الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الحكومة تسخر كل الوسائل لمنع الغش

متفوّقون : هذا سرّ نجاحــــنا    • مسؤولــــون : هذه قصتنا مع البكالوريـــا

أزيد من 800 ألف مترشح يجتازون البكالوريا بداية من اليوم

الحكومة تسخر كل الوسائل لمنع الغش
أزيد من 800 ألف مترشح يشرعون في اجتياز امتحانات البكالوريا اليوم

يشرع اليوم الأحد أزيد من 818 ألف مترشح في إجراء امتحانات شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2015 - 2016  والتي تدوم إلى غاية يوم الخميس، وسط إجراءات صارمة لمكافحة الغش تتعاون فيها عدة قطاعات، حيث تم إقرار تدابير غير مسبوقة بالتنسيق بين وزارة التربية الوطنية و وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و وزارة الدفاع الوطني ممثلة في مصالح الدرك الوطني و كذا جهاز الأمن الوطني.
  وتشرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على إعطاء إشارة انطلاق هذا الامتحان المصيري من ولايتي تلمسان والبيض.وأوضحت الإحصائيات التي قدمها الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات أن العدد الإجمالي للمترشحين للبكالوريا هذه السنة يبلغ 818  ألف و 518 مترشح، أي بزيادة قدرها 19,73 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، مشيرة إلى أن عدد المترشحين المتمدرسين يبلغ 549 ألف و 593 متمدرس و 268 ألف و 925 أحرار أي بما يعادل 30 بالمائة من إجمالي المترشحين.
وبحسب ذات المصدر فإن نسبة الإناث تقدر بـ 67 بالمائة من عدد المترشحين بينما يبلغ عدد المترشحين السجناء في المؤسسات العقابية 3257 مترشح.
وتجري الاختبارات الخاصة ببكالوريا هذه السنة عبر 2561 مركز يسهر على تأطيرهم 223 ألف و210 أستاذ وحارس بينهم  160 ألف أستاذ، فيما سيتولى عملية التصحيح المقررة من 9 إلى 29 جوان، 55 ألف أستاذ على أن تعلن النتائج بين نهاية شهر جوان الداخل وبداية شهر جويلية.
 وكانت وزارة التربية الوطنية قد أعلنت في وقت سابق عن اتخاذ إجراءات " صارمة" لمحاربة الغش في البكالوريا، حيث تم في هذا الإطار تشكيل لجنة وزارية مشتركة لتحديد طرق مكافحة الغش في الامتحانات الرسمية، تضم ممثلين عن قطاعات التربية، البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والعدل وأجهزة الأمن، فيما طمأنت بن غبريط التلاميذ وأوليائهم بان أسئلة الاختبارات الخاصة بمختلف المواد ستكون في متناول التلميذ ذو المستوى المتوسط.
فبخصوص إجراءات الحراسة، أكدت وزيرة التربية أن دائرتها الوزارية لديها اليوم مصالح قادرة على رصد محاولات الغش، بفضل عمل اللجنة المشتركة التي تتكون من مختلف القطاعات، بحيث سيتم – كما ذكرت - تبادل المعلومات بصفة آنية وتوعدت بأنه سيتم اتخاذ إجراءات فورية في حق التلاميذ الذين يحاولون الغش، موضحة بأن الإجراءات  العقابية ستكون مشددة وتتراوح بين الإقصاء لمدة خمس سنوات بالنسبة للمتمدرسين وعشر سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار وحذرت بالمناسبة، من أن كل مترشح يضبط لديه هاتف نقال فإنه يعتبر  في محاولة غش.
ومعلوم أن الوزارة الوصية قد لجأت إلى منع إدخال الهاتف النقال إلى الأقسام ليس فقط على المترشحين ولكن أيضا على المؤطرين للعملية من أساتذة وحراس وإداريين في امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا، من أجل مواجهة  ظاهرة الغش التي أصبحت تشكل مثار قلق، ما دفع بن غبريط في هذا الصدد إلى اعتبار أن مسألة التشويش على الامتحانات الرسمية هي ممارسات لا أخلاقية تتسم بالخطورة على مستقبل الأجيال القادمة وقررت فتح تحقيق لمعرفة هوية من يقوم ببث المواضيع عبر شبكة الانترنت، لا سيما وأن القانون يعاقب على الجريمة الإلكترونية.
من جهة أخرى كانت وزيرة التربية الوطنية قد أكدت أنها قدمت تعليمات للأساتذة والمفتشين المكلفين بإعداد مواضيع البكالوريا بجعل مستوى التلميذ المتوسط مرجعية، لهم في إعداد الأسئلة، فيما ذكرت بخصوص ‘’ تفادي الخطأ في المواضيع’’ بأنه قد تم استحداث لجنتين بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لتحسين النوعية وتفادي الخطأ في الأسئلة مثلما حدث السنة الماضية، مشيرة إلى أن كل لجنة تعمل بعيدا عن الأخرى، ودعت مترشحي البكالوريا إلى الهدوء والثقة في النفس والتركيز خلال الإجابة.
كما أشارت بن غبريط في ذات السياق بأنه تم الاحتفاظ بموضوعين في كل مادة، مبرزة بأن فتح أظرفة الامتحان سيكون على الساعة الثامنة والنصف صباحا بدل الساعة الثامنة، بهدف منح نصف ساعة للمتأخرين قبل انطلاق الامتحان وبعدها يتم غلق الأبواب ولا يسمح لأحد بالدخول وهذا في إطار مكافحة الغش.
تسهيلات للذين لم يتحصلوا على بطاقات التعريف البيومترية
وبخصوص بطاقات التعريف البيومترية الإلكترونية لمترشحي البكالوريا التي يتم استعمالها لأول مرة في بكالوريا هذه السنة، فتمت الإشارة إلى أنه قد تم إعدادها بنسبة 100 بالمائة في بعض الولايات، غير أنه قد لوحظ بأن عملية التوزيع قد تأخرت في بعض البلديات رغم إنتاجها.
 ولذلك فقد تم السماح للمترشحين الذين لم يتمكنوا من الحصول على بطاقات تعريف بيومترية إلكترونية -  حسب ما أكدته بن غبريط ، أن يحضروا بطاقات التعريف العادية لاجتياز الامتحان، دون إشكال.
ع.أسابع

