سأمثــل في عمل عربي ضخم على شاكلــة حريم السلطــان
كشفت الممثلة سهيلة معلم، بطلة السلسلة الكوميدية «بيبيش و بيبيشة» عن مشاركتها في أعمال عربية أهمها سلسلة «الجيران» التي سينطلق تصويرها بأبوظبي، مباشرة بعد عيد الفطر و كذا مشروع فيلم تاريخي على شاكلة «حريم السلطان» يحمل عنوان «الحرملك»، فضلا عن أعمال سينمائية مهمة بالجزائر، منها فيلم»ابن باديس» الذي انطلق تصويره في شهر رمضان الجاري و كذا مشروع «هيليبوليس» سيجمعها مرة أخرى بجعفر قاسم .الفنانة التي نجحت في خطف الأضواء، رغم تجربتها الفتية في عالم التمثيل الفني، تحدثت عن تجربتها في البرنامج العربي »آراب كاستينغ» و ما قدمه لها من فرص البروز خارج الحدود الجزائرية، كما تحدثت عن أسباب رفضها لعروض سينمائية بفرنسا و أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار الذي خصت به النصر.
حاورتها مريم بحشاشي
. النصر: من «بنت و ولد» إلى «بيبيش و بيبيشة»، حدثينا عن التغييرات الطارئة على هذه السلسلة الفكاهية؟
ـ سهيلة معلم:الموسم الثالث طرأ عليه تغييرات مهمة، بدءا بتوسيع أفراد العائلة للشخصيتين الرئيسيتين، و كذا الوقت الذي ارتفع إلى 26 دقيقة، بعد أن كان 13 دقيقة، هناك أيضا تحسن ملفت في الإمكانيات التقنية المستعملة، حيث تضاعف عدد الكاميرات.
. ألم يكن تغيير عنوان السلسلة بمثابة رهان، خاصة و أن الجمهور تعوّد على «بنت و ولد»؟
ـ بالفعل هذا نوع من التحدي رفعناه بكل ثقة أنا و مروان، حيث اقترحنا تغيير العنوان، حتى يتناسب و العادات الجزائرية، خاصة في رمضان و تجنبنا استعمال بعض صفات الدلال بين الزوجين مثل «حبيبتي» و «عمري» و غيرها من العبارات التي قد لا تروق لبعض العائلات المحافظة، فاقترحنا «بيبيش و بيبيشة»، باعتباره الأفضل، لأنه يبدو طريفا و لطيفا في آن واحد و وقعه عادي بالنسبة للكثير من الأسر، و أظن أن اختيارنا كان موفقا إذا ما نظرنا إلى مدى تبني المشاهدين للاسمين.
. ما سر الانسجام و التواطؤ الكبير بينك و بين مروان قروابي؟
ـ صحيح عملنا المشترك لمدة ثلاث سنوات، جعلنا نعرف بعضنا البعض جيّدا، كما أن هدفنا و طموحنا من وراء هذه السلسلة واحد، و هو دخول البيوت الجزائرية و ذلك من خلال الاقتراب قدر الإمكان من الحقيقة و الحفاظ على طبيعتنا و تلقائيتنا.
. هل كنت تتوقعين هذا النجاح؟
ـ بصراحة لا، لأنني كنت خائفة من فقدان الجمهور الذي أحب، و تعوّد على السلسلة و لاحتمال عدم استحسان الجمهور للموسم الجديد بعنوان جديد، لكنني تفاجأت بالنتيجة و التفاعل الكبير للجمهور، حيث قام البعض بفتح صفحات على الفايسبوك باسم «بيبيش و بيبيشة».و هناك مشاهدات أخبرنني بأن أزواجهن باتوا يطلقون عليهن اسم «بيبيشة» بعد متابعتهم للسلسلة، و هو ما يؤكد تقبل الجمهور للعنوان أكثر من بنت و ولد.
اخترنا عنوان «بيبيش و بيبيشة» احتراما للأسرة الجزائرية
. أكيد عشت مواقف مزعجة خلال عمليات التصوير أخبرينا عن بعضها ؟
ـ صراحة أكثر ما أزعجني هو لحظة انتهاء فترة الاستراحة القصيرة و قدوم مساعد المخرج لإعلان ضرورة العودة إلى مكان التصوير، لمواصلة باقي المشاهد، كان ذلك بمثابة كابوس اليقظة، لأننا نبدأ العمل مبكرا في حوالي الساعة السابعة صباحا، و نعمل إلى غاية السابعة و النصف مساء، لقد كنا نصوّر يوميا 17 مشهدا، لكن الأجواء العائلية التي عشناها مع فريق العمل، و بشكل خاص الممثلتين القديرتين بهية راشدي و ماجدة لعراف أنستنا تعبنا.
