عائلات قسنطينية تحرص على تحضير الفريك بالطرق التقليدية
ترفض نسبة كبيرة جدا من العائلات القسنطينية ، اقتناء الفريك سيد أطباق رمضان ، موضبا في علب ، أو ذلك الذي يعرض في الأسواق بالكيلوغرام، وتحرص على تحضيره على الطريقة التقليدية ، خوفا من الغش وقلة النظافة ، وعدم درايتها بالظروف التي تم إعداده فيها.
ففي هذا الصدد أوضحت لنا الحاجة مسعودة ، أنها ترفض ما يسوق من فريك ، تخوفا من الغش الذي أصبح فعلا مألوفا ، لدى فئة جد واسعة من التجار الموسميين ، الذي يجنون أرباحا كبيرة ، على حساب المستهلك ، جراء ما نسمعه من أخبار الغش ، بخلط الفريك النقي بالقمح وكذا تلوينه وخلطه بمواد قد تكون ضارة. فتضيف أنها تشتري الفريك حبا أخضر من السوق أو من بعض معارف الأسرة ، ممن يعرف عنهم الأمانة في المعاملة ، وتقوم بتنقيته وإزالة الحب غير الصالح منه ، ثم تغسله بالماء النقي ، وتجففه بعد إضافة القليل من الملح ، وأثناء ذلك تتأكد من نوعيته "لان نقيه يحافظ على خضرته" ، بعد أن يتخلص بعد الغسل من رماد عملية الحرق ، ولما يجفف تحت أشعة الشمس تأتي عملية الطحن وفي ظل انقراض الرحى التقليدية ، تضطر إلى الكهربائية المتوفرة حاليا في الكثير من المحلات ، مع التأكيد على نوعية الرحى ، ثم تقوم بغربلته عدة مرات ، بعد أن تتخلص من نخالته ، وتنزع الدقيق منه لاستعماله في أغراض أخرى ، العملية تقول أنها متعبة لكنها مطلوبة اطمئنانا على أن ما سيقدم للاستهلاك خال من كل الشوائب حرصا على سلامة أفراد عائلتها.
خالتي مسعودة اقتنت هذا العام فريك بلدية زيغود يوسف، الذي نضج أياما قليلة قبل شهر رمضان ، وهذا ما جعلها تدخل في سباق مع الزمن ، ليكون فريك شربة رمضان في متناول أسرتها ، التي لا يحلو لها فطور دون أن يكون على مائدته هذا الطبق الذي لا استغناء عنه.
وتتذكر محدثتنا أنها في شبابها ، في بيت أهلها بنواحي الخروب ، كانت تشارك العائلة في صناعة الفريك، ابتداء من عملية الحرق إلى الدرس ، والتذرية والتصفية، وكان لنا مما تنتجه العائلة نصيب مقابل الجهد الذي يقدم في الموسم قائلة "كنا نبيعه ونتصرف في ثمنه وكانت حينها الأموال النقدية قليلة التداول بين الناس ، كان ذلك في بداية السبعينيات" تتذكر محدثتنا ، وهي تتأسف على زمن كان كل ما يستهلكه الانسان طبيعيا. ص/ رضوان