أولياء يحاصرون أبناءهم و تلاميذ هاجسهم الحفظ
البكالوريـــا.. عتـبة المجــد الرهيـبة
البكالوريا منعرج حاسم في المسار التعليمي ومحطة تظل عالقة في أذهان كل ما اجتازوها حتى و إن بلغوا أعلى المراتب، الامتحان و إن فقد من وهجه في السنوات الأخيرة لا يزال يحتفظ بشيء من الرهبة في النفوس ويحاط بهالة تربك الأولياء والتلاميذ على حد سواء. البكالوريا اختبار يجتازه الثانويون  وتعيشه العائلات بكل تفاصيله، بداية من المراجعة إلى يوم إعلان النتيجة، وهو ما يخلق حالة من الضغط والتوتر قد تؤثر على طريقة الاستعداد للامتحان المصيري وتكون لها نتائج سلبية على المترشح، ما يجعل نتائج البكالوريا عادة غير متوقعة لأسباب نفسية قد تنتهي بفشل المتفوّق. النصر في هذا الملف اقتربت من متفوّقين وشخصيات تقلدت أعلى المناصب الإدارية والعلمية للتعرف على كيفية التخلص من حاجز الخوف وماذا تحفظ ذاكرتهم من «منعرج» الباك،  كما نقلت يوميات أولياء يحوّلهم توتر الامتحان إلى تلاميذ يحفظون الدروس ويتوقعون الأسئلة و سجلت ظواهر خاطئة في التعاطي مع هذا  الامتحان المحوري.

رهبة البكالوريا أعادتهم إلى مقاعد الدراسة
أوليــاء يحفظون دروس التاريــخ و الفلسفــة  و يخشـون مسائــل الرياضيــات أكثر من أبنـائهم
تخيم حالة من التوتر و الضغط في الأسابيع الأخيرة على العائلات الجزائرية عموما، و القسنطينية على وجه الخصوص، و سببها  إقبال التلاميذ على اجتياز امتحان  شهادة البكالوريا و قبل ذلك التعليم الأساسي و المتوسط ، و هي اختبارات تحولت إلى هاجس يؤرق الأولياء أكثر من الأبناء، فمنهم من يراجع دروس أبنائه كلمة بكلمة، و منهم من يحفظ مقرراتهم أكثر من المتمدرسين أنفسهم.  آباء وأمهات يقبل أبناؤهم على اجتياز شهادة البكالوريا هذه السنة، تحولوا إلى تلاميذ و أعادتهم ساعات المراجعة  اليومية مع أبنائهم الى مقاعد الدراسة مجددا، فالكثير منهم و بالأخص الأمهات، لجأن إلى العطل المرضية للتفرغ لأبنائهن و مساعدتهم على اجتياز مرحلة التحضير للامتحان، التي تضغط على أعصابهن كأمهات، أكثر مما تؤرق أبناءهن خوفا من الفشل.
فوبيا البكالوريا، حالة تعيشها العائلات الجزائرية منذ سنوات، زادت حدتها في الأعوام الأخيرة، و أصبح الامتحان لا يعني التلميذ وحده بقدر ما يشمل  العائلة ككل، هكذا علقت السيدة مريم موظفة بقطاع الإعلام، التي تتخبط على صفيح ساخن هذه الأيام في انتظار اجتياز ابنتها للامتحان في شعبة الرياضيات، الذي قالت بأنه قلب حياتها و تحول إلى هاجس يومي، تعيشه منذ بداية السنة الدراسية، غير أن حدته زادت مؤخرا، مع اقتراب الموعد المحدد. محدثتنا قالت بأنها تعيش لحظات المراجعة اليومية بكل تفاصيلها مع ابنتها، و تحاول تشجيعها بشتى الطرق، فقبل أشهر خصصت مبلغا ماليا شهريا قدره 1500 ألف دج لصالح الدروس لخصوصية في مادتي الرياضيات و الفيزياء، و في مطلع الشهر الجاري أنفقت مليون سنتيم على كسوة ابنتها في محاولة لرفع معنوياتها، أما بالنسبة إليها، فتحاول إقناع نفسها بأن الأمر سيكون سهلا و أن النجاح سيكون حليفا لابنتها لا محالة .  أما السيدة ليندة معلمة لغة فرنسية بإحدى ابتدائيات عين سمارة، فقالت بأن تحضيرات ابنها لاجتياز شهادة البكالوريا، أعادها إلى مقاعد الدراسة مجددا، إذ أنها تقضي ساعتين في اليوم معه لمحاولة مساعدته على حفظ مقالات الفلسفة و حل نصوص اللغة العربية و تمارين الرياضيات، لدرجة أنها استرجعت كل معلوماتها السابقة و استذكرت سنوات دراستها الماضية، مضيفة: « أصبحت أكثر تمكنا من ابني، حتى أن كتب التمارين الخاصة و ملخصات المراجعة، أصبحت جزءا من قائمة مشترياتي اليومية، فالمكتبة تحولت إلى محج يومي لي، أزورها بشكل مستمر، لاقتناء كل ما هو جديد من إصدارات خاصة بتمارين المراجعة الموجهة لتلاميذ البكالوريا، أصبحت أعرفها جميعا و أجيد التمييز بين الجيد و المتوسط منها». بدوره اعتبر السيد عبد النور، بأن مراقبة الأبناء و تشجيعهم خلال فترة الامتحانات ضرورية، لأن تحسيس التلميذ بأهمية البكالوريا كمحطة فاصلة في حياته، يزيد من عزمه على النجاح في اجتيازها، وعن نفسه يقول، بأنه يحاول تنظيم وقت ابنه، لكي لا يقصر في المراجعة، كما فعل في العام الماضي، حسبه، فيحثه على النوم عند الساعة الثامنة و النصف، ليوقظه مجددا للمراجعة على الساعة الرابعة صباحا، أما والدته فتحرص على إطعامه جيدا و إبعاده عن التوتر و القلق، و كل ذلك يصب، كما قال، في مصلحة الطفل الذي يريد له أن ينجح في دراسته و حياته، حتى لا يكون نسخة مكررة عن والده. وجدت أمهات كثيرات ضالتهن في صفحات خاصة على شبكة المواصل الاجتماعي،  أشهرها صفحة «نساء حائرات»، من أجل الحديث عن معاناتهن مع الخوف من فشل أبنائهن في اجتياز الامتحان، حيث تحاولن من خلال هذا الفضاء تبادل الطرق الصحيحة لتجاوز التوتر و مساعدة أبنائهن على التركيز و الحفظ، كما أن بعضهن فضلن كسر الحاجز الافتراضي و اللقاء واقعيا، لتقديم الدعم لبعضهن البعض، و بالتالي الخروج من حالة الخوف التي يعشنها و التي يعجزن عن التحكم فيها، رغم  اعترافهن بأنها أثرت سلبا على نفسية أبنائهن. تعليقات و منشورات كثيرة لأدعية خاصة بالنجاح و وصفات من الأعشاب و بعض الأدوية المنشطة للجسم و للذاكرة التي يعتقدن بأنها تساعد التلاميذ على التركيز، أصبحت تلقى راواجا كبيرا على موقع فايسبوك، حتى أن بعض الأمهات بتن ينشرن نماذج عن بعض الاختبارات و المسائل  في مواد الامتحان كاللغة العربية و الرياضيات، لطلب المساعدة في حلها من قبل أعضاء المجموعات التي تنتمين إليها، و حجتهن في ذلك، أنهن تحاولن تقييم مستوى أبنائهن قبل الامتحان للتأكد من جاهزيتهم لاجتيازه.               

