديوهاته المسربة من أرشيفه الخاص، وتعددت الصفحات تحت مسميات متعددة من بينها "حتى لا ننسى"، "الذاكرة الخالدة "، "من الأرشيف "، "حنين " "أنا منسيتش " وغيرها من الصفحات على المواقع و المنتديات التي تساهم في نشر الوعي وبث روح الانسجام والتلاحم بين أبناء الوطن، على ضوء الحملات الدعائية التي تنشرها أطراف من داخل وخارج فرنسا، لتبييض صورتها بالجزائر أثناء الحقبة الاستعمارية بعرض الواجهات البحرية للمدن و الشوارع الرئيسية و الحدائق وبعض الانجازات الكبرى كالمصانع وخطوط السكة الحديدية وغيرها من المشاريع، التي يعتقد البعض أنها في صالح الجزائريين آنذاك، بل كانت تلك الانجازات، كما علق البعض منهم، بسواعد وعرق و إمكانيات الجزائر التي استغلها المعمرون.
و قد تضاعفت حملة الردود الخاصة بشأن ما بات يعرض عبر "الفايسبوك " حول تلميع صورة فرنسا الاستعمارية بالفيديوهات والصور الملتقطة، مثلما هو جار حاليا بالنسبة لعرض الصور الملونة التي تعود لأونتوان، أب الأخوين لوميار سنة 1904 و التي ستعرض يوم الثلاثاء 24 ماي 2016 في المزاد العلني بفرنسا، وعددها خمس صور تمثل صورة شابة جزائرية في غاية الجمال ترتدي زيا تقليديا عاصميا و ممددة أمام المياه، إلى جانب ثلاثة مناظر للجزائر العاصمة و منظر لوهران، ميناء الجزائر و في الخلف القصبة و السيدة الإفريقية بالجزائر العاصمة و قصر الحكومة (قصر الصيف) بالجزائر العاصمة و قصر الشعب حاليا، و عين مسجد الباشا بوهران .
يستعين غالبية الذين يحنون لفرنسا الاستعمارية بألبوم المصور الفوتوغرافي الفرنسي جون جيزار الذي تمكن من انجاز أزيد من ستة آلاف بطاقة بريدية لأهم المواقع بالجزائر، وألبوم الصور الخاص بأغوست مور و فيلكس مولان الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، متجاهلين الكم الكبير للمخزون الأرشيفي المتداول عبر مختلف المواقع والذي يبرز حقيقة الاستعمار الفرنسي، الذي يرى الأستاذ عبد الله دريك، باحث في تاريخ الجزائر، بأنه يتضمن صورا تحمل قمعا ظاهرا لا يمكن تجاهله أو نسيانه بعد محاولات الاستعمار نفي ما جرى من مآس و دمار، و ألبوم الصور التي التقطها إيلي كاغان تشهد أيضا على همجية الاستعمار الفرنسي خلال مجازر 17 أكتوبر.
ولا يكتفي الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإبراز قيم نوفمبر من خلال إظهار الصور النادرة لستيفان لبودوفيك، التي تجسد جنود جيش التحرير الوطني و هم يستعملون عتادا حربيا من الحجم الثقيل، بتقنية الأسود و الأبيض، و الإيطالي فيتورغو كونتينو، بصورته المعبرة عن بسالة المجاهدين بجبال مجردة بالقرب من الولاية الثانية في خريف سنة 1958، إلى جانب دومينيك بريتي، الذي قام بتغطية مظاهرات 11 ديسمبر والمصور الجزائري بسا أحمد زين وهو يلتقط أفراح وأهازيج الجزائريين بمناسبة الاستقلال وغيرهم من المصورين الذين حملوا على عاتقهم القضية الجزائرية .
هشام ج