. ما هي أهم تجربة استفدت منها في مشوارك الفني الفتي؟
ـ كل التجارب كانت مهمة في مسيرتي الفنية، و أحاول التعلم منها و تدارك الأخطاء في كل مرة قدر الإمكان، فبدايتي كانت في «جمعي فاميلي» و تلك التجربة أفادتني كثيرا في حياتي، لقد تعلمت الكثير مع المخرج جعفر قاسم الذي منحني أول فرصة، و وثق في قدراتي، و منحني فرصة ثانية في سلسلة «عاشور العاشر».
. في سياق الحديث عن «عاشور العاشر»، ألم يكن هناك مشروع جزء ثاني، أم أنه سقط في الماء؟
ـ لا حسب علمي، المشروع متواصل و يجري حاليا كتابة و تحضير سيناريو الجزء الثاني الذي ستنتقل فيه بعض الأدوار الثانوية في الجزء الأول إلى أدوار رئيسية في التتمة، على غرار المسلسل التركي «حريم السلطان»(تضحك).
«آراب كاستينغ» منحني فرصة العرض أمام الملايين
. صراحة هل تقبلين الأدوار الثانوية دون تذمر؟
ـ لست ممن يلهث وراء أدوار البطولة، لأن أكثر ما يهمني هي طبيعة الشخصية التي سأتقمصها، فبإمكان الممثل المتمكن، تخليد اسمه من خلال دور ثانوي، فيما يفشل آخر في تحقيق ذلك بدور رئيسي، سعادتي الكبرى و الحقيقية لا تتحقق، إلا عند رؤية الجمهور راض عن الدور الذي قدمته، مهما كان بسيطا، ونجاحي كان بفضل أدوار ثانوية برزت فيها و كشفت من خلالها على قدراتي التي شجعت مخرجين على انتقائي لأدوار البطولة.
. حدثينا عن مشاريعك الجديدة؟
ـ بدأت منذ أيام قليلة في تصوير دوري في فيلم «ابن باديس»، مع المخرج السوري باسل الخطيب، وأنا أحاول منذ فترة إتقان اللهجة القسنطينية، حتى أتمكن من منح شخصية «جوهر» التي سوف أتقمصها حقها، و هي تلميذة من عائلة فقيرة يسعى العلامة لمنحها حق التعلّم وإنقاذها و عائلتها من الفقر، و لدي مشروع سينمائي ثاني مع جعفر قاسم يحمل اسم «هيليوبوليس»، فضلا عن مشاريع أخرى مهمة.
. يبدو من كلامك أنها مشاريع أفلام عربية، لكن قبل إطلاعنا عليها نريد معرفة ماذا أضافت لك تجربتك في «آراب كاستينغ» و هل فتحت لك أبواب النجومية؟
ـ التجربة كانت مهمة جدا، و أضافت لي الكثير، فأنا لم يسبق لي تجريب التمثيل المسرحي و «آراب كاستينغ» منحني فرصة عرض مونولوغات أمام الملايين و هذا ليس بالشيء الهيّن، لقد زادت ثقتي بنفسي بفضل ذلك، كما ساعدني على تعلّم عديد اللهجات العربية، أما عن فتحه أبواب النجومية أمامي، فأعتقد أنني أسير بخطى ثابتة نحو ذلك، بالنظر لفرص العمل العديدة التي تحصلت عليها منذ مروري بالبرنامج، منها اختياري للمشاركة في سلسلة «الجيران» و التي سيتم تصويرها بعد شهر رمضان بأبوظبي، مع المترشحين الذين نجحوا في بلوغ المراحل النهائية في برنامج»آرب كاستينغ» ،هذه السلسلة طويلة تتكوّن من 200 حلقة، فضلا عن مشاركتي و زميلي زبير بلحر، في مسلسل تاريخي حول عصر المماليك يحمل عنوان»الحرملك».