ن/ط

الجزائريون يستعدون له بطقوس و يحتفون بالناجحين
البكالوريا .. تاج التفوق الذي سنه نابليون
يشتهر امتحان البكالوريا أو اختبار نهاية المرحلة الثانوية فقط في البلدان التي كانت سابقا مستعمرات فرنسية دون غيرها ، ولذلك خلفيات تاريخية تتمثل في أن من سن الامتحان هو الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابارت سنة 1808 كشرط لدخول الجامعة لضمان النخبة من الخريجين، أما عن أصل الكلمة المكونة من شقين فهو لاتيني مشتق من لفظة (bachalariatus) أو « تاج الرائد»، و يعد تتويج القادة و أبطال المنافسات الرياضية بإكليل من نبتة « الغار» تقليدا قديما لدى الرومان و اليونانيين، استلهم منه نابليون فكرة تتويج المتفوقين في امتحان نهاية التعليم الثانوي الذي أقره ضمن نظام تعليم خاص انتشر بعد ذلك في المستعمرات الفرنسية السابقة، و كانت امتحانات البكالوريا تجرى على سنتين، بحيث يحصل التلميذ على الجزء الأول ثم الجزء الثاني، واستمر الأمر إلى أواسط السبعينات من القرن الماضي وكان عدد المتفوقين في الامتحان ضئيلا جدا نظرا لجديته و صعوبته البالغة، إذ لطالما اعتبر بمثابة اختبار لإثبات الاستحقاق، لا يفور به إلا المتفوقون و النخبة.
 وتعد هذه الخلفية سببا رئيسا وراء الأهمية البالغة التي يحظى بها امتحان البكالوريا في المجتمع الجزائري منذ سنوات الاستعمار إذ أن المتفوقين فيه كانوا يعاملون معاملة المبجل و تحصيل الشهادة في حد ذاته كان استثناء و حدثا نظرا للإمكانيات التعليمية التي كانت ضئيلة في تلك الفترة، وحتى بعد الاستقلال احتفظت البكالوريا بمكانتها و ظل شهر جوان محطة مصيرية و هامة في حياة و ذاكرة العائلات، فمهما كبرت و ارتبطت و أنجبت أو اعتليت أهم المناصب تظل ذكرياتها راسخة في ذهنك بأدق تفاصيلها و أجمل لحظاتها.
وتعبر طريقة الاحتفاء بالنجاح عن الأهمية التي يوليها الجزائريون للشهادة بإقامة الأفراح والولائم والتفاخر بنجاح الأبناء فيما تسبق الامتحان عادات غذائية تحول المترشح إلى ملك في بيت العائلة ويتم الاستعداد أيضا بكسوة خاصة و طقوس لإزالة الخوف وغيرها من المعتقدات التي أفرزتها الهالة التي أحيطت بهذا الامتحان المصيري .
ن/ط

