مِهنٌ رمضانية لرفع مداخيل الخزينة الأسرية
تواكب بعض المهن الصغيرة بداية شهر رمضان، حيث تتخذ منه أغلب النسوة فترة لتحصيل مداخيل إضافية وإعالة الأسرة، فرمضان فرصة سانحة للماكثات في البيت خاصة من أجل إبراز قدراتهن في مختلف المهن المرتبطة بالشهر الكريم، ومنها التي تتوقف مباشرة بعد انتهاء الشهر ومنها التي تواصل العمل ولكن بوتيرة بطيئة لقلة الطلب على منتوجاتهن خارج رمضان.
خالتي عائشة تعيل أسرتها المكونة من 6 أفراد و ابنتها الأرملة، تتخذ خالتي عائشة من رمضان شهرا للجد والكد لمضاعفة المداخيل لضمان تسيير متوازن لمصاريف البيت وتوفير بعض المال لحاجيات إضافية، حيث تتعاون خالتي عائشة مع إبنتها الأرملة على تحضير "الدويدة" أو "شربة اليد" وهي عجائن تتطلب الكثير من الدقة والصبر لتحضيرها يدويا وبأحجام متوازنة حيث أن هذه العجائن هي من التقاليد التي أصبحت نادرة الإستعمال بعد لجوء ربات البيوت لشراء شعيرات الشربة الجاهزة. حيث تقوم خالتي عائشة بالإشراف على تحضير كميات وفق الطلب، لأنه ليس فقط تحضير "الدويدة" هو الصعب بالنظر لدقة الحصول على العجينة ولدقة تحويلها لشعيرات شربة عن طريق إستعمال اليد مع الحرص أن تكون الشعيرات متساوية الحجم ثم تجفيفها، بل الأصعب هو كيفية تحضير الطبق الذي يتطلب مراحل متعددة، لدى فربات البيوت اليوم يتهربن من شراء هذا النوع من العجائن التقليدية، فيما تتهافت عليه العجائز وبعض النسوة الهاويات لتنويع الأطباق في رمضان.
أما عمل السيدة فاطمة فلا يقل أهمية وتعبا عن عمل خالتي عائشة، حيث يعد رمضان فرصة للسيدة فاطمة لتوفير بعض المال لأبنائها، حيث تعمد لتحضير الخبز المنزلي بكل أنواعه "مطلوع الطاجين، مطلوع الفرن، بريوش وغيرها" ويتكفل زوجها أو أولادها ببيع الخبز للزبائن الذين تعودوا على السيدة فاطمة كل رمضان، وفي منتصف الشهر الكريم تحضر السيدة فاطمة "الرقاق" او الشخشوخة كما تسمى في مناطق أخرى من الوطن ويكثر الطلب على هذه العجائن في ليلة نصف رمضان وليلة القدر، ولا تنهي السيدة فاطمة عملها الموسمي إلا صبيحة عيد الفطر حيث توفر حسب الطلب كميات كبيرة من المسمن الذي تعود الوهرانيون على تناوله صبيحة العيد عوض الحلويات التي قد تسبب مشكل في المعدة بعد شهر من الصيام.
مهن رمضان لم تعد تقتصر على العجائن التقليدية التي تحضرها السيدات كبيرات السن، بل أصبح اليوم للفتيات نصيب كبير من هذه المهن التي بدأ يروج لها عبر صفحات الفايس بوك لمضاعفة الطلب، مثل نادية ذات ال 40 سنة متزوجة ولها ولدان، ماكثة بالبيت بعد تحصلها على ليسانس في الحقوق، وقد إستغلت رمضان لفتح صفحة فايسبوكية ونشر منتوجها وعرضه للبيع وهو عجائن المملحات مثل "الباركات، الفولفون، الشوسون، التارتولات وغيرها" حيث نشرت صور منتوجها مع توضيحات تخص العجينة المورقة التي صنعت منها، وقالت نادية للنصر أنها انتبهت هذا العام لضرورة المساهمة في مداخيل أسرتها بعد أن تراكمت بعض الديون على عاتق زوجها، وهذا بإستغلال حرفتها التي تلقت تكوينا خاصا بشأنها في صنع الحلويات والعجائن مثل المملحات التي أصبح يكثر عليها الطلب لسهولة تحضيرها وذوقها المميز وإمكانية تنويع الحشو لنفس العجينة مما جعل التهافت ملحوظا على طلب هذه العجائن من نادية التي تجتهد داخل منزلها من أجل تطوير خبرتها المهنية وتحصيل أموال تساعدها وتساعد أسرتها على تجاوز العوز، وليست نادية فقط التي تنتهج هذا المسار في رمضان خاصة، بل العديد من الفتيات اللواتي غزون الشبكات الإجتماعية الأسبوع الماضي للترويج لمنتوجاتهن التقليدية التي يعرضونها للبيع وفق الطلب.
هوارية ب