التقشف يعوض المبالغ المالية بشهادات تكريم وعرفان
تنطلق بعد أيام الطبعة التاسعة لمهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية بمسرح حسني شقرون بوهران، وسيتم خلال سهرة الافتتاح تكريم المطربة مريم عابد و مغني الراي وكاتب الكلمات المرحوم بلقاسم بوثلجة، و يبدو أن التكريم سيقتصر على منح شهادات شرفية وليس شيكات بمبالغ مالية.
أفادت مصادر مطلعة للنصر، أن سياسة ترشيد المال العام و التقشف قد مست الطبعة التاسعة لمهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية وهو المهرجان الذي تم الإبقاء عليه من طرف الوزارة، بعد إلغاء مهرجانات أخرى، و يبدو، وفق ذات المصادر، أن التكريم هذا العام لن يكون نقدا عن طريق شيك، بل فقط شهادة عرفان و اعتراف بما قدمه المطربون للأغنية والموسيقى الوهرانية، حيث تعودت محافظة المهرجان على تكريم فنانين في كل طبعة من المهرجان وكانت الراحلة صباح الصغيرة أولى المكرمات حينها، لما تركته من فراغ في الساحة الفنية الوهرانية. وكانت المحافظة تمنح مبلغا ماليا ولو رمزيا لكل فنان يتم تكريمه أو تكريم عائلته، أما الذين لا يمثلهم أحد من المطربين القدامى، فيتم الاكتفاء بالتنويه بأعمالهم وأمجادهم.
وسيشارك في الطبعة التاسعة 10 متسابقين من الأصوات الشابة التي اختارت الأغنية الوهرانية لرسم مسارها الفني، وهذا عبر 5 سهرات سيحييها مطربو الأغنية الوهرانية، أغلبهم من الفائزين في الطبعات السابقة للمهرجان، على أن يختتم مطربو الراي نهاية كل سهرة. للتذكير، فإن مريم عابد التي سيكرمها المهرجان هي مغنية وممثلة ومذيعة، من مواليد 1933 بولاية الشلف، بدأت مشوارها كمنشطة لحصة أطفال في الأغاني في الحصة، ثم التحقت بالمسرح وشاركت في عدة أعمال، خاصة الأوبيرات كممثلة ومغنية، وذاع صيتها الغنائي في سنة 1958، حين أدت أغنية "البهجة مدينة الجزائر" وكذا "يا سبايب غلبي" وغيرها من الأغاني، لتنتقل إلى وهران، أين واصلت مشوارها الغنائي إلى غاية سنة 1974 ،حين غادرت الجزائر إلى فرنسا، و إستقرت هناك ولم تظهر إلا سنة 2003، حين شاركت بباريس في عرض فني موسيقي جزائري شارك فيه مجموعة من الفنانين الجزائريين ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارها.
أما المغني وكاتب الكلمات بلقاسم بوثلجة، فهو من خريجي مهرجان موسيقى الراي الذي كان ينظم بوهران قبل أكثر من 30 سنة، حيث تحصل بوثلجة على الجائزة الأولى مناصفة مع الشاب خالد حينها، فقد عايش المرحوم بوثلجة العصر الذهبي لموسيقى وأغنية الراي التي أدخل عليها تعديلات، ارتقت بها كموسيقى، ثم أصبح كاتب كلمات ارتقت بالراي وسمحت بانتشاره على نطاق واسع، حيث بدأ بوثلجة الغناء في الستينات وعمره لم يتجاوز 13 سنة، ليفارق الحياة في 2 سبتمبر 2015 عن عمر ناهز 68 سنة، بعدما عاش منذ ابتعاده عن الفن سنة 1985 حياة مأساوية وظروفا معيشية صعبة، لم ينتبه لها أحد، ما عدا مساعدات بعض أصدقائه، لينتهي به المطاف في المستشفى أين صارع المرض لثلاثة أشهر ثم فارق الحياة.
هوارية ب