الليالي البيضاء و مشروبات الطاقة تؤثر على صحة المترشح
كلما اقترب موعد «الباك «، ازداد اعتكاف المترشحين من أجل مراجعة و تلخيص الدروس وحل مختلف المسائل العالقة، سواء بصفة فردية أو جماعية في سباق مع الزمن. و الغريب في الأمر، أن البعض منهم يقضون أياما كاملة في المذاكرة ليلا و نهارا ، دون أخذ قسط وافر من الراحة، مما يتسبب في الإرهاق الشديد، كما يقول أستاذ مادة التاريخ عبد الله دريك،  و الأدهى من ذلك أن الطالب يفقد ما استوعبه طيلة الموسم، خصوصا إذا تمادى المترشح في هذه الطريقة إلى غاية يوم الامتحان، دون شك، فإن قلة النوم تؤثر على التركيز، فيما يلجأ البعض بالموازاة مع ذلك، إلى المشروبات الطاقوية التي تحتوي على مادة الكافيين، حيث تحوي العبوة الواحدة من مشروبات الطاقة ما بين 154 و505  ملغ من الكافيين، تحتوي على كميات كبيرة من السكر “ما بين 21 و34 ملغ” لكل عبوة من سكر الغلوكوز والفريكتوز، وهي الكمية التي تعادل أربعة أضعاف الكمية المسموح بها يومياً من ذات المادة، و قد ينجر لدى الإفراط في استهلاك هذه المادة، ارتفاع ضغط الدم ،تغيير المزاج والقلق واضطرابات في النوم.
 و يحذر من جهته الدكتور توفيق مداني، من تناول مشروبات الطاقة،  لأنها مضرة بسلامة و صحة المستهلك، بدليل أنه إذا لم يستهلكها يصاب بالفتور و الكسل، مشيرا إلى أن أنواع من المشروبات و الفواكه  الطبيعية، على غرار عصائر البرتقال و الليمون تنعش الجسم مع تناول كميات معتبرة من المياه، فضلا عن أخذ قسط من الراحة خلال الفترة الليلية التي تعد مهمة لاسترجاع الجسم و الذهن حيويتهما الطبيعية، فكلما زاد الشيء عن أصله انقلب إلى ضده .
 هشام/ج

متحصلون على أعلى المعدلات يكشفون عن سر نجاحهم بامتياز
حسن اختيار السؤال و الابتعاد عن الحفظ  مفتاح التفوق
أكد متفوقون في البكالوريا أن سر النجاح والحصول على معدلات عالية يتطلب حسن تقسيم الوقت وتوفر الظروف الملائمة لرفع معدل التركيز لدى المقبل على الامتحان، ويرون أن الحفظ بشكل آلي يأتي بنتائج عكسية  كما أن المبالغة في المراجعة تؤثر على قدرة الاستيعاب و استعادة المعلومة يوم الامتحان، ويعتبر أصحاب أعلى المعدلات في مختلف الشعب حسن اختيار السؤال أهم عنصر في النجاح.
إعداد هشام. ج
عبد الرزاق بن عابد الحاصل على أعلى معدل في  البكالوريا شعبة العلوم التجريبية ب 18.78
الدعم السيكولوجي للعائلة يحقق الحضور الذهني أثناء الامتحان
يعتبر عبد الرزاق بن عابد الحاصل على أعلى معدل في  شعبة العلوم التجريبية في البكالوريا في دورة العام الماضي ب 18.78 من ثانوية مولود قاسم بتيارت و ثالث أعلى معدل على المستوى الوطني، أن الدعم النفسي  من قبل  المحيط العائلي، يساهم في مستويات النجاح و يحقق الاستقرار و الحضور الذهني للمترشح قبل وأثناء الامتحان، بعيدا عن التشنج العصبي الذي يؤثر سلبا على الذاكرة، لأن المترشح، كما قال، جد حساس، ينزعج لأتفه الأمور، لذا على أفراد العائلة أن يراعوا هذا، ويحاولوا قدر المستطاع توفير جو هادئ ومشجع على الدراسة له. و أضاف : "الحمد لله أنا حظيت بجو جد ملائم للدراسة، كنت أدرس متى أريد وأرتاح متى أريد، خصوصا من قبل الوالدة التي  كانت تسهر على راحتي و رفع معنوياتي، إلى جانب ذلك كل من يبذل مجهودا خلال السنة ينال ثمرته في النهاية ،محذرا بعض المترشحين من عدم استغلال ثمار المراجعة و التحصيل العلمي طيلة سنة كاملة، على سبيل المثال لا حصر هناك من يحفظ جميع المقالات الفلسفية ويوم الامتحان يكتب المقالة حرفيا، دون تمحيص أو فهم،  كما يجتهد البعض في حل  مئات التمارين وحل المواضيع، دون معرفة الوقت الذي استغرقوه في الحل وبالتالي يوم الامتحان لا يحسن استغلال الوقت،خاصة في المواد العلمية كالرياضيات والعلوم، البعض الآخر لا يحسن اختيار التمارين للحل أو يتعود على تمارين سهلة أو يظن أن امتحان البكالوريا، قد يشبه أحد التمارين التي قام بحلها وعندما يحين وقت الامتحان، يجد تمارين جديدة وتحمل أفكارا لم يتطرق لها من قبل، فيضطرب ولا يعرف كيف يتعامل معها".
و دعا عبد الرزاق المترشحين إلى حسن اختيار الموضوع، لأن سوء الاختيار ينعكس بالسلب على الإجابة، فالقضية هنا، تكمن في التمعن الجيد في الأسئلة و المواضيع المطروحة، كما أكد ، مشددا:" يجب على المترشح عدم التردد و التراجع عن الموضوع بعد اختياره بمدة أطول، لأن الوقت ليس في صالحك، كما يتسبب ذلك في التوتر و القلق".

