مصالح الأمن تداهم شارع قومبيطا
شرعت أول أمس وحدات الأمن العمومي وسط مدينة عنابة، في حملة تطهير واسعة لأماكن تجمع الباعة الفوضويين على مستوى شارع ابن خلدون المعروف باسم «قومبيطا» ومحيط سوق الحطاب، بعد الشجار الدامي الذي وقع أمس الأول و خلف 06 جرحى، بين مجموعتين من الشباب من حيي سيدي سالم والمدينة القديمة، بسبب خلاف حول عرض السلع بالرصيف، و أوقفت الشرطة عددا من التجار.
فقد قام عناصر الشرطة المدعومين بفرق التدخل السريع بمسح المنطقة المحيطة بسوق الحطاب، وشارع قومبيطا، و ملاحقة الباعة غير الشرعيين أسفرت عن حجز كمية معتبرة من مختلف السلع التي تخلى عنها أصحابها بعد أن فاجأتهم دورية الأمن وسط كر وفر بين أزقة الشوارع ومداخل العمارات، مع إصرار بعض الباعة على الرجوع إلى الأماكن التي اعتادوا البيع فيها، محولين الشوارع الرئيسية إلى سوق كبير لمزاولة أنشطتهم التجارية غير القانونية خاصة في رمضان، الذي يعرف فيه تنامي نشاط التجارة الفوضوية. وعرفت مداهمات وحدات الأمن توقيف عدد من الباعة غير الشرعيين، وتحويلهم إلى مقر الأمن الحضري التاسع لتحرير ملفات في حقهم، بتهمة البيع في الطريق العام بدون رخصة وعرقلة حركة المرور، تمهيدا لتقديمهم أمام العدالة.
وجاءت المداهمات بعد أن احتل باعة الألبسة الفوضويون، شوارع وسط مدينة عنابة، محولين الأرصفة والطرقات إلى مساحات عرض لمختلف أنواع الملابس، مما أدى إلى غلق بعض الطرق نهائيا أمام حركة المرور، و تقصد العائلات هذه الأماكن خاصة في الليل للتسوق و شراء لباس العيد لأبنائهم. و تتحول شوارع وسط المدينة كل شهر رمضان، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر إلى محج لآلاف العنابيين يوميا وكذا سكان الولايات المجاورة، من أجل شراء الألبسة ومختلف الأغراض استعدادا للاحتفال بالعيد، حيث يجد عدد منهم متعة في التسوق بشوارع « قومبيطا، الحطاب، و بيجو» رغم الازدحام. و لم يقتصر عرض الألبسة بطريقة فوضوية في الشوارع على الباعة غير الشرعيين الذي يمتهنون هذا العمل طوال العام، بل يقوم أصحاب المحال التجارية المتواجدين بمختلف أحياء عاصمة الولاية بعرض سلعهم على الرصيف، مستغلين الفرصة لبيع سلعهم جنبا إلى جنب مع الباعة غير الشرعيين، وتسويق أكبر نسبة من الملابس الصيفية التي كانوا يحولونها إلى المخازن.
و أدى تنامي ظاهرة التجارة الفوضوية، إلى تشويه صورة مدينة عنابة بأكملها، لما يُخلفه الباعة من أوساخ و قمامة في ظل غياب حلول عملية من قبل السلطات المحلية للحد من الظاهرة، كما تعرف أماكن تجمع التجار الفوضويين يوميا شجارات و اعتداءات و سرقات تستهدف خاصة النساء اللواتي يقصدن تلك الأسواق، أين يستغل بعض المنحرفين من الأحياء الشعبية الاكتظاظ لسرقة الهواتف النقالة والحلي، بالتواطؤ أحيانا مع بعض التجار غير الشرعيين.
حسين دريدح