السبت 30 نوفمبر 2024 الموافق لـ 28 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

معظمها غير مراقب و قد يكون مصدرا للأمراض

إقبال متزايد على الينابيع الطبيعية خلال شهر رمضان
مع حلول شهر الصيام يزداد اقبال المواطنين على الينابيع الطبيعية المنتشرة في مختلف أرجاء الوطن، حيث تشهد المدن والقرى رحلات يومية للصائمين بسياراتهم نحو مختلف الينابيع لجلب الماء الشروب في قارورات بمختلف الأحجام، رغم أن معظم النقاط تبقى غير مراقبة من طرف الجهات الوصية وقد تكون مصدرا للأمراض و خطرا على صحة المواطنين.
في جولة قامت بها النصر في شهر رمضان إلى بعض الينابيع الطبيعية على مستوى ولاية باتنة وتحديدا في المنطقة الجنوبية من الولاية، وقفنا على انتشار هذه الظاهرة لدى المواطنين وتضاعف الإقبال على منابع المياه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة،  حيث توجد منابع في مختلف البلديات، على غرار نقاوس، سفيان، أولاد سي سليمان، سقانة، معافة وغيرها من المناطق.
كانت الوجهة الأولى لنا  المنبع الطبيعي  المتواجد بقرية معافة التي تبعد بحوالي 5 كم عن بلدية عين التوتة، جنوب ولاية باتنة، الذي يستهوي سكان المناطق المجاورة له، على غرار سكان قرى بني فضالة، مولية، مدينة عين التوتة، وحتى بعض المواطنين القاطنين في البلديات البعيدة عنها، مثل بلدية القنطرة، التابعة لولاية بسكرة وعين زعطوط، أين يقصده الصائمون لجلب المياه، بالإضافة إلى أخذ قسط من الراحة وسط المناظر الطبيعية، خاصة في الفترة المسائية، حيث ينتظر هؤلاء اقتراب موعد الإفطار للعودة إلى منازلهم.
 أحد المواطنين قال بأنه يقصد المنبع خلال بقية شهور السنة رفقة أفراد أسرته، بينما في شهر رمضان يقصده رفقة أبنائه الصغار لانشغال زوجته ووالدته بإعداد وجبة الإفطار، و يتميز هذا المنبع ، حسب مرتاديه، بأن مياهه باردة ولا تتسبب في انتفاخ البطن، عكس مياه الحنفيات.
توجهنا في ثالث أيام رمضان نحو منبع رأس العين المتواجد ببلدية سفيان التابعة لدائرة نقاوس بباتنة، و وقفنا على العدد الكبير من المواطنين الذين يقصدونه، وحسب من تحدثنا إليهم، فإن هذا المنبع يقصده المئات من المواطنين من مختلف المناطق و البلديات المجاورة، مما  أدى إلى تشكل طوابير طويلة لملء القارورات. حيث يتسابق المواطنون للظفر بدور قبل حلول موعد الإفطار، خاصة بالنسبة لمن يقصدونه من بلديات بعيدة، على غرار بريكة، سقانة، الجزار و نقاوس، كما يستغل الأطفال   المكان  للسباحة في مياهه الباردة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الفارطة، و انعدام المسابح بالبلدية والمرافق المخصصة للشباب، مما جعل من المنابع الطبيعية مزارا لهم.
 و أكد السكان المحليون بأنهم يفضلون التوجه إلى هذا المكان مشيا على الأقدام، رغم بعده عن المنطقة العمرانية ، حيث يقصدونه مباشرة بعد صلاة العصر لتمضية الفترة التي تفصلهم عن آذان المغرب قبل العودة للإفطار.
تبقى تلك المنابع الطبيعية التي يستغلها المواطنون لجلب المياه غير مراقبة من طرف المصالح التقنية للجزائرية للمياه، مما يجعلها مصدرا للأمراض وتهديدا لصحة المواطن، ورغم ذلك فقد قال لنا بعض المواطنين بأنها تبقى أفضل من مياه الحنفيات ببيوتهم، خاصة مع اختلاطها بالروائح و مياه الصرف الصحي في بعض الحالات، على غرار ما تم تسجيله منذ أيام على مستوى حي المجاهدين و العطعوطة ببريكة من اختلاط لمياه الصرف الصحي مع الماء الشروب، و أكد  المواطنون بأنهم يثقون في الطبيعة أكثر ويشربون منها، فيما يبقى ماء الحنفيات يستخدم في الغسيل والتنظيف وما شابه من أعمال منزلية.
قال عدد من المواطنين بأن استمرارية هذه المنابع، يحتاج إلى عناية واهتمام من طرف السلطات المحلية للبلدية، حيث تحدث عدد ممن وجدناهم أمام منبع رأس العين بسفيان، عن تراجع كمية المياه مقارنة بالسنوات الفارطة لأسباب مختلفة، و طالبوا بضرورة تدخل المسؤولين والجهات الوصية لصيانتها وتهيئتها لضمان استمرارها، خاصة وأنها تعتبر وسيلة لسقي الأراضي الفلاحية المجاورة لها و يستفيد منها الفلاحون كثيرا، في ظل غياب الآبار الارتوازية و صعوبة الحصول على تراخيص لحفرها، كما أكد آخرون بأنه يمكن استغلال هذه المنابع الطبيعية لتنشيط السياحة المحلية، خاصة و أن معظم المناطق التي تتوفر عليها نائية ومعزولة ، قبل أن تحييها من جديد و تكثر فيها الحركة بقدوم المواطنين من مختلف البلديات المجاورة لجلب المياه، وهو ما يعتبر شكلا من أشكال تشجيع السياحة المحلية، أضاف هؤلاء.
ب. بلال

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com