الطالب أمين بوعرفة الحاصل على معدل 18.24 في بكالوريا 2015
استثمــرت عطلــة الصيــف للتحضيــر و صقــل معارفــي في اللغــات
قال أمين بوعرفة المتحصل على معدل 18.24 و هو أعلى معدل على مستوى ولاية عين الدفلى في بكالوريا 2015 ، بأنه استغل العطلة الصيفية التي امتدت إلى أزيد من ثلاثة أشهر للمراجعة  و تحضير الدروس اللاحقة و  صقل المهارات و التحكم في اللغات بصفة عامة، و ضبط وتوزيع الوقت بالنسبة للتحضير و المراجعة، مع تخصيص أوقات محددة للترفيه و التنزه عبر مختلف الشواطئ، بمعنى لا تفريط ولا إفراط في الدراسة قبل انطلاق السنة الدراسية.  خلال الموسم الدراسي وضعت برنامجا أسبوعيا لمذاكرة كافة المواد بصفة متوازنة، مع الاعتماد على المراجعة الفردية. وشدد من جهة أخرى على أهمية الدروس الخصوصية لبلورة الأفكار و طرق معالجة المواضيع و المشاركة في حل بعض النماذج المشابهة لأسئلة ومواضيع البكالوريا، مع الاعتماد على كتب ومراجع و مواقع إلكترونية لدعم المقرر الدراسي، و أثمرت مجهوداتي عن نجاحي بتقدير ممتاز .

الحاصل على 18 شهادة بكالوريا مراد واقد
أواصل الترشح من أجل الحصول على العلامة الكاملة في الرياضيات  
حطم مراد واقد الرقم القياسي على الصعيد الوطني بحصوله على 18 شهادة نجاح في شعبة الرياضيات، و أكد بأن الإصرار و العزيمة و التركيز، كلها عوامل مهدت لبروز اسمه ضمن قائمة الناجحين سنويا .
يملك مراد واقد الذي تجاوز عتبة منتصف الثلاثينات، المؤهلات و المهارات الكافية والأدوات للتعامل مع مختلف المواضيع المطروحة في الامتحان، حيث يجتهد، كما قال، لفهم السؤال جيدا وعدم التسرع في الإجابة، مهما بلغت سهولة السؤال، فقد يحمل فخا في طياته. مؤكدا بأن فهم السؤال نصف الإجابة، مع وضع خطة محكمة دون تردد و مماطلة كما أن توزيع الوقت ضروري جدا للمترشح، مادام يملك مؤهلات النجاح، كالمراجعة الدائمة طيلة الموسم.
و يشكل المترشح واقد مراد ظاهرة تربوية بولاية عين الدفلى، حيث يستعد كل سنة لاجتياز البكالوريا بنفس العزيمة و الإصرار، محاولا إشباع رغبته في الحصول على علامة كاملة في مادة الرياضيات التي يدرسها في الثانوي، بعد فشله لعدة سنوات في ذلك لكونه، كما قال، ينتهج طريقة جديدة للوصول إلى نفس النتائج، لكن يبدو أن لجنة التصحيح في السنوات السابقة، لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار، رغم أن طلبته بثانوية واضحة عبد القادر ببلدية العبادية تحصلوا على العلامة الكاملة، ومنه بدأت قصته مع البكالوريا التي تحصل عليها 18 مرة وهو رقم قياسي وطني لم يبلغه أحد من قبل، ومن المحتمل أنه حطم رقما قياسيا عالميا سيسمح له بدخول سجل غينيس للأرقام القياسية،  كما قال استنادا إلى هيئات ومؤسسات إعلامية من بينها قناة "تي أف 1" الفرنسية التي استضافته منذ 4 سنوات .
المترشح الأستاذ مراد واقد ،يضع كافة إمكانياته وطاقاته ومعارفه العلمية و المنهجية، تحت تصرف طلبته، كما أكد للنصر، و لا يتوانى عن الإجابة عن استفساراتهم عبر مختلف الوسائل كالهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل اختصار الوقت و دعم طلبته المترشحين الذين يرافقهم طيلة السنة بتصميم نماذج خاصة بامتحانات البكالوريا و يؤطرهم ضمن أفواج الدعم في مادة الرياضيات و قد تجاوز عددهم 200 طالب مترشح لشهادة البكالوريا .