استعمالي للهجتنا المحلية في برايم «آرب كاستينغ» هدية للجزائريين
.فرضت اللهجة الجزائرية في البرايم الأول و الأخير للبرنامج، ألم تواجهي صعوبات بخصوص ذلك؟
ـ بلى، لقد كانوا متخوفين في البداية، بحجة عدم فهم الجمهور للهجتنا، لكنني أقنعتهم ببساطة لهجتنا و سهولة فهمها، بمجرّد التخلي عن الكلمات المقترضة من اللغة الفرنسية و تجنب السرعة في الحديث، و تمسكت بمطلبي لأنني أردت تقديم هدية لشعبنا و تمثيله أحسن تمثيل، فكانت النتيجة مرضية و نجحنا في فرض لهجتنا كباقي المترشحين بكل فخر.
. هل تعتبرين نفسك فنانة متكاملة، بعد تجاربك المتنوّعة بين السينما والكوميديا و الدراما والمسرح وحتى التنشيط؟
ـ لا زلت اعتبر نفسي في بداية الطريق، و لا يزال أمامي الكثير لأتعلمه، و بصراحة لا أريد أن يكون الغرور مقبرتي، أنا في بداية المشوار و أحرص على تذكير نفسي بذلك، الحمد لله نجحت في تحقيق ما تمنيته.
. كل فنان عادة يتمنى تجسيد دور لم يقدمه بعد، فماذا عنك؟
ـ أمنيتي تقمص شخصية مناضلة و شهيدة من بطلات ثورة التحرير الجزائرية في رأيي لم يوفين حتى الآن حقهن سينمائيا، فالثورة لم يصنعها الرجال وحدهم، بل هناك أسماء حرائر لابد من إنصافهن.
. ماهي الأدوار التي تمنيت لو كنت تستطيعين تغييرها؟
ـ حتى الآن لم أندم على أي دور قدمته، لكن ثمة دور واحد تمنيت لو أنني بذلت فيه جهدا أكبر، و كان ذلك في سلسلة «خالتي للاهم» مع الفنانة فاطمة حليلو، لأن المحتوى أعجبني كثيرا، لكن ظروف العمل و الإخراج، صراحة لم تكن مشجعة على الإبداع.
. الكثير من الكوميديين الجزائريين يفضلون الظهور في الأعمال التونسية، ما قراءتك لذلك؟
ـ أنا أيضا تلقيت عرضا من قناة «نسمة تي في» للمشاركة في سلسلة «نسيبتي لعزيزة»، لكن انشغالي بدراستي بالجامعة حال دون موافقتي، لكن في رأيي كل تغيير و كل تجربة جديدة تخدم الممثل و توّسع خبرته، فمثلا الممثلة رزيقة فرحان نجحت في كسب شعبية بتونس أكثر من الجزائر، و نجح كوميديون آخرون في المغرب، و ثمة من طرقوا بوابة العالم العربي . هذا يشجع على التبادل و التفتح على الآخر.
حلمي تقمص شخصية بطلة من شهيدات ثورة التحرير
. تغيّرت وجهة الممثلين الجزائريين من العالم الغربي إلى العربي، فماذا عنك، ألم تحاولي تجريب حظك في الغرب؟
ـ بفرنسا و ما يشبه ذلك (تضحك)، بلى طموحي كممثلة لا يعترف بالحدود الجغرافية، و إنما بالحدود الأخلاقية، و هو للأسف ما منعني من خوض التجربة بفرنسا، أين تلقيت عرضا سينمائيا ، لكنني رفضته رغم أن السيناريو أعجبني كثيرا، غير أن محيط الفتاة التي كلفت بتقمص شخصيتها ،فيه من الجرأة ما لا يتوافق و مبادئي، خاصة و أنني شعرت بأن هناك تفاصيل كان بالإمكان حذفها، لأنها لا تقدم و لا تؤخر شيئا في العمل، كلقطات الحمام و ارتداء ملابس الحمام كالـ»فوطة»، صراحة لم يرقني الأمر، لأنني ضد الصورة النمطية التي يريدون إلصاقها بالمهاجرات ذوات الأصول المغاربية.
. إلى أي مدى تثقين في الفن كمصدر رزق لك؟
ـ طبعا لا شيء مضمون في هذه الحياة، و النجاح قد يستمر و قد ينتهي في أي لحظة، و على الفنان الاستعداد لمثل هذه المواقف، و أنا شخصيا أتممت دراستي الجامعية و لدي الكفاءة المهنية في المحاماة «كابا»، كما أهتم كثيرا بمجال الإخراج.
سأحترف الإخراج
. نفهم من ذلك بأن لديك نية في احتراف الإخراج؟
- لما لا؟ بالفعل أحب هذا المجال و أشعر بأنني قادرة على تقديم الكثير فيه.