دسترة الأمازيغية جاءت لوقف التوظيف الإيديولوجي و السياسي لها
قال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس السبت بعنابة، بأن دسترة الأمازيغية لغة وطنية و رسمية، جاءت كي لا تستغل إحدى مقومات الشخصية الوطنية في المنابر والخطابات الإيديولوجية، دعيا السياسيين التوقف عن تقديم مغالطات حول أمور تقنية تتعلق بكتابة الحرف الأمازيغي.
وأكد سي الهاشمي لدى تنشيطه ندوة صحفية أمس بمقر ولاية عنابة، بمناسبة التحضير، لتنظيم الملتقى الدولي "يوغرطة، الإقليد يواجه روما" من 20 إلى 22 أوت بعنابة، على ضرورة تقديم المحافظة خطاب تهدئة لتحقيق انطلاقة قوية للغة الأمازيغية، لتكون في مأمن عن التوظيف السياسي قائلا « تمازيغت هي لغة كل الجزائريين» ومن أجل إثبات مكانتها تحدث المحافظ عن بذل جهود كبيرة من أجل التحسيس، وفتح نقاشات، وتسجيل التراث المادي ولا مادي، وتنظيم تظاهرات سينمائية ومسرحية لإبراز الموروت الأمازيغي المُتجذر في المجتمع، إلى جانب دعم مخابر البحث وتكوين أستاذة في اللغة الأمازيغية، ودفع الأولياء لتدريس أبنائهم كقيمة مضافة للوحدة الوطنية.
وأوضح سي الهاشمي فيما يتعلق بحرف كتابة اللغة الأمازيغية « هناك خيرات، لكن الأولوية حاليا تدوين اللغة وجرد المعطيات في جميع مناطق الوطن، و لاعتبارات تقنية وعلمية فضلنا الكتابة في الوقت الراهن بالحرف اللاتيني ويمكن أن يستمر التدريس به مدة عشر سنوات، وهناك إمكانية لتدريس الأمازيغية بالحرف العربي، والأمر متروك للخبراء لتقرير ما هو أصلح».
و في إطار إستراتيجية ترقية الأمازيغية، أورد ذات المتحدث بأنه يجري التنسيق مع وزارة التربية على التعميم التدريجي للغة الأمازيغية
« هي حاضرة على مستوى 20 ولاية حيث نعمل على تعميمها على مستوى 32 ولاية في الدخول المدرسي المقبل 2016-2017 وصولا إلى 48 ولاية». واعتبر في السياق ذاته أن «عدد المناصب المالية المخصصة لتدريس اللغة الأمازيغية المقدر بـ 506 قليل نوعا ما ولا يلبي كل الطلبات ولكن طموحنا يبقى معلقا بتعميمها وتثبيتها في الطور الابتدائي والتحضيري».
واعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن الجامعة تعد رائدة في ترقية اللغة الأمازيغية التي احتضنتها منذ 1990 حيث تزخر بأكثر من 6 آلاف متحصلين على شهادة ليسانس في اللغة الأمازيغية وأكثر من 130 جامعيا متحصلين على شهادة دكتوراه وماجستير في سنة 2016 و ينتظر تخرج أول دفعة للجامعيين على مستوى جامعة باتنة».
كما كشف عصاد عن شروع هيئته في إعداد قواميس أحادية وثنائية للغة الأمازيغية بولاية بجاية حيث تم الانطلاق في انجاز المنجد المحيط الجامع للأمازيغية. وبخصوص التطبيق الإداري للغة الأمازيغية، أشار عصاد إلى «القيام بتسمية المكاتب والفضاءات على مستوى المحافظة وسيتم تعميمها بصفة تدريجية من خلال توظيف كفاءات في الترجمة حتى تكون الأمازيغية متداولة في الإدارات» معلنا عن الشروع في إعداد قاموس ليكون وثيقة عمل للصحفيين الممارسين للغة الأمازيغية.
حسين دريدح