أسلوب يعتبره مختصون تحفيزا سلبيا
جولات، أسفار و هدايا  كثمن للإجتهاد
تحوّلت الامتحانات المصيرية إلى مناسبة خاصة يولي لها الآباء عناية كبيرة يطبعها الدلال المفرط للأبناء، مما جعل الكثير من التلاميذ ينتهزون الفرصة لاقتناء ما يرغبون فيه، أمام انصياع الأولياء لطلباتهم و دلالهم في هذه الفترة، التي تسجل فيها المطاعم و محلات بيع الأكل السريع إقبالا قياسيا للآباء مع أبنائهم سيما في وجبة الغذاء، رغم تحذير الأطباء من خطر حوادث التسمم التي تكثر في فصل الحر.
عادات كثيرة ارتبطت بفترة الامتحانات المصيرية عند نهاية كل سنة، حيث تتحوّل الكثير من البيوت إلى شبه ثكنات، جرّاء إفراط الأمهات بشكل خاص في متابعة مجريات مراجعة الأبناء للدروس، و كذا العناية بأكلهم و راحتهم لدرجة يشعر الطفل بأنه على موعد  مع معركة و ليس مجرّد اختبار سيتم تقييمه فيه كسائر الامتحانات السابقة، و هو ما جعل البعض يعتبرون نجاحهم كفضل تجاه الأولياء و ليس رغبة في رسم مستقبلهم.
و بعد أن كان اهتمام الأولياء و الأمهات على وجه الخصوص، باختبارات أبنائهم في وقت مضى لا يتجاوز ممارسة بعض الطقوس و العادات، كمنح الممتحنين القليل من السكر أو ماء زمزم تبركا و أملا في خفض حدة التوتر لديهم، ظهرت اليوم تقاليد كثيرة جديدة، يميّزها الدلال و المبالغة في رعاية هذا التلميذ بدءا بإهدائه ملابس جديدة و وصل الأمر في بعض الأسر إلى شراء أكثر من زي لهم و كأنهم على موعد بتظاهرة لعرض الأزياء، و هو ما وقفنا عليه بعديد المراكز التجارية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة أين أكد الباعة الذين تحدثنا إليهم، تسجيل تزايد ملفت في عدد الزبائن عشية الامتحانات النهائية، حيث تشهد محلاتهم إقبالا كبيرا لتلاميذ مختلف الأطوار التعليمية ابتدائي و متوسط و ثانوي.
و الملاحظ في هذه الفترة تشابهها باقتراب بعض المناسبات و بشكل خاص عيدي الفطر و الأضحى و كذا الدخول المدرسي، لتهافت التلاميذ على شراء ملابس جديدة، تحوّل الأمر مع الوقت إلى عادة راسخة لدى كل الأسر تقريبا.
و ذكرت بعض الأمهات اللائي التقيناهن بمركز تجاري جديد، بأن هدفهم من وراء ذلك، هو محاولة رفع معنويات الأبناء و إبعادهم عن أجواء الامتحانات التي تزيد من توترهم و قلقهم و هي الأجواء التي كثيرا ما يتسبب فيها الأولياء، بمبالغتهم في حث الأبناء على المراجعة و تذكيرهم المستمر لهم بأن هذا الوقت هو الوقت الحاسم في حياتهم العلمية، مما يدخل التلاميذ المقبلين على الامتحانات في حالة توتر تنعكس على تفكيرهم و تركيزهم.
و من العادات البارزة أيام الامتحانات النهائية أيضا، تنظيم خرجات و جولات عائلية بغرض الترويح عن الممتحنين، لا يكتفي البعض فيها بالتجوّل داخل المدينة التي يقطنون بها بل يتنقلون إلى المدن الساحلية أو الولايات التي تتوّفر على حدائق للتسلية، فضلا عن دعوة المقبلين على اجتياز الامتحانات المصرية للطعام، بالمطاعم و محلات إعداد البيتزا و هو ما ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر، و يتحمسون لاقتراب موعد الامتحانات لأجل ذلك، فيما تتحوّل بعض الأمهات إلى طاهيات من طراز خاص لاعتمادهن على وصفات انترنت لاختيار المواد الغذائية بعناية كبيرة و بحسب أهميتها في تنشيط الذاكرة و الجسد، و هو ما كانت ربات البيوت سابقا تفعلنه وفقا لخبرتهن و معرفتهن العادية للمواد الغذائية المفيدة و بشكل خاص العسل الطبيعي، مع مكافأة الأطفال بعد اجتياز الامتحانات بغذاء متكامل و غني لتعويض الطاقة البدنية و الفكرية التي بذلوها.
 و رغم تحذير الكثير من الأطباء و تذكيرهم المتكرّر للآباء بضرورة تجنب الأكل خارج البيت عشية الامتحانات إلا في المطاعم المعروفة بجودة خدماتها و نظافتها، لتجنب حوادث التسمم الغذائي و ما قد ينجم عنها من أعراض و مضاعفات قد تحرم التلميذ من اجتياز الامتحان، إلا أن موجة دعوة التلاميذ لبعضهم البعض للأكل خارج البيت أو مع عائلاتهم تتزايد من سنة إلى أخرى، على الرغم من حرص مديريات التربية على توجيه الممتحنين إلى مراكز الامتحانات القريبة من مساكنهم.
و بخصوص الدلال المفرط للأبناء المقبلين على الامتحانات المصرية قال المختص النفساني لخضر عمران بأن اهتمام الآباء بالأبناء شيء ضروري و يشعرهم بالثقة، شرط عدم المبالغة في ذلك، حتى لا تكون النتيجة عكسية، لأن الأبناء منهم من يشعرون بالتوتر لاعتبارهم تلك الرعاية رقابة، و منهم من يستغلون ذلك و يذهبون لحد مساومة الوالدين، و يطلبون منهم توفير الإمكانيات، إن هم أرادوا نجاحهم، و ثمة من يستغلون فرصة تلبية الأولياء لكل ما يطلبونه عشية الامتحان، و يقتنون كل ما كانوا يحلمون به من قبل و لم يتحقق.
المختص حذر مما وصفه بالتحفيز السلبي، الذي قد يؤثر على إرادة و عزيمة المتمدرس و حماسه و وعيه بمستقبله، لأنه يعتقد بأن كل ما يقوم به، لأجل والديه إما خوفا منهما أو لإرضائهما، و يتعامل مع الامتحان كفرصة للاستفادة قدر الإمكان من الظروف.
مريم.ب

مسؤولون و دكاترة يستعيدون ذكرياتهم مع الإمتحان
هـــــذه قصتنــــا مـــع البكالوريــــا
أول امتحان حقيقي في الحياة يرسم خطا رفيعا بينك و بين مستقبلك و يحدد معالمه، قد يحيلك على الحياة العملية أو البطالة، وقد يجعل منك أستاذا جامعيا، جراحا مشهورا، عميدا لأعرق الجامعات، واليا و حتى وزيرا، فالبكالوريا كما يقال عنها، هي تأشيرة المستقبل تلك الشهادة التي يقدسها المجتمع الجزائري و يتفق أفراده على أن فرحة النجاح فيها لا تضاهيها فرحة أخرى،وهي حقيقة أكدها مسؤولون كبار و أكاديميون و أطباء أعادتهم النصر لذكريات المرحلة الثانوية فكشفوا لنا تفاصيلها.
رصدتها نور الهدى طابي
وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي
النجاح تطلب مني 20 يوما من العزلة
بابتسامة ملأها الحنين استذكر وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي ذكرياته مع شهادة البكالوريا مميطا اللثام عن الجانب الإنساني من شخصيته، أخبرنا الوزير بأنه كان تلميذا بقسم الفلسفة بثانوية زروقي بمدينة مستغانم، اجتاز الامتحان في جوان 1972بثانوية خاصة بالبنات، قصدها صباحا وهو كله ثقة في النجاح، حاملا في قلبه أمينة ووعدا قطعه على نفسه وهو التفوق و إهداء الشهادة لوالده الذي قال بأن علاقة قوية و خاصة كانت تربطه به، فقد منحه كما عبر كل الثقة و الدعم اللازمين ليكون تلميذا على قدر عال من المسؤولية، و طالما كرس لديه مبدأ واحدا أساسه أن الاجتهاد هو سر النجاح. ورغم صعوبة الظروف في تلك المرحلة و بعد المؤسسة التعليمية عن مقر سكناه إلا أن عبد القادر والي رفع التحدي و بعد سنة كاملة من الدراسة و العمل رفض خلالها أن يستمتع بعطله السنوية لصالح المراجعة، قرر أن ينغلق على نفسه لمدة 20يوما درس خلالها بشكل مكثف و دون انقطاع، ليخرج في اليوم الواحد و العشرين من عزلته و يتوجه في الصباح الباكر للامتحان. أخبرنا الوزير بأن مادة الرياضيات لم تكن مادته المفضلة، فقد كان يحب الرياضة ولديه ميولات أدبية و عليه فقد اجتاز الباكالوريا في شعبة الفلسفة و كان ضمن  الدفعة الأخيرة للتلاميذ الذين درسوا الفلسفة باللغة الفرنسية، قبل أن تقر الدولة الجزائرية إصلاحات تربوية جديدة سنة 1973، و تحولها الى مادة تعليمية معربة، آما هو فقد نجح في الاختبار و تلقى خبر تفوقه عن طريق الإذاعة و بث الفرحة في محيطه الأسري، قبل أن يختار دراسة الحقوق كتخصص
جامعي له.

والي قسنطينة حسين واضح
حضّرت للبكالوريا في ثانوية داخلية صارمة و كنت أقطع 120كلم
بكالوريا والي قسنطينة حسن واضح لم تختلف كثيرا عن بكالوريا الوزير، فقد اجتازها سنة 1972 كما أخبرنا وهو يستذكر بود تلك المرحلة من حياته، عندما كان تلميذا مجتهدا بثانوية عميروس بولاية تيزي وزو، خضع للنظام التعليم الداخلي بسبب بعد المسافة بين مقر سكناه و المدرسة التي كانت تبعد مسافة 120كلم عن منزله، وهو ما كان يضطره للعودة الى المنزل مرة كل شهر إما عن طريق القطار أو بالاعتماد على وسائل النقل العمومي التي كانت نادرة، و أحيانا عن طريق إيقاف سيارات المارة لطلب إقلاله، وهي ظروف كانت شائعة في تلك الفترة التي كان التعليم فيها مكلفا، و يعتبر امتيازا لا يحظى به الجميع.
اخبرنا والي قسنطينة بأنه و على غرار أبناء جيله كانوا يعتبرون التعليم و النجاح مسؤولية تجاه النفس و الأسرة والوطن، لذلك تعاملوا مع الدروس بجدية و حملوا على عاتقهم تحدي النجاح في البكالوريا و السعي لبناء مجتمع قوي، ورغم أنه درس في ثانوية داخلية صارمة القوانين حيث يستيقظ أحيانا على الساعة الثانية صباحا للدراسة، إلا أن هذه الظروف ساعدته على التفوق لأن كل ساعات يومه كانت تستنزف في الاجتهاد و المراجعة.
وحسب المسؤول فإن أول يوم في الامتحان لم يكن بالبساطة التي هو عليها الآن، لأن الاختبار الأول كان يخص المواد الأساسية التي يصل معاملها في الرياضيات مثلا الى 8 على عشرة، وهو ما يفرض ضغطا نفسيا كبيرا على الممتحنين، "فإن أنت نجوت من أول اختبار ضمنت النجاح في الباكالوريا، أما إن سقطت فقد ضاعت جهود السنة و يمكنك أن تنسى أمر الشهادة."
و عن ذكرياته مع النجاح أخبرنا الوالي بأنه قضى رفقة زملائه أياما في انتظار سماع النتائج عن طريق جهاز الراديو، و قد كانت سعادته كبيرة بسماع اسمه ضمن قائمة الناجحين بتقييم حسن خوله لدراسة العلوم السياسية و الاقتصادية بالجامعة.

البروفيسور مصطفى حساني من مستشفى قسنطينة
تفوّقت في البكالوريا الجزائرية و الفرنسية و شهادة الأهلية  
بالنسبة للبروفيسور مصطفى حساني لم تكن سنة اجتيازه للباكالوريا عادية، فقد استطاع سنة 1968 أن يتخرج  من ثانوية رضا حوحو وهو يحمل في جعبته ثلاث شهادات شهادة البكالوريا الجزائرية و البكالوريا الفرنسية بالإضافة إلى شهادة الأهلية، بعدما رفع تحدي العمل و الاجتهاد للنجاح و التفوق. أخبرنا الجراح الشهير، بأن الشهادة البكالوريا كانت ذات قيمة كبيرة خلال فترة تمدرسه و من خلالها يمكن للناجح أن يختار التخصص الذي يريده في الجامعة حتى الطب، أما تحصيلها فيتطلب اجتياز اختبارين اختبار المرحلة الأولى و يستوجب النجاح في امتحان السنة الخامسة، و  أما المرحلة الثانية فتتعلق بامتحان الباكالوريا النهائية، و باعتباره تلميذا مجتهدا فقد تمكن من التفوق و اجتياز المرحلة الأولى لوحده من ضمن مجموعة تظم 28 تلميذا، أما المرحلة الثانية فقد عرفت نجاحه رفقة زميلين آخرين. ظروف التمدرس كانت أكثر سلاسة بالنسبة لمصطفى حساني مقارنة بزملائه في النظام الداخلي فقد كان مقيما بقسنطينة و لم يضطر للعيش في المؤسسة مثلهم، وهي أمور ساعدته على الصعيد المعنوي، فاجتاز البكالوريا الجزائرية في شعبة العلوم و البكالوريا الفرنسية في شعبة الأدب، كان ممتازا في الفلسفة فتحصل على أحسن علامة على الصعيد الجهوي 17 /20، لكن حبه للعلوم يجعله يختار دراسة الطب و التدرج فيه بعدما تلقى خبر نجاحه من قبل  مسؤول حراسة المعدات بأحد الملاعب أين كان يمارس كرة القدم ضمن إحدى الفرق المحلية، الحارس سمع اسمه عبر جهاز الراديو و نقل له النبأ وهو داخل الملعب، لتبدأ رحلته مع الطب و تحديدا الجراحة.

عميد جامعة قسنطينة عبد الحميد جكون
 أسقطوا اسمي من قائمة الناجحين في الإذاعة
يحتفظ عميد جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة عبد الحميد جكون بذكريات كثيرة عن تجربته مع امتحان الباكالوريا الذي اجتازه سنة 1972 بثانوية رضا حوحو، بعدما قضى ثلاث سنوات في الدراسة وفق نظام داخلي بثانوية حيحي المكي كما قال، مستذكرا حادثة طريفة حصلت له يوم صدور النتائج.  في تلك الفترة  يقول محدثنا، كانت أسماء الناجحين تعلن عن طريق الإذاعة و أنا كنت أقيم بمنطقة واد زناتي و اجتزت الامتحان في قسنطينة، وقد فتحت الإذاعة و استمريت في الاستماع للأسماء التي وردت ضمن القائمة حتى النهاية لكنني لم التقط اسمي بينها رغم يقيني بأنني اجتهدت و استحق النجاح، لذلك حملت نفسي و قصدت قسنطينة مباشرة رفقة صديق لي عندما وصلنا إلى مقر الإذاعة وجدنا القوائم معلقة على أحد الجدران و قد رحنا نتصفحها بفضول لنجد في الأخير اسمينا بين الناجحين.
يضيف كانت سعادتي كبيرة فقد عملت بجد لأتفوق، رغم كل الظروف ففي سنوات تمدرسي لم يكن التعليم سهلا و لا التنقل من و إلى المدارس  لكن الإرادة كانت موجودة بالنسبة لي كانت البكالوريا تأشيرتي  للانتقال إلى العاصمة و تحقيق حلمي في دراسة الهندسة، لذلك تحملت ضغط وصعوبة الدراسة في ظل النظام الداخلي، كنت اعتبر نفسي محظوظا لأن العديد من الزملاء آنذاك اضطروا لمغادرة مقاعد الدراسة بسبب ظروفهم العائلية.
بعد نجاحي في نيل الشهادة تنقلت الى العاصمة لأسجل في كلية الهندسة لكنني صدمت عندما أعلموني بأن التخصص قد تم فتحه على مستوى جامعة قسنطينة، و لأنني كنت مصرا على الدراسة في العاصمة اخترت أن التحق بالمدرسة العليا للزراعة و زاولت دراستي في تخصص الهندسة الريفي.

الأستاذ حميد بوشوشة من جامعة قسنطينة
راجعت للامتحان في المطبخ و كان هاجسي الوصول في الوقت المحدد
في 10 جوان 1984 اجتاز الأستاذ حميد بوشوشة نائب عميد كلية الإعلام و الاتصال في ظروف وصفها بالصعبة والقاسية لم تكن كما قال تشبه ظروف الممتحنين اليوم، مع ذلك استطاع أن يكون من بين الناجحين في الامتحان الذي تفوق فيه 8 تلاميذ من القسمين الأدبيين على مستوى ثانوية زيغود يوسف، 7 منهم فتيات أما الذكر الوحيد فكان هو. ذكريات الأستاذ بوشوشة مع البكالوريا جميلة كما وصفها، فقد كان الامتحان بمثابة أهم خطوة في حياة الفرد آنذاك و حامل البكالوريا يعامل كمبجل في محيطه الاجتماعي، ففي تلك الفترة شهادة البكالوريا كنت تعادل في قيمتها شهادة الليسانس أو أكثر.
يتذكر محدثنا ظروف تحضيره للامتحان التي قال بأنها كانت صعبة جدا، فقد كان يقيم في منطقة زيغود يوسف بينما يزاول دراسته في إحدى ثانويات الحروش بسكيكدة، وهي مسافة طويلة قدرها 25 كلم كان يضطر لاجتيازها يوميا ذهابا و إيابا في ظل شح كبير لوسائل النقل، أما ظروف التحضير فكانت أصعب نظرا لأنه كان يضطر أحيانا للمراجعة تحت ضوء الشموع بوسائل بدائية بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، أضف إلى ذلك فإن منزل العائلة كان صغيرا ولا يتوفر على غرفة خاصة له لذلك كان ينتظر الجميع لينام حتى يحظى ببعض الخصوصية و الهدوء في مطبخ العائلة.
يوم اجتياز الامتحان كان هاجس الأستاذ بوشوشة الوحيد هو الوصول في الوقت إلى الثانوية فاستيقظ على الساعة الخامسة ليتمكن من اللحاق بحافلة الساعة السادسة المتجهة من زيغود يوسف نحو الحروش، و التي قد يضطر إلى استعمال " السطوب"، لو تأخر عن موعدها وقد يفوت الامتحان ككل.  أما ذكرى يوم الامتحان فقد حفرت عميقا في ذاكرته كونها تزامنت مع نهائي كأس أوروبا بين فرنسا و اسبانيا، حيث أن معرفة النتيجة كان يتوجب التنقل الى الحروش غير أن أستاذا ساعد في عملية التصحيح تكرم بحمل القائمة إلى تلاميذه المقيمين في زيغود مبشرا الأستاذ بوشوشة بأنه الوحيد المتفوق بين 8 فتيات، ليختار بعدها دراسة العلوم السياسية.

 

 

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com